«الحج والعمرة»: احذروا شركات الحج الوهمية.. لا أداء للفريضة إلا بتأشيرة حج    «الطيران المدني»: تسيير رحلات مباشرة من الدمام إلى النجف العراقية.. ابتداء من 1 يونيو 2024    ولي العهد يهنئ رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة بذكرى يوم الاتحاد لبلادها    الأرصاد: لا صحة عن تأثر السعودية بكميات أمطار مشابهة لما تعرضت له بعض الدول المجاورة    أخو الزميل المالكي في ذمة الله    خطبتا الجمعة من المسجد الحرام و النبوي    تشكيل الهلال المتوقع أمام الفتح    كيسيه يعلق على الخسارة أمام الرياض    جوارديولا: الضغط يدفعنا إلى الأمام في الدوري الإنجليزي    أمير جازان يرعى حفل افتتاح مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية    إصابة حركة القطارات بالشلل في ألمانيا بعد سرقة كابلات كهربائية    الشاب عبدالله بن يحيى يعقوب يعقد قرآنه وسط محبيه    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    أعمال نظافة وتجفيف صحن المطاف حفاظًا على سلامة ضيوف الرحمن    وزير الشؤون الإسلامية يعقد اجتماعاً لمناقشة أعمال ومشاريع الوزارة    أمريكا: اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في 20% من عينات الألبان    أستراليا تقدم الدعم للقضاء على الملاريا    اتفاق سعودي – قبرصي على الإعفاء المتبادل من التأشيرة    فرصة لهطول أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة    "زرقاء اليمامة" تعيد الأضواء ل"مركز فهد الثقافي"    إصابة مالكوم وسالم الدوسري قبل مباراة الهلال والفتح    الأخضر تحت15 يخسر من سلوفينيا في بطولة ديلي نازيوني    "واتساب" يتيح مفاتيح المرور ب "آيفون"    "المُحليات" تدمِّر "الأمعاء"    مقامة مؤجلة    حرب نتنياهو .. إلى أين ؟    هوس «الترند واللايك» !    صعود الدرج.. التدريب الأشمل للجسم    تقنية مبتكرة لعلاج العظام المكسورة بسرعة    التنفس بالفكس    أمير حائل يرفع التهنئة للقيادة نظير المستهدفات التي حققتها رؤية المملكة 2030    مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل يهنئ القيادة نظير ماتحقق من مستهدفات رؤية 2030    افتتاح المعرض التشكيلي "الرحلة 2" في تناغم الفن بجدة    أمير جازان ونائبه يهنئان القيادة بما تحقق من إنجازات ومستهدفات رؤية المملكة 2030    هيئة السوق المالية تصدر النشرة الإحصائية للربع الرابع 2023م.    الصحة: رصد 15 حالة تسمم غذائي في الرياض    تحول تاريخي    الأخضر تحت 23 عاماً يواجه أوزبكستان في ربع نهائي كأس آسيا    الهمس الشاعري وتلمس المكنونات    «ألبرتو بُري» يتجاوز مأساته    المملكة تبدأ تطبيق نظام الإدخال المؤقت للبضائع    أمين الرياض يحضر حفل السفارة الأميركية    محمية الإمام تركي تعلن تفريخ 3 من صغار النعام ذو الرقبة الحمراء في شمال المملكة    أرامكو السعودية و«الفيفا» يعلنان شراكة عالمية    تشجيع الصين لتكون الراعي لمفاوضات العرب وإسرائيل    مقال «مقري عليه» !    خلط الأوراق.. و«الشرق الأوسط الجديد»    تفكيك السياسة الغربية    القيم خط أحمر    لو ما فيه إسرائيل    نائب أمير الشرقية يستقبل نائب رئيس جمعية «قبس»    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة ال82 من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية    إطلاق برنامج تدريبي لطلبة تعليم الطائف في الاختبار التحصيلي    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يلتقي مديري عموم فروع الرئاسة في مناطق المملكة    أمير عسير يعزي الشيخ ابن قحيصان في وفاة والدته    التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن وكالة الأونروا    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيسة الفيليبينية أرويو ل «الحياة» :«القاعدة » غير موجودة في بلادنا مشكلة مينداناو ليست دينية وجماعة أبو سياف عصابة إجرامية
نشر في الحياة يوم 07 - 06 - 2010

أكدت الرئيسة الفيليبينية غلوريا ماكابكال أرويو، أن عدد عناصر «القاعدة» الموجودين في الفيليبين قليل جداً، هذا إذا وجدوا، خصوصاً ان ليست هناك دلائل توثق مثل هذا الوجود، وقالت إن جماعة أبو سياف، تقول ان لديها علاقات مع «القاعدة»، «لكننا لا نعتقد ذلك».
