فتح القبول للطلبة في الجامعات دون الحصر على المنطقة الإدارية    «مسام» يشارك في ندوة جهود نزع الألغام في جنيف    زوار المسجد النبوي يغرسون أشجار الإيتكس وكف مريم    22.7 % نمو قطاع التأمين في المملكة خلال 2023    أمير جازان يرعى فعاليات مهرجان الحريد في النسخة 20    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    إيقاف نشاط تطبيق لنقل الركاب لعدم التزامه بالأنظمة والاشتراطات    إطلاق اختبارات "نافس" في المدارس الابتدائية والمتوسطة    «الجوازات»: 41 مليون عملية إلكترونية لخدمة المستفيدين داخل السعودية وخارجها.. في 2023    مناقشة أثر بدائل العقوبات السالبة للحرية على ظاهرتي الاكتظاظ السجني    جراحة ناجحة تٌعيد الحركة لطفل مُصاب بالشلل الرباعي ببريدة    سعود بن طلال يرعى الاحتفال بانضمام الأحساء للشبكة العالمية لمدن التعلم باليونسكو    هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بحائل تنظم حملة للإصحاح البيئي    أمير تبوك يستقبل أبناء علي بن رفاده البلوي    نائب أمير حائل يزور "مركز انتماء"للرعاية النهارية ويطلع على تقارير أعمال الأمانة    إيقاف 166 متهماً بقضايا فساد في 7 وزارات    حظر تكبيل المتهم عند القبض عليه    أمطار الرياض تروي أراضيها لليوم الثاني    ارتفاع أرباح مصرف الإنماء إلى 1.3 مليار    الذهبان الأصفر والأسود يواصلان التراجع    سمو محافظ الخرج يكرم المعلمة الدليمي بمناسبة فوزها بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع في دورتها الثانية 1445ه    «العالم الإسلامي»: بيان «كبار العلماء» يؤصل شرعاً لمعالجة سلوكيات مؤسفة    النصر والخليج.. صراع على بطاقة نهائي كأس الملك    سعود عبدالحميد: الطرد زاد من دوافعنا.. وهذا سر احتفالي    تغريم ترامب لازدرائه المحكمة والقاضي يهدّد بسجنه إن لم يرتدع    مصر: استدعاء داعية بعد اتهامه الفنانة ميار الببلاوي ب«الزنا»    نائب أمير مكة: مضامين بيان «كبار العلماء» تعظيم لاحترام الأنظمة    انهيار صفقة الاستحواذ على «التلغراف» و«سبيكتاتور»    5 فواكه تمنع انسداد الشرايين    خسرت 400 كلغ .. فأصبحت «عروسة بحر»    النشاط البدني يقلل خطر الاكتئاب بنسبة 23 %    أمير الرياض يستقبل ممثل الجامعات السعودية في سيجما    الأمم المتحدة تشيد بالدعم السعودي لمكافحة الإرهاب    فيصل بن نواف: دعم القيادة وراء كل نجاح    حق التعويض عن التسمّم الغذائي    نتانياهو: سندخل رفح «مع أو بدون» هدنة    طلاب تعليم جازان يستكشفون الأطباق الوطنية السعودية في معرض الطهي المتنقل    مجلس الوزراء: التحول الاقتصادي التاريخي رسخ مكانة المملكة كوجهة عالمية للاستثمار    في موسم واحد.. الهلال يُقصي الاتحاد من 4 بطولات    جيسوس يعلن سر غياب سلمان الفرج    بحث مع عباس وبلينكن تطورات غزة.. ولي العهد يؤكد وقوف المملكة الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني    في ختام الجولة من دوري" يلو".. ديربي ساخن في الشمال.. والباطن يستضيف النجمة    مرسم حر في «أسبوع البيئة»    الأساطير الحديثة.. نظريات المؤامرة    الانتماء والتعايش.. والوطن الذي يجمعنا    محمد عبده الأول.. فمن العاشر؟    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. حلم باريس سان جيرمان يصطدم بقوة دورتموند    السعودية تنضم للتحالف العالمي للذكاء الاصطناعي    ازدواجية الغرب مرة أخرى    «جوجل» تطلق شبكة تعقب الهواتف    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج    ينجو من فكي دب بفضل احترافه الكاراتيه    تعزيز الأمن المائي والغذائي    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    الهلال والأهلي في قمة مبكرة والاتحاد يلتقي الابتسام    إنقاذ حياة معتمر عراقي من جلطة قلبية حادة    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاون بين تجمع الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    وزير الدفاع يحتفي بخريجي كلية الملك فهد البحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأطماع الايرانية في المنطقة العربية ... طموحات تفوق الامكانات
