يوماً بعد آخر تثبت الأيام طغيان الاستخدام السلبي للمنصة الأشهر في السعودية موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ولكن في الغالب يظهر ذلك الحضور في جوانب اجتماعية، أو بث إشاعات بعيدة عن الصدقية، في مجالات لا تمس أمن الوطن، أو لا تتجاوز كذبة رياضية، أو ملاحقة فنان شهير، إلا أن ليل أول من أمس شهد «كارثة» تويترية أسبابها «الدرعمة» كما يسميها ناشطو الطائر الأزرق. ففي الوقت الذي كان الجندي غنام العتيبي يقاتل ضمن قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن، زجّ عدد من المغردين باسمه في قضية إرهابية، بادعائهم أنه كان أحد منفذي التفجيرات الإرهابية التي شهدتها ثلاث مدن سعودية، تشويه سمعة مقاتل سعودي يدافع عن أرض وطنه مرّره المغردون وتداولوه بكل سهولة، وكأنه حدث عابر، أو كأن التعدي على الأشخاص أمرٌ بالغ السهولة، تساؤلات كثيرة طرحها الزج باسم العتيبي في موقع لا يستحقه، ولماذا كان هذا التساهل في تشويه السمعة؟ والأدهى من ذلك حجم الفاجعة التي تعرّضت لها عائلته جراء تداول اسمه كانتحاري، وخائن لوطنه، بل إن الأهم من ذلك هل سيقتص قانون مكافحة جرائم المعلوماتية الذي أقرّ في البلاد منذ أعوام لهذا البطل الذي حوله «خفافيش تويتر» إلى خائن؟ أكّد عضو مجلس الشورى أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني الدكتور فائز الشهري على حق الجندي غنام العتيبي في مقاضاة من أقحم اسمه في تلك القضية، مبيّناً أن قانون مكافحة جرائم المعلوماتية يفصل في هذا النوع من القضايا التي يحدث فيها التشهير أو الإساءة إلى الأشخاص، ومنها نشر صورة شخص ليست له علاقة بالموضوع عدا عن كونه بطلاً من أبطال الوطن ويقاتل لنصرته في الحدود الجنوبية من البلاد. وعزا الشهري في حديث ل«الحياة» أسباب سيطرة المواقع الإخبارية على مشهد مواقع التواصل الاجتماعي إلى عدم تمكن المؤسسات الإعلامية المعتبرة من مجاراة تلك المواقع الاخبارية التي يديرها أشخاص مجهولون، أو غير مهنيين، مشدداً على أن غالبية تلك الحسابات والمواقع تفتقد الصدقية والمهنية بسبب ضعف القائمين عليها. وطالب عضو الشورى الحسابات الوطنية، خصوصاً التي تستند على أسس مهنية وتتبع لمؤسسات إعلامية بالتصدي لمثل تلك الإشاعات التي تثير الفتنة بين أبناء الوطن، موضحاً أن القضية ليل أول من أمس أخذت بُعداً آخر بتصفية الحسابات بين عدد من المواقع الاخبارية واستغلال الاخطاء التي تقع فيها كما يحدث بينها في الغالب، من دون مراعاة للجرائم التي وقعت باستهداف المساجد والآمنين، والتي كان أحدها بجوار مسجد المصطفى في الليلة الأخيرة من شهر رمضان.