تصدرت الجهود السعودية لإغاثة منكوبي الفيضانات في باكستان الجهود الدولية، في الوقت الذي تتحفظ الجهات الحكومية الباكستانية في إعطاء أرقام دقيقة عن مدى الخسائر البشرية بسبب عدم التمكن من الوصول إلى جميع القرى المحصورة أو الوصول إلى بيانات دقيقة حول الخسائر المادية والاقتصادية، التي تحدثت جهات دولية عنها بالقول إنها قد تفوق خسائر زلزال عام 2005 وتسونامي عام 2004 مجتمعين. ومع تواصل الجهود الدولية والمحلية للإغاثة، أعلن السفير السعودي لدى باكستان عبدالعزيز الغدير أن السفارة السعودية باتت كخلية نحل تعمل على مدار الساعة من أجل تأمين الوقوف على حاجات باكستان الإغاثية والعمل على الوقوف معها. وقال في تصريح إلى «الحياة»: «منذ اللحظة التي سمع فيها خادم الحرمين الشريفين بالفيضانات في باكستان أصدر أوامره بتسيير جسر جوي إغاثي للشعب الباكستاني المتضرر جراء الفيضانات لنقل المواد الإغاثية اللازمة وجميع أنواع المساعدات الإنسانية». وأضاف: «تم توزيع 25 ألف خيمة و600 ألف قطعة من الإغاثة الإنسانية المتنوعة و300 ألف سلة غذائية عائلية، وزعتها مفوضية اللاجئين العليا التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي. وعن نوعية المواد التي قدمتها المملكة للمتضررين، أشار السفير إلى أنها إغاثة شاملة تأخذ في الاعتبار الوضع المأسوي للناس المتضررين الذين هدمت بيوتهم، إذ شملت الخيام والبطانيات والفرش والأدوية الطبية، إضافة إلى المواد الغذائية الضرورية. وأوضح أن الطائرات نقلت عبر الجسر الجوي مساعدات إلى جميع الأقاليم الباكستانية في بلوشستان وخيبر بختنون خوا والبنجاب والسند، مشيراً إلى ان المملكة لن تألو جهداً في مد يد العون إلى كل الأماكن المتضررة وكما وقفت مع المتضررين من زلزال 2005 على رغم انسحاب غالبية الجهات الإغاثية العالمية، فإن المملكة تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب الباكستاني إلى حين إعادة المنكوبين وإعمار مناطقهم، مضيفاً أن الجهود السعودية لم تنحصر في الجسر الجوي فقط ونقل المواد الإغاثية فقط، وإنما بادر الصندوق السعودي للتنمية ومن خلال اتفاقاته مع منظمات الأممالمتحدة العاملة في باكستان بتقديم مساعدات إغاثية تتزامن مع الجسر. وأشار إلى أن أعضاء السفارة السعودية والعاملين فيها وببادرة إنسانية منهم تبرعوا براتب يوم لمصلحة المتضررين من الفيضانات، فيما تواصل السفارة تلقي الاتصالات من العديد من رجال الأعمال في المملكة الذين يريدون المساهمة في تقديم المساعدة الإنسانية وتخفيف معاناة المتضررين من الفيضانات في باكستان. وحرصت المملكة على إرسال مجموعات من الشباب السعودي لمرافقة قوافل الإغاثة والإشراف على توزيعها وتفقد أحوال المتضررين.