نشر في الحياة يوم 06 - 05 - 2009

موضوع هذه الندوة التي عقدت في مكتب «الحياة» في الرياض بدأ بنقاش عنوان «الأطماع الإيرانية»، إذ اعترض عليه الدكتور محمد العويرضي، مقترحاً كلمة «الطموحات» لأنها أكثر ديبلوماسية من سابقتها، فيما رأى الدكتور أنور عشقي أن مصطلح «المشروع الإيراني» أكثر ملاءمة لعنوان الندوة، والتزم الدكتور محمد آل زلفة الحياد تجاه هذا الإشكال اللفظي، لكن آل زلفة، أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الملك سعود، قدم بعض ملامح المشروع الإيراني في المنطقة العربية، فهي «ليست غريبة لمن يقرأ التاريخ جيداً، الدولة الصفوية إبان عهد الشاه إسماعيل كانت لها محاولات للسيطرة على المنطقة الخليجية والعراق أيضاً، لكن الدولة العثمانية حافظت على الهوية السنية لدول المنطقة في تلك الحقبة، فيما تعاونت الدولة الصفوية مع كل من يهدد أمن المنطقة كالبرتغاليين والإنكليز، وكان الشاه إسماعيل يردد آنذاك: سأمدكم بما تحتاجون.
وصدّق الكثيرون شعارات ثورة الخميني عن نهضة إسلامية، متوسلة تحويل سفارة إسرائيل فيها إلى سفارة فلسطينية.
أما رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور أنور عشقي فأشار إلى أن المشروع الإيراني واضح في رؤيته الهادفة إلى بسط نفوذه على الخليج العربي، وتحديداً منذ الثورة الإيرانية في نهاية السبعينات، وعاد بالذاكرة إلى عقود قائلاً: «المشروع الفارسي دعمته أميركا إبان وجود الشاه، ليكون الحاجز الأول أمام الاتحاد السوفياتي آنذاك، وكان للشاه حينها مشروع توسعي نحو دول الخليج، وهو ما رفضته الدول الكبرى في حينه، ومنعوه فلم يمتنع، إذ كانوا يخشون من سيطرته على نفط المنطقة، وما لبث الأميركيون أن اتجهوا إلى إبعاد الشاه ودعم الجماعات الإسلامية، ووقتها لم يكونوا يفرقون بين الشيعة والسنة، ووجدت حكومة الرئيس كارتر أن وجود دولة إسلامية في آسيا إلى جانب أفغانستان سيصيب الاتحاد السوفياتي في مقتل، وهو ما يتحقق – بحسب رأيهم - في إيران، لكن كارتر فوجئ بطموحاتهم التي لا تنسجم معه.
في ما يأتي وقائع الندوة:
يرى أستاذ التاريخ الحديث في معهد الدراسات الديبلوماسية الدكتور محمد العويرضي أن إيران توثق علاقاتها الدولية مع كل الدول الكبرى في سبيل تحقيق أهدافها في المنطقة، مشيراً إلى ان هذا النهج بدأ منذ تأسيس الدولة الصفوية واستمر حتى الآن، وقال: «لا فرق بين الإصلاحي والمتشدد في القيادة الإيرانية تجاه المشروع المخطط له، واكتساب دور إقليمي ودولي كذلك، إذ انها ترغب في مشاركة الدول العظمى في تحديد السياسة الإقليمية في المنطقة، عبر وسائل عدة، كالادعاء أن إيران تسعى إلى الوقوف أمام مشروع غربي ساع إلى السيطرة على المنطقة والإضرار بهويتها الإسلامية، وللأسف بعض المتابعين من السُنّّة صدّق هذه الادعاءات، وإيران تسعى إلى حشد الدعم الشعبي الإيراني والإسلامي عبر خطابات دينية، وعقد تحالفات مع جماعات شيعية، وكذلك سنية في دول المنطقة، خصوصاً في لبنان والعراق وأفغانستان والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعض دول الخليج، مع قناعتي الشديدة بعدم قدرة إيران على التأثير في دول الخليج بدليل أن البحرين خالفت التوقعات بتهاون منتخبها الكروي أمام نظيره الإيراني في سباقه نحو التأهل لكأس العالم على اعتبار وجود مذهب موحد بين الكثير من لاعبي المنتخبين البحريني والإيراني، إلا أن ذلك دحضه فوز البحرين، وهذا يعزز التأكيد أن البحرين عربية خالصة، لا تدين لإيران بولاءات، وفي الإمكان استثمار قدراتها لتأسيس مشروع عربي قوي بعيداً من الجانب المذهبي.
