أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير أصدرته أمس، أن إيران بدأت تفكيك «أجهزة طرد مركزي (تُستخدم في تخصيب اليورانيوم) وبنى تحتية ذات علاقة» في منشأتَي ناتانز وفردو، وذلك التزاماً بالاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست في 14 تموز (يوليو) الماضي. وأشار التقرير إلى أن طهران نقلت أجهزة طرد إلى جزء آخر من منشأة فردو المحصنة قرب مدينة قم، لافتاً إلى أن مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب زاد 460 كيلوغراماً منذ التقرير الأخير للوكالة في آب (أغسطس) الماضي. على صعيد آخر، اعتبر النائب الإيراني المحافظ البارز علي مطهري أن موجة الاعتقالات الأخيرة لصحافيين التي شنّها «الحرس الثوري» تشكّل «مخالفة للقانون». ونبّه إلى أن احتجاز صحافيين ليس على «لائحة الواجبات القانونية للحرس»، مستدركاً أنه يمكن أن ينخرط في مسائل متعلقة بجماعات معارضة مسلحة. وأضاف أن القضاء ومكتب المدعي العام فشلا في القيام بواجباتهما في هذا الصدد، مشيداً بموقف الرئيس حسن روحاني في هذا الشأن. ورجّح مطهري تسلّل «المتغلغلين» إلى أماكن «تتظاهر علناً بأنها من أنصار النظام»، مستبعداً أن يكون هؤلاء بين «الذين يعلنون صراحة انتقاداتهم» للنظام. وكان روحاني انتقد الأسبوع الماضي أي «اعتقال تعسفي لشخص أو اثنين، من هنا وهناك، ثم فبركة تهم لوضعها في إطار تغلغل العدو» في إيران. لكن رئيس القضاء صادق لاريجاني ندد بتصريحات الرئيس، معتبراً أن اتهاماته هي بمثابة «تشهير وإهانات». ويسعى نواب إلى جمع تواقيع في مجلس الشورى (البرلمان) لتحذير روحاني في شأن تصريحاته، علماً أن «الحرس الثوري» كان برّر اعتقال صحافيين بارتباطهم بشبكة من «متغلغلين أعداء». في السياق ذاته، حذر وزير الخارجية الإيراني السابق منوشهر متقي من أن «وقوع مسؤول في فخ التغلغل الأجنبي في مجال القيم والمعتقدات»، يعني «الذهاب إلى حدود الخيانة من حيث لا يدري». وأضاف: «التغلغل يُعتبر من أهم مشاريع العدو وسيناريواته، من أجل التأثير في بلادنا وتوجيه ضربة إليها». وتابع أن «العدو يسعى إلى تقريب مواقفنا الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، من معتقداته، عبر المفاوضات والحوارات والإعلام وتوجيه رسائل». واعتبر متقي أن «ظاهرة التغلغل حوّلت مصر (الرئيس الراحل جمال) عبدالناصر الذي أمّم قناة السويس، إلى مصر أنور السادات الذي وقّع (اتفاق) كامب ديفيد». في غضون ذلك، أصدر القضاء الإيراني حكماً بسجن ريحانة طبطبائي، وهي صحافية وناشطة سياسية مؤيدة لروحاني، سنة بعد إدانتها بإشاعة دعاية مناهضة للنظام. كما مُنعت سنتين من الانضمام إلى أحزاب والكتابة في أي صحيفة أو موقع إلكتروني. طبطبائي (35 سنة) التي أجرت مقابلة صحافية مع أحد أبرز علماء الدين السنّة في إيران، كانت اعتُقلت مرتين في السنوات الخمس الأخيرة، وأمضت نحو 6 أشهر في سجن إيفين، بينها اثنان في حبس انفرادي.