أرجأ مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني مناقشة مشروع قرار لإعادة النظر في العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رداً على العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن على طهران التي تمسكت بعلاقاتها مع موسكو وبكين على رغم تأييدهما القرار 1929، مذكّرة بوجود «تعاون اقتصادي بعشرات بلايين الدولارات» مع هذين البلدين. في الوقت ذاته، أصبح مدير الوكالة الفيديرالية الروسية لصادرات السلاح والمعدات الحربية فيكتور تشيركيسوف، أول ضحايا الارتباك الذي ساد الوسط السياسي والعسكري في موسكو حول تنفيذ صفقة بيع طهران الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز «أس-300»، إذ أعفاه الرئيس ديمتري مدفيديف من منصبه أمس. ووضعت مصادر روسية هذا التطور في إطار سعي موسكو إلى تعزيز تقاربها مع واشنطن، خصوصاً أن التصريحات المنسوبة إلى الوكالة الفيديرالية حول الصفقة، «أقلقت» الولاياتالمتحدة. وأشارت المصادر إلى أن تضارب الآراء إزاء مواصلة التعاون مع طهران في المجال العسكري، «لم يرضِ إدارة الرئيس (مدفيديف) التي تتهمها أوساط في المؤسسة العسكرية بالتراخي أمام ضغوط أميركية»، لافتة إلى أن الكرملين لا يخفي حرصه على عدم تعكير العلاقات الآخذة في التحسن مع الولاياتالمتحدة، كما رجّحت أن يكون القرار يستهدف إغلاق مناقشة هذا الملف. ونسبت وسائل إعلام روسية إلى مسؤول بارز في الوكالة إصراره على «تجنب روسيا دفع غرامات بسبب تعطيل تنفيذ الصفقة، ما يعني ضرورة تسليم أس-300». وأفاد مصدر روسي تحدث ل «الحياة» أمس، بأن «المسؤول البارز» هو تشيركيسوف الذي برّر موقفه بضخامة حجم الغرامات التي تصل إلى نحو 300 مليون دولار، أي ما يقارب ربع القيمة الإجمالية للصفقة. في غضون ذلك، شدد إسماعيل كوثري نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، على أن موسكو «ملزمة بحسب القوانين والاتفاقات القائمة بين إيرانوروسيا، بتسليم طهران صواريخ أس-300». وقال: «إننا قادرون على صنع منظومة بديلة، إذا امتنعت روسيا عن تسليم الصواريخ». إلى ذلك، قال رئيس اللجنة علاء الدين بروجردي إن «مشروع مراجعة العلاقات بين إيران والوكالة الذرية قيد الإعداد والدرس، لكن لم يكن مقرراً طرحه» على مجلس الشورى أمس. جاء ذلك بعدما أعلن كوثري الخميس الماضي إن البرلمان سيدرس الأحد مشروعاً مماثلاً. وأشار بروجردي إلى أن «لا قرار لخفض العلاقات مع روسيا والصين» اللتين أيدتا العقوبات الجديدة في مجلس الأمن، مشدداً على أن «العلاقات بين إيران وهذين البلدين جيدة». وذكّر بوجود «تعاون اقتصادي بعشرات بلايين الدولارات بين إيران والصين وروسيا»، مضيفاً: «بالطبع يشعر النواب باستياء بالغ لتصويت روسيا والصين لمصلحة القرار 1929، لكن ذلك لا يعني أننا نريد خفض علاقاتنا مع هاتين الدولتين». ولفت على هامش جلسة البرلمان أمس، إلى أن الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي «غير وارد». على صعيد الوضع الداخلي، أعلنت السلطات الإيرانية أمس، اعتقال 91 شخصاً في طهران السبت في الذكرى الأولى لإعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، فيما اتهم أحد زعماء المعارضة مهدي كروبي قادة النظام ب «خيانة الشعب ومبادئ الثورة».