طموحات لا توازيها إمكانات
ويقول الدكتور أنور عشقي: «إيران جارة، نشترك معها في بعض الأمور، وكنا نتمنى أن تكون جزءاً فاعلاً في الأمة الإسلامية، لكن مشروعها يمنعها من ذلك، إذ لديها رغبة في إعادة المجد الفارسي، وطموحاتها أكبر من قدراتها، وهذا ما يسبب لها أزمة سياسية.
يصعب عليها أن تكون دولة عظمى بسبب قدراتها المحدودة، وفي إمكانها فقط أن تكون دولة فاعلة على مستوى المنطقة، شريطة أن تمد يدها إلى دول الجوار، لكنها حرصت على تصدير الثورة بهدف السيطرة على المنابر الدينية العربية، بتوجيهات الخميني آنذاك.
وكانت بريطانيا منحت ايران الكثير من المدن العربية على شواطئها، وتحديداً في العام 1929، وهو ما سمح للإيرانيين بتغيير هوية الكثير من المدن العربية في إيران، متناسين أن العلاقة بين الشيعة والسنّة علاقة طيبة جداً، ولم تشهد توتراً مثلما يحدث منذ إعلان الثورة الإيرانية، إذ نجحت هذه الثورة في تأجيج مشاعر العداء بين الطائفتين على مستوى العالم الإسلامي، وأيضاً بواسطة أميركا التي سلمت العراق لإيران، عقب الاحتلال الأميركي للعراق».
وقال أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الملك سعود محمد آل زلفة: «إيران دخلت في حرب مع العراق لثمانية أعوام، وخسرت فيها الكثير على رغم المال والجيوش والدعم من بعض الدول العربية التي لا تحب صدام حسين، وعلى رغم دعمها الشعارات العقائدية، لكن الشعب العراقي العربي العظيم نجح في التصدي لأهداف إيران التوسعية، التي تناست أن ثورتها متخّلفة، ولا يمكنها أن تعيش في العصر الحالي، ولا تملك رؤية حديثة، في ظل ترديدها لشعارات دينية غير صحيحة. والمتأمل في الوضع العراقي حالياً يؤكد أن التدخل الإيراني أفسد أمنه، وأسهم في تأجيج الطائفية، لكن العراقيين المخلصين تنبهوا إلى هذه المخططات، ويتصدون لها حالياً، كما أن ممارساتها السلبية هذه تتكرر في اليمن والسودان ولبنان ومصر أخيراً، وهم لن يحققوا أي نجاح في المنطقة، وسيبقون مصدر أذى فقط، بوساطة أذرعهم في المنطقة، والتي اعترف بها حسن نصر الله أخيراً. لقد قابلت بعض العرب الإيرانيين الذين تحولوا من المذهب الشيعي إلى السني هرباً من عنصرية قادتها المقيتة، إذ يطالبون بحقهم في العيش عرباً إيرانيين».
غياب المشروع العربي
ويتساءل الدكتور محمد العويرضي عن وجود مشروع عربي قابل للتطبيق والانتشار: «أين المنطلقات القومية في القرن ال19؟، إذ إن المشروع العربي لا بد من أن يكون شديد الالتصاق بالموروث الثقافي العربي، وانفصام الموروث عن المشروع العربي سيفشله بالتأكيد، ويكوّن جبهة داخلية ضده، مع التأكيد أن المشروع العربي أكبر من تحقيق سلام، بل هو مشروع مستقبلي لرفعة شأن الأمة العربية، ولو تحقق السلام هل تستطيع إيران اختراق الجانب السوري أم الفلسطيني أم الجماعات في دارفور أم شمال إفريقيا؟ علينا العمل لئلا نسمح لإيران بالتدخل في شؤون المنطقة، انظروا ماذا يحدث في باكستان، ومن يدعم طالبان في أفغانستان؟».
ويضيف: «يجب أن يتكاتف الجميع مع المشروع العربي السياسي الذي قدمه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي تم عرضه باسم الأمة العربية، والسعودية دولة إقليمية ذات تأثير اقتصادي وسياسي كبير، ولها موروث معنوي قوي، وتمثل مع مصر أهم دولتين سنّيتين في العالم، ومواجهة المشروع الإيراني تبدأ من حدود أفغانستان الشرقية حتى القرن الأفريقي».
