يتابع المجتمع في ولاية سينسناتي الأميركية بشغف شديد تفاصيل قضية حضانة بين مطلقة أميركية من أصل عربي تدعى «ريما ش.» وزوجها السابق السعودي «طلال ب» الذي يطالب بمنحه حضانة أطفالهما الأربعة ليعود بهم إلى السعودية، إذ يقول إنه سيسهل عليه العثور على وظيفة ليعولهم، بينما تتمسك الأم بأنها لن تسمح بذلك بدعوى أنها تخشى أن تحرم من رؤيتهم بحسب المزاعم الرائجة حول الوصاية الذكورية على الأسرة في السعودية. وعلى رغم ان غالبية الأميركيين في هذه الولاية يتوقعون ان تنتصر حجة الأم على مطالب الأب، بحكم الانحياز التقليدي ضد السعودية والإسلام والمجتمع العربي، إلا ان القاضية التي تنظر القضية اليزابيث ماتنغلي حذرت الأم من أن الخيارات أمامها ضئيلة، وأنها يجب أن تدرك أنه لا يوجد كمال في أي مكان في العالم. ومن المقرر أن تعلن القاضية ماتنغلي حكماً في هذه الدعوى خلال الشهر الجاري بعدما استمعت إلى مرافعات مطولة من الطرفين في آذار (مارس) الماضي. وذكرت صحيفة «سينسيناتي نيوز» على موقعها الإلكتروني ان قضية «ريما ضد طلال» تبدو عادية كبقية قضايا الحضانة التي تنظرها محكمة مقاطعة هاميلتون للأحوال الشخصية، لكنها تختلف في أنها تثير «قضايا ثقافية واجتماعية وقضايا تتعلق بالنوع». ويقول محامي الأم رايلس بوسن إن موكلته تخشى ألا يطبق الأب أي قرار في شأن حقوق الزيارة للأم إذا منحته المحكمة حضانة الأطفال في السعودية، وأن المحاكم الأميركية ستكون عاجزة عن التدخل لمصلحتها. لكن محامية الأب ريتا برندامور تقول إن مطلقته تحاول تلطيخ الثقافة السعودية، وان الأطفال لن يلحق بهم أذى إذا سمح لهم بالانتقال إلى السعودية. وأضافت أن طلال – وهو سعودي ولد في أميركا – فقد وظيفته في أميركا بسبب الأزمة المالية العالمية، لكنه واثق من أنه سيعثر على وظيفة طيبة في المملكة، وسيوفر حياة سعيدة لأبنائه. ولاحظت القاضية ماتنغلي أن الزوجين السابقين عاشا في السعودية نحو ثماني سنوات بعد اقترانهما، وان والد ريما سعودي في حين ان والدتها سويسرية، بينما ولد طلال لأب سعودي ووالدة أميركية. وترى ماتنغلي ان مصلحة الأطفال تقتضي سفر أمهم مع زوجها السابق إلى السعودية، لكن محامي الزوجة يقول إن ذلك فيه انتهاك لحقوقها الإنسانية.