طغت المخاوف من حرب اسرائيلية جديدة تستهدف لبنان على المواقف السياسية، التي تفاوتت بين المطالبة بأن يكون قرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها، وبين مشيدين ب «لقاء الممانعين في دمشق». وشددت بعض المواقف على ضرورة اجراء الانتخابات البلدية في موعدها. وأعرب الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي عن ارتياحه لإعلان الرئيس ميشال سليمان تشكيل هيئة الحوار الوطني، متمنياً أن «يتم لاحقاً وبصورة مسبقة تحديد المواضيع التي ستناقش أمام الهيئة كي لا يؤثر أي جدل بشأنها على انعقاد هيئة الحوار الوطني وأعمالها». وقال في تصريح أمس إن «هيئة الحوار الوطني هي مساحة للتلاقي والتشاور في كل المواضيع الوطنية التي تتباعد آراء القيادات اللبنانية حيالها، ولكن لا يجوز أن تكون في أي حال اختصاراً أو بديلاً من المؤسسات الدستورية التي يعود إليها بتّ كل ما يعني اللبنانيين في كل المواضيع». ورأى النائب تمام سلام أن «المخيف ان التهديدات الاسرائيلية تأتي وقرارنا غير واضح وغير محسوم». واعتبر ان اللقاء «طبيعي» بين الرئيسين السوري بشار الاسد والايراني محمود احمدي نجاد والامين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله. وشدد على ان «قرار الحرب والسلم يعود الى الدولة والشرعية اللبنانية وهذا لا يزال حتى اليوم نقطة الضعف الاساسية»، لافتاً الى «ضرورة طاولة الحوار لمعالجة هذا الامر بالذات والى أن الامر يحتاج الى معالجة». وعن الانتخابات البلدية، اشار سلام الى ان «هناك جواً عاماً في البلد وكأن هناك افرقاء لا يرغبون بإجرائها». واذ اعتبر ان الإصلاحات مطلوبة، قال: «انتخابات 2004 وما قبلها التي جرت وفقاً للقانون القديم اعطت نتائج ايجابية على صعيد اداء البلديات». وأشار الى كلام رئيس الحكومة سعد الحريري في جلسة مجلس الوزراء عن أن امام الحكومة انجاز وطني ان لم يتحقق ستكون آخر حكومة وحدة وطنية، معتبراً انه «يعكس مدى المعاناة التي يمر بها».ورأى انه «يجب على لبنان الا يغيب عن اي قمة عربية اكانت في ليبيا ام غيرها». ودان نواب كتلتي زحلة والبقاع الغربي - راشيا في اجتماعهم الدوري أمس في منزل النائب جمال الجراح في المرج، التهديدات الاسرائيلية، وأكدوا ضرورة تعزيز الوحدة الداخلية في مواجهة هذه التهديدات، وطالبوا الاممالمتحدة ومجلس الامن ب»اتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة بحق العدو الاسرائيلي والخروق اليومية التي تنفذها طائراته في الاجواء اللبنانية». وشدد المجتمعون على «ضرورة اجراء الانتخابات البلدية في مواعيدها حتى لو أجريت وفقاً للقانون القديم أو تمرير ما يُمكن تمريره من إصلاحات». ووضع الجراح باسم المجتمعين الاجتماع الثلاثي في دمشق بين الأسد ونجاد ونصرالله في خانة «مواجهة العدوان الإسرائيلي، الذي نأمل ألا يحصل». وعن العلاقة بين سورية والحريري، رأى الجراح أن الحريري «حريص على بناء علاقة ثقة بين لبنان وسورية وسيعمل عليه من ضمن مفاهيم العلاقة بين دولتين مستقلتين واحترام خصوصية كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية». في المقابل، رأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد ان «العدو الصهيوني اليوم ترتعد فرائصه بمجرد لقاء يجمع الممانعين في دمشق»، وقال: «الصورة كانت وحدها كافية لترعب العدو وقادته لا لأن اطراف هذا اللقاء ومن جمعهم يخططون لحرب لكن لأنهم يشهرون سيف الممانعة والقدرة على المواجهة اذا ما فكر العدو بحرب». واعتبر خلال احتفال تأبيني في الجنوب ان «العدو الآن تحت مرمى ما جهزته كل قوى الممانعة في فلسطين ولبنان وسورية وايران لكن يبدو ان المرحلة الراهنة في الكيان الاسرائيلي تحكمها معادلة ان الخطر من الكيان الصهيوني هذه المرة هو الخطر الأخير». وأمل رعد ان «تصمد التوافقات على النسبية حتى إحالة المشروع على المجلس النيابي»، وقال: «الصدقية سقطت حين سقط مشروع التعديل الدستوري القاضي بخفض سن الاقتراع، الآن يحدثوننا عن النسبية التي توافقوا عليها في الانتخابات البلدية ونحن نأمل ان تصمد هذه التوافقات على النسبية حتى إحالة المشروع على المجلس النيابي». وطالب عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي خلال لقاء في طيرفلسيه أمس ب «وضع حد لتدخل الأجهزة الأمنية الاميركية في الشؤون اللبنانية»، وأشار الى أن «كل ما يعلمه الاميركيون عن لبنان يصل بطريقة او بأخرى الى العدو الصهيوني». وطالب الموسوي بأن «تتوقف العلاقة الخدماتية المعلوماتية بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والأميركية والغربية... وبوضع حد للسفيرة الاميركية»، ورأى أن «السفارة الاميركية في لبنان هي دولة داخل الدولة». وسأل: «كيف يمكن ان تطلب من حليف العدو ان يكون داعماً لك في مواجهة العدو؟». كما أشار الى أن «عصراً جديداً بدأ في هذه المنطقة منذ خطاب الامين العام ل «حزب الله» في 16 شباط 2010 إذ لم تعد فيه اسرائيل قادرة بتسرع او رمشة عين او استخفاف على ان تشن حرباً، وقد أتى اللقاء الذي جمع الرئيسين السوري والايراني والامين العام للحزب ليقول ان لبنان ليس لوحده».