الدكتور أنور عشقي يقول في هذا المحور: «لا يوجد مشروع عربي واضح المعالم، إنما يوجد مشروع إسلامي معروف منذ عهد النبي (صلّى الله عليه وسلّم)، وقد تضاءل الإحساس بأهمية القومية العربية، وأنها الداعم القوي للإسلام وشعوبه، لذا تجب عودة الحس القومي العربي مجدداً على أساس ثقافي بعيد من الطائفية والعرقية.
المشروع الإيراني ضد العروبة وخصوصاً ضد دول مجلس التعاون الخليجي، وتجب مواجهته وتوجيه النصح للإيرانيين بأهمية إيقاف مشروعهم ذي الشعارات الزائفة. تريد ايران إعادة العرب إلى عصور الجاهلية، والقتال في ما بينهم. القومية العربية في بدايتها ركزت على الانتماء العرقي، ونجحت في التصدي للاستعمار، ويجب أن يطور هذا المفهوم ليكون مبنياً على انتماء ثقافي، فعندما أمعنّا في الانتماء العرقي ابتعد الأكراد والأمازيغيون وأهل جنوب السودان، وغيرهم مع انهم جميعاً عرب ثقافياً، لا بد من تحديث الفكر القومي العربي في عصر العولمة».
ويرجع الدكتور محمد آل زلفة ضعف الصف العربي إلى الخلاف العربي - العربي وغياب التوحد في مجابهة التحديات التي تواجه الأمة، مبدياً دهشته ممن لا يرى في إيران خطراً على دول المنطقة، مشيراً إلى أن الوقت مهيأ ليكون للدول العربية مشروعها الذي يمكنها من التصدي للعدو الإيراني، ويحوّل الضعف إلى قوة، وبناء صف عربي مخلص بعيد من بائعي الوهم في المنطقة، مطالباً بالاستماع إلى صوت العقل الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عبدالعزيز والذي أكد أن لا أمن لنا إلا بالوحدة، وتجاوز كل ما قيل فيه، وفي حق شعبه، وقدّم مشروعاً حقيقياً لترتيب الصف العربي بعيداً من أصحاب المشاريع الوهمية، والمتاجرة بمقدرات الأمة ومكتسباتها.
وقال آل زلفة: «ليس صحيحاً أن الأمة العربية لا تملك مشروعاً حقيقياً، ومن يردد هذا الكلام هم الفرس والغرب وغيرهم، المشروع العربي للسلام بدأ عام 2000 في بيروت، وبإجماع جميع القادة العرب، الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد دعا في مسقط إلى مشروع لإصلاح البيت العربي، واستمر في هذا التوجه عبر مشروع إسلامي في مكة المكرمة».
ويقول الدكتور أنور عشقي عن النهج الإيراني: «دول الممانعة تصفي حساباتها سياسياً فقط، وتحالفاتها مع إيران لوجود مصالح مشتركة فقط، ولو نظرنا إلى بيان القمة العربية - اللاتينية التي أعقبت القمة العربية في الدوحة، وجدنا أن الدول جميعاً عدا فنزويلا ودولة أخرى فقط تحفظت على بند يؤيد احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث. العالم حالياً بدأ يكتشف أطماع إيران وطموحاتها التوسعية وأنها مبعث قلاقل للمنطقة، ومن يشكك في التوجهات الإيرانية عليه التوجه إلى المكتبة العامة في طهران، ليجد في الواجهة صفحة من كتاب تراثي طولها متر وعرضها كذلك ووضعوها في صندوق بلوري مكتوب فيها: «كيف للعرب الأنذال أن يسقطوا الإمبراطورية الفارسية، علينا أن نعيدهم إلى الصحراء من جديد». علينا أن نقنع ايران بأن هذه التوجهات خاطئة، وأن الأئمة السُنّة لا يجدون بينهم وبين إخوانهم الشيعة فرقاً، وعليها أن تبتعد عن أطماعها السيئة التي تضرها وتضر دول المنطقة أيضاً، وهنا أؤكد أن إيران لن تتورع في استخدام أية وسيلة لتحقيق أهدافها، فعلى رغم مذهبها الشيعي استخدمت السنّة في تحقيق أهدافها باعتراف العوفي الذي أكد هذه الحقيقة، في ظل أن لديها عداوة ضد العروبة والمسلمين».