ونوهت أرويو بجهودها خلال فترة رئاستها لإحلال الاستقرار في مينداناو جنوب الفيليبين، حيث يطالب المسلمون بالحكم الذاتي، مؤكدة أن السلام يحل وسيصل المسلمون الى تحقيق حلمهم في الحكم الذاتي والسؤال هل يتم ذلك قريباً أم لا؟
وأشادت الرئيسة الفيليبينية بالعلاقات مع العالم العربي وبالدور العربي في إحلال السلام في مينداناو.
وكانت أرويو، الرئيسة ال 14 للفيليبين، والسيدة الثانية بعد كوري أكيتو التي تتقلد مقاليد الحكم في الفيليبين، تتحدث الى «الحياة» في حوار، أجري في مكتبها في قصرها الواقع وسط العاصمة مانيلا.
ودافعت أرويو عن فترة حكمها، (9 سنوات)، فهي تولت الحكم في كانون الثاني(يناير) 2001 بعد أن اضطر الرئيس حينها جوزيف استرادا تحت ضغط التظاهرات والاعتصامات، وبعد أن اتهمه البرلمان رسمياً بالفساد، الى التخلي عن الحكم، واستلمت أرويو الحكم بعده، حيث كانت تشغل منصب نائبة الرئيس، ثم أعيد انتخابها رئيسة في عام 2004.
وركزت أرويو في دفاعها عن سنوات حكمها على سجلها في المجال الاقتصادي حيث شهدت الفيليبين نمواً مستمراً ولم تتأثر بالأزمة المالية العالمية كما شددت على سجلها الحافل في بناء البنية التحتية وتطويرها.
غير أن قوى المعارضة وعلى رأسها نوي نوي أكينو، الرئيس المنتخب والحاصل على أكثر نسبة من الأصوات، ترى غير ذلك. مع العلم ان الكونغرس الفيليبيني لم يعلن حتى الآن فوزه رسمياً ضمن اتهام لمرشحين كثر بأن الانتخابات التي أجريت في 14 أيار (مايو) الماضي لم تكن نزيهة. ولا يشك أحد في الفيليبين أو الخارج بأنه سيكون الرئيس المقبل للجمهورية الفيليبينية.
ونوي نوي أكينو أكد أنه سيطالب بمحاكمة الرئيسة أرويو ملصقاً بها وبمن حولها تهماً بالفساد وسوء الإدارة.
غير أن متابعي مسيرة هذا البلد في محاكمة رؤسائه، لا يأخذون مثل هذه المحاكمات على محمل الجد، خصوصاً أن ايملدا ماركوس زوجة الرئيس الفيليبيني الراحل فرديناند ماركوس وعائلتها اتهموا باختلاس ملايين الدولارات ولم يعاقبوا، بل انها تشغل مع ابنها مناصب في الكونغرس ومجلس النواب، وكذلك الرئيس السابق جوزيف استرادا، الذي أمضى فترة قصيرة تنفيذاً للحكم القضائي بحقه في جرائم الفساد في فيلا فخمة وظروف حياتية مريحة جداً.
والذين يعرفون الرئيسة أرويو يعلمون، أنها تفضل أن تعرف ببنظير بوتو الفيليبين وليس بمارغريت ثاتشر، وهو اللقب المعروفة به، ويعلمون جيداً انها عند انتهاء ولايتها في 30 حزيران (يونيو) الجاري، ستعود لقيادة بلادها بعد تغيير الدستور، من باب رئاسة الحكومة، وقد بدأت الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف من خلال موقعها الجديد، كعضوة منتخبة في الكونغرس: وهي تسعى لرئاسته، وكذلك من خلال طرح حزبها تغيير نظام الحكم من رئاسي الى برلماني.
