دشنت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المنطقة الشرقية أخيراً، خطوط «طوارئ» لتلقي «الشكاوى والاقتراحات» حول أوضاع المساجد، في محاولة «لإصلاح ما أفسده الدهر»، وذلك بعد «انتقادات واسعة» على خلفية «ضعف مستوى الصيانة وخدمات النظافة» في بعض مساجد المنطقة ومرافقها، وبخاصة المساجد والمصليات الواقعة على الخطوط السريعة التي تحول بعضها إلى «مأوى للحيوانات الضالة». ويتناوب على إمامتها مقيمون أجانب. فيما ينفر المسافرون من مرافقها «لسوء خدماتها»، ويلاحظ أن أثاثها وفرش أرضيتها لم يتغيرا منذ وقتٍ طويل، وتحيط الأتربة بجوانبها. وأتاحت «الشؤون الإسلامية» خطوط الطوارئ لأفراد المجتمع، ومن بينهم الأئمة والمؤذنون. فيما يتهم سكان أحياء في مدن عدة في المنطقة، فرع وزارة الشؤون الإسلامية ب «التساهل» و«المداراة» على مسؤولي المساجد من «مخالفي ضوابط استخدام مكبرات الصوت»، إضافة إلى الانتقاد المتكرر لتلك المساجد، «لغياب الصيانة». وشهدت مساجد عدة، في الشرقية حالات «عبث»، تمثلت في إشعال حرائق وتخريب مكبرات الصوت، ما زاد من المطالبات بتوفير «حراسات أمنية، أو تركيب كاميرات مراقبة. ويشرف فرع الشؤون الإسلامية في الشرقية على نحو 3500 مسجد. ولديه 742 «خطيب جمعة»، و1846 «إمامَ فروض»، و2059 «مؤذناً»، و940 «خادماً». يُصرف لهم أكثر من 180 مليون ريال سنوياً، وتشمل عقود الصيانة 1350 مسجداً بقيمة 85 مليون ريال. وخصّص فرع وزارة الشؤون الإسلامية في الشرقية خطّين هاتفيين لاستقبال بلاغات الأعطال والملاحظات عن الجوامع والمساجد على مدار 24 ساعة. وأوضح الفرع في بيان صحافي، أن هذه الخدمة «للتواصل مع المصلين، واستقبال ملاحظاتهم والبلاغات عن الأعطال، في أي وقت، لإصلاحها عبر المراقبين والفنيين في قسم الصيانة الذاتية، على مدار الساعة». بيد أن تقديم بلاغ حول مشكلات المساجد عبر خطوط «الطوارئ»، يحتاج إلى إجراءات «معقدة»، ما دفع متقدمين بشكاوى إلى «النفور» من استخدام الخطوط، فالمتصل يحتاج إلى إدخال رقم الهويّة الوطنية، ورقم هاتف الموبايل الخاص به. وهو ما اعتبرته وزارة الشؤون الإسلامية «شرطين أساسيين لاستقبال الشكاوى، والتعامل معها عبر البرنامج». فيما كانت طريقة تقديم الشكوى لا تتجاوز «تسجيل الصوت لأكثر من دقيقة واحدة»، وذكر متقدمون ل «الحياة»، أن هذه «الضوابط تعرقل تقديم الشكاوى والبلاغات، على رغم كثرة الملاحظات حول المساجد»، معتبرين قرار البدء في استقبال الشكاوى بهذه الآلية «متعجلاً». بدوره، قال المدير العام لفرع الوزارة في المنطقة الشرقية الشيخ عبدالله اللحيدان: «إن الفرع قام بتحديث وإطلاق برنامج الخدمة الذاتيّة (IVR) لخدمة صيانة المساجد في المنطقة»، موضحاً أنه «تجريبي لمساجد الدمام، كأوّل خدمة من نوعها تُقَدَّم لهذا الغرض». وأضاف في تصريح ل «الحياة»، «صُمّم البرنامج لتلقي البلاغات من طريق الاتصال الهاتفي من قِبَل المستفيدين بشكلٍ عام والأئمة والمؤذنين والمراقبين بشكل خاص، ليتم تحديد ما يُرغب الإبلاغ عنه، بالضغط على رقم محدد مسبقًا لكل عطل، ومن ثَم يتم إلكترونياً إرسال البلاغ لجهة التنفيذ وجهة المتابعة، وسيحصل المتصل على رقم الطلب ليتسنى له متابعته فيما بعد». وذكر اللحيدان، أنه «بحسب تعليمات التعامل مع البلاغات؛ يلزم تسجيل رقم الاتصال والسجل المدني للمبلغ»، موضحاً أن «نظام البرنامج يتيح الفرصة للمتصل تسجيل رسالة صوتية لأكثر من دقيقة»، مبرراً ذلك بأنه «مراعاة للجوانب الفنية لمثل هذه البرامج التي تتطلب التوالي في التنفيذ». وأشار إلى أن البرنامج حالياً في فترة «التشغيل التجريبي، ويشمل مساجد حاضرة الدمام فقط». وأوضح أن ذلك ضمن ما تم إطلاقه أخيراً من برامج «العناية الذاتية». وقامت الوزارة بنشر أرقام هواتف البرنامج عبر سياراتها، لاستقبال أكبر قدرٍ من الملاحظات والتعامل معها.