الدكتور آل زلفة يبدي دهشته ممن لا يرون في المشروع الإيراني خطراً على المنطقة، وقال: للأسف لا يميزون بين احتلال أرض عربية بقوة فارسية، واحتلال أرض مثلها بيد إسرائيلية، على رغم أن مزارع شبعا لا تتجاوز مساحتها جزيرة طنب الكبرى، وأنا مع استعادة كل شبر عربي محتل. وإيران دولة محتلة كما هي إسرائيل، لكن البعض يغض النظر عن المشروع الإيراني الذي يمثل أكبر خطر على المنطقة، ويدرك خطورته بسبب البعد الجغرافي عن مداه».
أما الدكتور محمد العويرضي فيقول: «إيران تشعر بالقلق من الجانب الغربي، ولذلك تعمل على احتواء الكثير من الجماعات ودعمها لتحقيق مكاسب سياسية، وعندما يقول مثلاً الأمير سعود الفيصل إن أميركا سلّمت العراق إلى إيران، فهذا يعطي دلالة أكيدة على أطماع إيرانية واضحة في البلاد العربية.
ويضيف: «المنطقة العربية إلى جانب باكستان وأفغانستان هي محور المشكلات في العالم حالياً، لذا يجب ألا يترك لأي لاعب إقليمي أو دولي أن يقوم بإدارة المنطقة بطريقته الخاصة، وعلينا أن نُقوّم إيران مثلاً بطريقتنا الخاصة لا وفق المنظور الغربي الخالص، ومن منظور مصلحتنا الخاصة بنا».
«نووي إيران» يهدّد المنطقة
ويتساءل الدكتور محمد آل زلفة عن بعض من يقارنون المشروع النووي الإسرائيلي بنظيره الإيراني، ويجدون في ذلك مبرراً لاستمرار الأخير، مشيراً إلى أنهم متناسون أن إيران ستستخدم مشروعها النووي في حال إكماله، وسيلة ضغط على دول المنطقة، التي تريد الهيمنة عليها، مستشهداً بمفاعل «بوشهر»، الذي سيعمل رسمياً بعد عام واحد، وقال: «لو حدثت أي مشكلة للمفاعل، فسيهدد أمن الخليج بأكمله في شكل مدمر، وسيكون مثل «تشيرنوبل» الذي عانت منه أوروبا كثيراً، لأن إيران لا تملك التقنية العالية، التي تمكّنها من السيطرة، لذا على الدول الكبرى التدخل وإيقاف هذا المشروع الخطر، إذ ان إيران قادرة على تلويث مياه الشرب في الخليج العربي، وهو ما يمثل تقريباً 80 في المئة من مياه الشرب المحلاة في دول الخليج».
أما الدكتور أنور عشقي، وهو العسكري المتقاعد، فتحدث حول هذه النقطة، قائلاً: «إيران لها مشروع طموح جداً، لكنه غير قابل للتنفيذ، كما انه يورث اضطرابات في المنطقة، وربما يسهم في حدوث حروب أهلية في المنطقة، لكن الأمر الدافع للارتياح من هذه المخاوف هو حكمة رؤساء الدول العربية، الذين لن يسمحوا بنفاذ هذا المشروع إلى دولهم، ولو أخذنا شيعة البحرين مثالاً، فهم مواطنون خليجيون يدينون لحكومتهم بالولاء، والاستفتاء أيام الشاه، أثبت أن مواطني البحرين شيعة وسنّة كلهم أرادوا الاستقلال عن إيران، حتى إن السعودية رفضت عرضاً بضم البحرين لها، حتى لا يقال ان لها أطماعاً توسعية، نتمنى أن تسقط إيران لغة التطرف والتشدد، ولا تصور المنطقة على أنها منطقة توترات، على رغم ان إيران تحولت إلى ملاذ آمن ومعسكرات تدريب للإرهابيين باعترافات السعودي صالح العوفي أخيراً، إذ انه وثق وصادق على هذه الاتهامات، التي طاردت إيران منذ فترة طويلة».
من يعيدهم إلى البيت العربي؟
الدكتور محمد العويرضي يرى ضرورة إعادة الجماعات والدول التي اختارت الحضن الإيراني، ويقول: «يجب احتضان جماعات المنطقة السياسية أو حتى المذهبية، وعدم تركها ترتمي في أحضان إيران، إذ ان إقصاءهم سيدفعهم إلى هذا الوضع، لذا على قادة العرب ألا يسمحوا لهذه الجماعات بأن تختار أية مشاريع إقليمية أو دولية، ويجب أن تبقيها في كنفها، إذ ان التدخل الأجنبي سيسمح بإثارة القلاقل مجدداً في المنطقة العربية، وسيؤدي إلى المزيد من الاضطرابات».
