إن كنت مهتماً ولو في صورة سطحية بالأفلام ومهرجان الأوسكار، فقد سمعت بالتأكيد الاتهامات الكبيرة التي وجهت إلى القائمين على الجائزة بالعنصرية ومحاربة الأميركيين من أصول أفريقية، لذلك كان خطاب مقدم الحفلة مركزاً على تلك الجوانب وعالجها في صورة موضوعية على رغم حساسيتها. كريس روك الكوميدي الشهير الذي تصدر المسرح مرتدياً بدلة بيضاء قال صراحة إن زملاءه من أبناء الشريحة الأميركية الأفريقية طالبوه بمقاطعة الجائزة، ورفض تقديم حفلتها، فعلق على ذلك خلال تقديمه الحفلة بقوله: «لماذا تأتي كل مطالبات المقاطعة من أشخاص عاطلين عن العمل، هل يمكن أن تلغى حفلة الأوسكار إن قررت مقاطعتها»، ذهب أبعد من ذلك فانتقد الحملة الموجهة إلى الأوسكار. بحسب روك فإن اعتراضات من هذا النوع ما كانت لتحضر في الخمسينات الميلادية أو قبلها، وزاد: «في ذلك الوقت كان الأميركيون من أصول أفريقية يملكون قضايا أكثر أهمية يقاتلون من أجلها، كانوا يغتصبون ويهانون في الشوارع، ما كان من الممكن أن يهتم أحد بالفائز بجائزة أفضل فيلم أجنبي قصير بينما تتدلى جثة جدته من أعلى شجرة». لكن روك ذهب بعيداً جداً في التعامل مع قضية العنصرية في هوليوود فقال مثلاً: «تريدون أي يفوز أميركي أسود البشرة بجائزة في كل عام لنخترع إذاً جائزة أوسكار لأفضل ممثل أسود! هانحن نفعل الأمر ذاته بتقسيم الرجال والنساء ضمن فئات مختلفة، أليس الممثل ممثلاً؟ لماذا يجب علينا تفريق الرجال عن النساء في هذا المهرجان»، لكنه عاد ليشرح أن ابتكار جائزة للأميركيين من أصول أفريقية سيمثل العنصرية في أبرز صورها، ذلك أنه يعزلهم عن المجتمع، ويفصلهم عن بقية الممثلين على رغم أنهم تماماً مثلهم، جزء من مجتمع يضم الأعراق كافة. لكن روك لم ينكر عنصرية هوليوود، عاد أخيراً ليعترف بأن أبناء جلدته لا يحصلون على أدوار مميزة، وأنهم منبوذون حين يكون الحديث عن أفلام قادرة على خطف الألقاب، وزاد: «ديكابريو يظهر كل عام في فيلم مميز، وغيره كثيرون من أبناء البشرة البيضاء، لماذا لا نرى أميركيين من أصول أفريقية في أفلام ضخمة؟ جيمي فوكس أحد أفضل الممثلين في العالم، لماذا لا نراه كل عام؟ إننا بحاجة إلى فرص عادلة، تلك رسالة للمنتجين حول العالم، امنحونا الفرص الكافية لنكون هنا على هذا المسرح».