حوار «الحياة» هذا مع الرئيسة أرويو لم يكن الأول، فقد حاورتها سابقاً عندما كانت نائبة للرئيس وقبل توليها الحكم بشهرين فقط:
في 30 من الشهر الحالي، وعندما تصل عقارب الساعة الى 12 ظهراً، تنتهي فترة ولايتك، ما هو أول شيء ستقومين به، فترة راحة واستجمام؟ رحلة طويلة مع العائلة؟
- أغلب الظن أنني سأذهب الى الكونغرس، لتأدية القسم كعضوة في مجلس الكونغرس عن منطقتي.
لا فرصة... لا راحة... بل العمل كالمعتاد؟
- نعم، لأنه عندما تنتهي فترة ولايتي كرئيسة تبدأ ولايتي كعضوة كونغرس. ولدي الكثير من العمل في التحضير للتشريعات والقوانين التي تهم الشعب الفيليبيني، وأنا لم أفكر بعد أو أخطط لأي عطلة.
هل أنت مصابه بداء إذاً «العمل»؟
- نعم، هذا ما يقولونه عني، نعم... بكل تأكيد، أنا أعمل... وأعمل بجدية فائقة.
جمعينا يريد أن يترك بصمات ما، كيف ترين موقعك في التاريخ؟
- اسمحي لي أن أقول أولاً، إنني فخورة جداً أنه قدر لي أن أخدم بلدي رئيسة، وأشعر بالرضى التام عن فترة رئاستي، لأننا استطعنا إحراز الكثير من التقدم والتطور على أكثر من صعيد وفي مجالات عدة، والفيليبين اليوم، مختلفة جداً عن تلك التي ورثتها قبل 9 سنوات. والواقع أننا استطعنا إدخال تطورات وتغييرات شاسعة في نواحٍ وقضايا كثيرة تهم الشعب الفيليبيني.
ولنبدأ من الانتخابات الأخيرة، وهي الاولى في تاريخ الفيليبين من حيث العصرنة والاعتماد على الحاسوب الآلي لضمان نزاهتها وسرعة العمل فيها. كما أنها الاكثر أمناً في تاريخ الفيليبين. مع حوادث بسيطة في بعض أنحاء البلاد مثل هذه الخطوات تعتبر تمكيناً وترسيخاً للديموقراطية.
ولكننا حققنا أكثر من ذلك وعلى أكثر من صعيد. فنحن اضافة الى تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد طوال السنوات التسع الماضية، فإننا ايضاً حققنا الأمن الاقتصادي، واقتصادنا اليوم ينعم بالنمو المستدام، واستطعنا تجنب الكساد الاقتصادي العالمي، بل اننا استطعنا بناء بنية تحتية جديدة وعصرية ما سيجعل بلدنا أكثر قدرة على المنافسة.
كما وفقنا في إيجاد فرص للعمل لملايين العاطلين من العمل، هذا الى جانب تقديم الخدمات الصحية والتعليمية للملايين ممن لم يحصلوا على هذه الخدمات من قبل.
مع كل هذا فإن بلدنا بحاجة الى المزيد من الجهود، ولا بد من متابعة وترجمة ما حققناه من تقدم.
تتحدثين عن إنجاز بالنسبة للانتخابات وطريقة إجرائها مع أن العديد من المرشحين والمواطنين يتحدثون عن تزوير في هذه الانتخابات، وعن عدم جدوى النظام الآلي؟ فما هو ردك؟
- دعيني أقل لك ان هناك طريقة شفافة لمعرفة ما إذا حصل مثل هذا التزوير، ولكن من دون شك فإن النظام الآلي أفضل بكثير من الأنظمة الانتخابية التي كانت موجودة عندنا.
أنت تتحدثين عن استقرار اقتصادي ونمو، مع أن من الواضح أن الفيليبين ما زالت تعاني من الفقر، فهل تستطعين القيام بالمزيد وأنت عضوة في الكونغرس؟
- في السنوات 9 الماضية خرجت الفيليبين من دولة فقيرة الى ما هي عليه اليوم دولة متوسطة الحال.
وفي الماضي كنا نمر بمراحل اقتصادية هائجة من هبوط الى ارتفاع اقتصادي ولكن خلال الفترة التي حكمت فيها، تمتعت الفيليبين بالاستقرار والنمو الاقتصادي، وانخفضت نسبة الفقر عندنا على جميع المستويات الشعبية والرسمية، وما أقوله موثق.
كيف تصفين، وما هي الفترات المضيئة والأخرى الصعبة في فترة رئاستك؟
- دعيني أبتعد عن الفترات السلبية أو الصعبة. فاستعادتها لن تنفع أحداً أبداً، ولكنني ومن دون شك أشعر بالرضى التام عن الجهود التي قمت بها، في النواحي التي ذكرت.