وأضاف: «أحب أن أؤكد أنني عندما أقول يجب احتضان الجماعات الإسلامية، فهذا لا يعني أننا لم ندعم حماس مثلاً، ولكن علينا ألا نسمح للآخرين بالتدخل واحتضان هذه الجماعات، من أجل اختطاف الأمن العربي، ويجب أن نتساءل عن دورنا تجاه حماس، وغيرها من الجماعات قبل توجيه التهم إليها. وإن كان في أجندة السياسة الإسرائيلية خلق حال من الصراع في الجانب الفلسطيني، فعلينا أن نحتوي هذا الصراع، فنحن نملك من الأدوات ما يسمح لنا بمصالحة حماس وفتح».
الدكتور أنور عشقي لم يختلف رأيه عن سابقيه إذ كان هناك شبه اتفاق على أهمية إعادة الجماعات والدول التي تفضل إيران على غيرها، وأوضح: «علينا ألا نترك لإيران ثغرات في منطقتنا تسمح لها بالدخول في قضايانا، لأن إيران صاحبة مشروع يهدف إلى إعادة المجد الفارسي على حساب العرب والمسلمين، لذا يجب أن يتم تحقيق العدالة في المجتمعات العربية وبالتالي عدم السماح لنمو جماعات داخلية معادية، في ظل أن الكثير من الأعداء لا يشرعون في السيطرة علينا إلا وهم يرفعون شعار (من ضعفكم أستمد جبروتي)، ويجب أن نقف مع إخواننا في سورية وحماس ونعيدهم إلى البيت العربي، ونحاول أن نصحح أخطاءهم، ونبدأ الحوار مع من نختلف معهم».
منظار المصلحة
الدكتور محمد العويرضي يرى أن الوقت ملائم لاستخدام الوسائل الإعلامية لتفكيك المشروع الإيراني، وكذلك استخدام الجانبين الاقتصادي والسياسي، مع تأكيده أن إيران دولة ضعيفة لديها هاجس أمني كبير، كما أنها تستخدم تكتيكات معينة لتحقيق مكاسب على حساب الأمة العربية، مطالباً الجماعات العربية والدول أن تكون أكثر وعياً في التعامل مع إيران، كما يأمل بتقوية الجبهة الداخلية، مشيراً إلى أننا إذا وصلنا إلى هذه المرحلة فلن تستطيع إيران ولا الدول الغربية التأثير في الدول العربية، كما شدد على تجنب منهج الإقصاء لبعض الفئات داخلياً، إذ إنه سيولد الإرهاب، مستشهداً بحال الجزائر الذي يجسد هذه الحقيقة.
الدكتور أنور عشقي له مطالبة قريبة نوعاً ما من سابقه، إذ يقول: «نظرة الغرب تجاه المشروع الإيراني تختلف عن نظرتنا نحن، هم يبحثون عن حماية النفط، أما نحن فنحاول حماية مقدراتنا ومكتسباتنا، ونحن نتمنى أن تتعاون إيران معنا بعيداً من مذهبها الشيعي الذي لا يعنينا، لكن من دون وجود مطامع وقلاقل واضطرابات في المنطقة، مع الإشارة إلى أن إيران ليست بالقوة التي نتصورها، فطائراتها لا تزال «إف 5» وهي قديمة جداً، والغواصات التي يمتلكونها لا تزال تعمل بالديزل».
ويضيف: «لا حماس ولا سورية تدعمان إيران، فسورية وقعت في الدوحة على بيان يشجب تصرفات إيران وهي الحليفة الاستراتيجية لها، في دلالة أنها بلد عربي أصيل، وعلى رغم أن سورية فتحت أبوابها للمد الشيعي، لكن تبيّن أنها رافضة للممارسات الإيرانية في المنطقة، وأكدت أنها لم ترتم في أحضانها، وهي ترفض أن يكون مدها الفارسي على حساب هويتها العربية، وشيعة العراق تنبهوا إلى مخططات إيران في نقل المرجعية الشيعية إلى قم الإيرانية بدلاً من النجف العراقية، حتى يتجه جميع الشيعة إليها، متناسين نحن أن أكثر من 30 في المئة من الإيرانيين تحت خط الفقر، ويرفض الشعب الإيراني إرسال 30 مليون دولار شهرياً إلى حماس».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.