أبدت طالبات أنهين السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود استياءهن من كلية الطب، لأنها حرمتهن من درس تخصص الطب البشري على رغم معدلاتهن العالية، وأتاحت للطلاب فرصاً أكثر وبمعدلات، أقل على حد قولهن في حين عزا عميد كلية الطب قلة عدد المقبولات إلى ضعف الطاقة الاستيعابية. وذكرت الطالبة أثير أبانمي أنها أنهت السنة التحضيرية بمعدل 4.62، وسجّلت رغبتها الأولى في الطب البشري، إلا أنها فوجئت بقبولها في العلوم الصحيّة التي كانت رغبتها الأخيرة ضمن تسلسل الرغبات. وقالت: «لم أتوقع أن أعيش يوماً هذه الصدمة التي أشعرتني بعدم قيمة شهاداتي الدراسية من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية، والتي دائماً ما احصل فيها على امتياز وبمعدلات لا تقل عن 99 في المئة، وفي السنة التحضيرية حصلت على الامتياز بمعدل 4.62، وكان الاتجاه نحو الطب البشري الذي أردته وعملت للوصول إليه قبل أن أصطدم بعدم قبولي فيه»، مشيرة إلى أنها لا تطالب بمخالفة النظام وقبولها في الطب البشري بل بالعدل فقط: «من غير المقبول أن تكون فرصة الطلاب أكبر من فرصة الطالبات وبمعدلات أقل من معدلاتهن، إذ لو كان معدلي لأحد الطلاب لتم قبوله في الطب البشري بكل بساطة». واستغربت تخصيص مقاعد قليلة للطالبات في كلية الطب في وقت يجري الحديث فيه بشكل دائم عن نقص الكوادر الطبية النسائية في المستشفيات. وطالبت تهاني العمر التي أنهت السنة التحضيرية بمعدل 4.59 بإعادة النظر في قرار الكلية أو بالإسهام في الابتعاث الداخلي لإحدى الجامعات التي تضم كلية للطب. وأضافت: «الجامعة تسببت في حرماني من الطب البشري، كما تسببت في حرمان غيري من رغباتهن، فإذا كان التخصص غير متاح لي فلماذا يكون متاحاً بين الرغبات التي أدخلها؟، بالتأكيد أنه لو كان معدلي ضعيف لما طالبت بشيء، لكن أن يكون على العكس ولا أُقبل في التخصص الذي أرغب به، في حين يقبل الذكور بمعدل أقل منه فهذا يعني وجود تفرقة بين الطلاب والطالبات». من جهته، أكد عميد كلية الطب المشرف العام على المستشفيات الجامعية في جامعة الملك سعود الدكتور مساعد السلمان، أن الكلية تجد صعوبة في ما يخص أعداد المقبولين من الطلاب والطالبات، مشيراً إلى أن الطاقة الاستيعابية لها لا تتجاوز 250 طالباً وطالبة بمعدّل 150 طالباً و100 طالبة، معرباً عن أمله في أن تسهم توسعة المبنى التي ستنتهي العام المقبل في علاج المشكلة. وقال ل«الحياة»: «كانت سعة كلية الطب سابقاً 200 طالب وطالبة ورفعناها منذ أعوام إلى 250، وبالتأكيد فإننا نطمح إلى أكثر من ذلك، إضافة إلى أن كلية الطب في الجامعة تكاد تكون الكلية الوحيدة التي تستقبل طالبات على مستوى الرياض ولذلك هناك ضغط شديد عليها، كما توجد إشكالية تتمثّل في عدم وجود أماكن للتدريس والتدريب تستوعب أكثر من ذلك العدد، ولا سيما أن معظم المستشفيات التي كنا نتعامل معها مثل مستشفيات الحرس ومدينة الملك فهد الطبية أصبح لديها كليات طب واعتذرت عن استقبال طلابنا، لذا هناك صعوبة وتعتبر أكبر من ناحية الطالبات، ونأمل بأن يعالج مبنى توسعة الكلية الذي يتم العمل عليه الآن هذه المشكلة، إذ سيصبح جاهزاً في العام المقبل، ومع عام 2012 ستكون الزيادة بنسبة 50 في المئة». ولفت إلى أن الكلية قبلت هذا العام من بلغ معدلهم 4.49 من 5 بالنسبة للطلاب، و4.72 من 5 للطالبات، مشيراً إلى أن استقبال الطلاب والطالبات يكون بعد تجاوزهم السنة التحضيرية بحسب القائمة التي تصدرها عمادة السنة التحضيرية وعمادة القبول والتسجيل من ناحية الرغبة الأولى والمعدّل، ثم ترسل الأسماء إلى الكلية. وتطرق إلى عدم وجود تعليم موازي أو تعليم بالأجر في الكلية يتيح الدخول لمن لم يتمكن من الدراسة فيها وفق الطرق المعتادة. وتابع: «إذا وجدت الفرصة في الكلية، فإنها ستكون للجميع وبالمجان».