السيدة الرئيسة، لقد أجريت لقاءات صحافية مع جميع رؤساء الفيليبين بعد ماركوس، وفي كل مرة أجد نفسي أسأل عن اسباب عدم الوصول الى حل لقضية المسلمين في مينداناو، فلماذا لا يأتي هذا الحل؟ هل هي مشكلة مستعصية؟
- أولاً: دعيني أقل ان هذه المشكلة لا تقوم على أسس دينية، وهي ليست مشكلة ديانة ضد أخرى، لا بد أن يصل السلام الى مينداناو، ولكن يبقى السؤال ما إذا كان هذا السلام سيكون قريباً جداً أم لا، ولكن من المؤكد أن هناك حاجة للمزيد من العمل للوصول الى السلام، مع أننا وخلال السنوات التسع الماضية، قمنا بجهود حثيثة للوصول الى سلام دائم في تلك المنطقة.
وما أستطيع أن اقوله إننا نتمتع بوقف لإطلاق النار منذ عام 2003، هذا مع العلم أنه كان هناك بعض الاختراقات الأمنية، ولكنها كانت قليلة ولا يزال وقف اطلاق النار ساري المفعول. كما اننا استطعنا القضاء على بعض الحواجز، وذلك بتشجيع المواطنين على بناء حياة أفضل بدلاً من القضاء على الحياة، فلقد قمنا باستعمال «القوة الرقيقة» من خلال تقديم الفرص الاقتصادية والصحية والتعليمية للمواطنين المسلمين اضافة الى توفير مستلزمات الحياة الأساسية مثل المياه والطعام والسكن. كما أننا ومنذ البداية اعترفنا بأن هذه القضية لا يمكن حلها من طريق السلاح، بل من خلال الحوار.
وأعتقد أن معتقداتنا هذه، كان لها أكبر الأثر بالنسبة لعملية السلام، وكما قلت فإنه لدينا اليوم وقف اطلاق نار فعال، وما نحتاجه هو أن يعترف جميع الأطراف أن وقف اطلاق النار هذا تجب ترجمته الى حل سياسي كي يكون السلام عادلاً ودائماً.
ولكن ما هو العائق الأساس أمام الوصول الى هذا الحل وهذا السلام؟
- كما قلت هناك سلام على الأرض، ولكننا في حاجة الى الحل السياسي، وهذا يتطلب اتفاق الجميع.
هل تعتقدين أن هناك تدخلاً اقليمياً أو عالمياً يمنع هذا الحل؟
- اذا كنت تتحدثين عن عوامل خارجية، اقليمية كانت أم عالمية، فهي جميعها تريد السلام، جميع الفرقاء كان تدخلهم ايجابياً خصوصاً اخواننا العرب، لأنهم دعموا عملية السلام دوماً.
واليوم علينا ايجاد المعادلة الصحيحة لهذا الحل، هذا ما علينا البحث عنه، ولقد حصل تقدم كبير في هذا المجال، وحصلنا على الأمن، وهذا ما يجعلنا قادرين على تركيز جهودنا، لإيجاد هذه المعادلة الكفيلة بإحلال السلام الدائم والحل السياسي.
قمت بزيارات عدة لكثير من الدول العربية، فكيف تصفين العلاقات العربية – الفيليبينية في شكل عام؟
- علاقاتنا قوية جداً مع العالم العربي، فنحن لدينا ملايين الفيليبينيين العاملين في هذه الدول، ولدينا مصلحة مشتركة في أن تكون علاقاتنا العمالية جيدة.
ثانياً، وكما قلت سابقاً، فإن الدول العربية عنصر مهم بالنسبة لدعم عملية السلام في مينداناو، ونحن في الواقع نقدم الشكر الجزيل للمجتمعات والدول العربية على تقديم الدعم الديبلوماسي والمادي والمعنوي لإيجاد حل لقضية المسلمين في الفيليبين.
ثالثاً، ومع تقدم العلاقات التجارية والاقتصادية بين المنطقتين، أصبحت الدول العربية، بالنسبة لنا مصدراً مهماً للاستثمار الأجنبي المباشر، وزياراتي الى كل من المملكة العربية السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة وليبيا وأخيراً سورية، كانت جميعها عنصراً مهماً في قيام تحالفات في جميع المجالات التجارية والاقتصادية.
