تبادل حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس عمر البشير وقوى المعارضة الاتهامات مع ارتفاع حمى التنافس السياسي في السودان. وتوعدت المعارضة بهزيمة البشير في الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان (أبريل) المقبل من خلال الاتفاق على مرشح واحد لمنافسته، لكن الحزب الحاكم قلل من المعارضة واعتبر «فوز البشير مسألة وقت» فقط. وأعلن حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي وحزب الأمة - الإصلاح والتجديد برئاسة ابن عمه مبارك الفاضل المهدي، طي صفحة الخلافات بينهما، وتعهدا العمل لإلحاق بقية كيانات الأمة إلى الوحدة، كما تعهدا توحيد المرشحين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأعلن المهدي في لقاء جماهيري أمام أنصاره، لمناسبة توحده مع مبارك المهدي، وصول قطار الوحدة بينهما إلى محطة متقدمة، وتعهد العمل فوراً لالتزام برنامج سياسي موحد، وإعلام القواعد بالموافقة على دخولهما في تسويات انتخابية لتوحيد الموقف الانتخابي مع المرشح الأوفر حظاً. أما مبارك الفاضل فتعهد العمل مع المهدي لإعادة تيارات الحزب إلى صفوف الحزب، وأعلن طي صفحة الخلافات بصورة نهائية بينهما، وتعهد العمل مع المهدي لتوحيد المرشحين في الانتخابات المقبلة على المستويات كافة. وتوقع الفاضل أن يخسر حزب المؤتمر الوطني الانتخابات منذ الجولة الأولى، وقال إن قوى المعارضة «ستفاجئ» الحزب الحاكم بالاتفاق على مرشح واحد لمنازلته. وفي المقابل، شن الرئيس عمر البشير هجوماً على المعارضة وبرامجها الانتخابية، وقلل من دعوة بعضها إلى هزيمة حزبه في الانتخابات. وانتقد، لدى مخاطبته حشداً من مناصري حزبه في منطقة سقادي في ولاية نهر النيل في شمال البلاد، تركيز بعض القوى السياسية على هزيمة حزبه من دون تقديم خطاب سياسي يخدم حاجات الوطن. وسخر من دعوة أحزاب المعارضة إلى التكتل لإسقاط مرشحي حزبه في الدوائر الانتخابية و «كنس آثار نظام حكمه». وعُلم أن البشير سيتوجه الإثنين إلى جنوب السودان في زيارة تستمر يومين لقيادة حملته الانتخابية في الإقليم. كما حمل مساعد الرئيس نائبه في الحزب الحاكم نافع علي نافع في شدة على المعارضة، وقلل من منافسة أي من قواها لحزبه في الانتخابات. وسخر من مطالبة بعض الأحزاب بارجاء الانتخابات، وقال إن فوز البشير سيكون عبرة لتلك الأحزاب التي وصفها بصاحبة الألوان «الزاهية والخادعة». وأكد نافع لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً في منطقة المناقل في وسط البلاد أن البشير سيحقق الفوز ليس في الجولة الأولى وانما في اليوم الأول لعملية الاقتراع. لكن الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي حذّر حزب البشير من مصير حزب الاتحاد الاشتراكي بزعامة الرئيس السابق جعفر نميري الذي انتهى بزوال حكم نميري. وقال الترابي ليل الجمعة - السبت في ندوة في منطقة ود راوة في ولاية الجزيرة في وسط البلاد، إن حزب المؤتمر الوطني يتعرض الى ضغوط من دول غربية ومن شريكه في الحكم «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، و «أصبحنا نخشى عليه بعد أن فارق مبادئ الحركة الإسلامية». من جهة أخرى، حذّر مساعد الرئيس زعيم «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي من أن اجراء الانتخابات في دارفور في ظل الوضع الحالي سيقود الإقليم الى الانفصال.