والواقع انني أشعر بالرضى لأنني جعلت علاقات الفيليبين مع العالم العربي ضمن أولويات سياستنا الخارجية، وأنا سعيدة جداً لأن هذه العلاقات قوية ومثمرة جداً.
لا بد أنكم تطرقتم الى السلام العربي – الاسرائيلي، فما هو موقفكم من عملية السلام؟
- من الأكيد، أن السلام مهم جداً في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لنا، فنحن لدينا الكثير... الكثير من الفيليبينيين العاملين هناك، اضافة الى ان لدينا مواطنين مسلمين، والواقع أننا نعيش في منطقة ذات غالبية مسلمة، وكما تعلمين فإن جنوب شرقي آسيا هو منطقة مسلمة. وبالنسبة لنا فإن السلام في الشرق الأوسط والعالم الاسلامي شيء مهم جداً.
هل من ذكريات عالقة في ذهنك من هذه الرحلات الى الدول العربية؟
- نعم، أخص بالذكر جامعة الملك عبدالله في المملكة العربية، فأنا أعتقد أن هذه الجامعة ستكون «هارفارد» المستقبل، وأنا فخورة جداً أن هناك فيليبينيين يدرسون فيها، وهم سعداء جداً، هذه الجامعة تجعل من المملكة العربية السعودية مركز ثقل بالنسبة للتميز الاكاديمي عالمياً.
ونحن لدينا علاقة صداقة مميزة مع مملكة البحرين، فلقد ساعدتنا البحرين في حل معضلة الرهائن الذين تورطوا في قضايا، وطاولهم القانون وحكم عليهم بالإعدام، فساعدتنا البحرين في تخفيض هذه الأحكام. وجميع الفيليبينيين العاملين في البحرين سعداء ويتلقون المعاملة الحسنة.
ولدينا مع البحرين علاقات تجارية جيدة، وهناك استثمارات بحرينية كبيرة في الزراعة داخل الفيليبين.
تظهر الأحداث وتتحدث التقارير عن وجود عناصر من «القاعدة» في الفيليبين، فهل هذا دقيق، هل هم موجودون؟ أين هم؟ وكيف تتصدون لهذه المشكلة؟
- إذا كان هناك وجود للقاعدة فإن هذا الوجود محدود، وجماعة أبو سياف التي تعمل في منطقة مينداناو تحب أن تقول إن لديها صلات مع «القاعدة». ولكن بالفعل ليسوا سوى عصابة اجرامية مكروهة، والواقع أن الفيليبين تحتل موقع الصدارة في محاربة الارهاب الدولي، ولقد عززنا قدرتنا على جمع المعلومات الاستخباراتية، ونتشارك مع حلفائنا في تبادل المعلومات، كذلك فإن حرفية أفراد جيشنا تساعد في التخلص من أي وجود ارهابي يحاول أن يولد أو يكبر في بلدنا.
وأنا من جهتي أعتقد أن الفقر ينبت الارهاب، ومن هنا فنحن اضافة الى محاولة التخلص من عناصر أبو سياف بطريقة شرسة، استعملنا وكما قلت سابقاً، «القوة الرقيقة»، أي أننا شيدنا المدارس، والبنى التحتية، وقدمنا الخدمات التربوية والصحية والأمن والمأوى والخدمات الاجتماعية كافة.
والواقع أن هذه الفلسفة السلمية مع القوة العسكرية للقضاء على الارهاب، أعطت الأمن والاستقرار للجنوبيين.
ما هي القدرة الارهابية الحقيقية لمجموعة أبو سياف؟
- محدودة جداً.
وعددهم، بالمئات أو الآلاف.
- لا.. لا... مئات قليلة.
ألا يستطيع الجيش القضاء عليهم؟
- لقد حد من فعاليتهم، وحاصرهم من دون أدنى شك.
هل تعاني الفيليبين من التطرف أو التزمت الاسلامي؟
- ما أستطيع أن اقوله هو أننا وصلنا الى مرحلة متقدمة في حوار الديانات داخل الفيليبين، وهذا الحوار قرّبنا بعضنا من بعض، كما قربنا من السلام على الأرض في مينداناو، ونأمل في أن يوصلنا الى الحل السياسي لقضية المسلمين.
الفيليبين عضو في منظمة «أسيان» التي تضم دول المنطقة، ولكن يبدو أن العمل للوصول الى سياسات خارجية أو اقتصادية موحدة يسير ببطء شديد، لماذا؟
- نعم، نحن وضعنا لأنفسنا جدولاً، وحددنا عام 2015 للوصول الى الأهداف، مع أننا حددنا في البداية عام 2020، ولكننا وخلال مؤتمر قمة لدول «أسيان» قربنا الموعد.
وما أستطيع قوله عن «أسيان»، أننا في الواقع قمنا بتقدم مهم نحو التخلص من الحواجز التجارية ونحو الاندماج الاقتصادي. كما عقدنا الاتفاقات التي تحمي اقتصاداتنا من الكوارث الاقتصادية العالمية. وأعتقد أن التزامنا الاقتصاد الاقليمي هو ما ساعدنا كأسرة في التغلب على الازمة الاقتصادية العالمية والابتعاد عنها. وكانت هذه فرصة فريدة للمنطقة.
وماذا عن السياسات الخارجية؟
- بالنسبة للفيليبين، فإن أحد أعمدة سياستي الخارجية، هو تنسيق سياستنا مع «أسيان» وفي اطارها، واعتقد أن هناك المزيد ونحن نسير في هذا الاتجاه.
غالباً ما كنت أرى صورك في لقاءات دولية، سيدة وحيدة بين الكثير من الرجال، فكيف كان شعورك؟ هل ضايقك هذا الأمر؟
- الواقع، ان لكل من المرأة والرجل قوته الخاصة تكمن فيه، ويمكنني القول ان المرأة في شكل عام أكثر رحمة وهذه صفة مهمة بالنسبة للقائد، وأنت محقة في أن تشيري الى أن الكثير من النساء في العالم لا يزلن في حاجة الى الوصول الى مواقع القوة، ولكنني فخورة جداً أننا في الفيليبين نحتل الموقع السادس عالمياً بالنسبة للمساواة بين المرأة والرجل في الفرص وفي شتى المجالات، تسبقنا الدول الاسكندينافية ونيوزيلندا.
ومع أنني قلت إن سجلنا حافل بالنسبة لمساواة المرأة، فهذا لا يعني أنني لا أعلم أن هناك مجتمعات وثقافات عدة لا تقدر بما فيه الكفاية ما تقدمه المرأة لتطور بلادها. وأنا أجد أنه اذا ما أراد أي مجتمع في العالم أن يزدهر ويتطور، فإنه من المهم جداً أن تكون هناك سياسات تؤكد حقوق المرأة وحمايتها بل وحضها على التقدم.
ماذا فعلت أنت للمرأة الفيليبينية ولتحسين أوضاعها؟
- لقد قمت ومن خلال القوانين بتفعيل دور المرأة الاقتصادي، وكذلك مساعدتها للحصول على القروض وكذلك سن القوانين ضد العنف الأسري، ولحماية حقوقها ضد العصابات التي تتاجر بالنساء.
أعرف أن المواطنين الفيليبينيين في العالم العربي يواجهون مشاكل، فهل أنت راضية عن أوضاعهم؟
- نعم، لدينا مليونان ونصف المليون عامل يعملون في الدول العربية وهم يقدمون خدماتهم بشكل جيد، كما يخدمون بلادهم ونحن نقدر عمالنا هؤلاء ونفتخر بهم لإخلاصهم لعائلاتهم ولبلادهم وعملهم. ونأمل في أن تصبح الفيليبين غنية بما فيه الكفاية، لكي تصبح هجرة العمال الى الخارج خيار عمل وليس فرصة وحيدة ليكسبوا رزقهم.
أعتقد، ويعتقد الكثيرون، أن دورك السياسي أكبر من دورك كعضوة كونغرس، لم ينتهِ، فهل ترين مثل هذا الدور لك في المستقبل، خصوصاً اذا تغير النظام الرئاسي.
- لطالما تركت مستقبلي السياسي للقدرة الإلهية، وربما «قسمتي» كما نقول في ثقافتنا، أن يكون ما هو مكتوب لي. ولكن اليوم وحتى آخر دقيقة من فترة رئاستي، علي أن أكون نشطة في عملي. وبعد ذلك لدي واجبات نحو شعبي ومنطقتي.
أعتقد أن طموحك واضح...؟
- كما قلت مستقبلي السياسي، وحتى الشخصي، هو دوماً رهينة العناية الالهية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.