زار الرئيس المكسيكي أنريكي بينيا نييتو أمس (الجمعة) السياح المكسيكيين الستة الذين أُصيبوا في قصف للجيش المصري لعرباتهم عن طريق الخطأ وعادوا إلى بلادهم أمس، إذ نزلوا من طائرة حكومية على نقالات وكراس متحركة. وقال الرئيس المكسيكي من المستشفى الحكومي في مكسيكو إن الحكومة "ستواكبهم في خطوتهم القضائية للحصول على تعويضات مالية". وقال الرئيس المكسيكي في تغريدة على موقع "تويتر" مشيراً إلى المصابين "نحن سعداء أنكم عدتم". ورافقت وزيرة الخارجية كلاوديا رويس ماسيو الناجين خلال عودتهم إلى بلادهم في الطائرة الرئاسية بعد ثلاثة أيام من توجهها إلى مصر برفقة أقارب الضحايا، لمطالبة السلطات المصرية بالتحقيق في الحادث. ودعت الوزيرة مصر الى "دفع تعويضات للضحايا وفق الحقوق الدولية" بسبب ما اعتبرته "عدوانا غير مبرر". وقالت "نحن مصممون على اللجوء إلى جميع السبل المتوافرة للدفاع عن حقوق كل واحد من المدنيين المكسيكيين ال 14 الذين تضرروا" من الهجوم، مضيفة أن المستشار القانوني في الوزارة يدرس جميع الخيارات. من جهة أخرى، نصحت وزارة الخارجية المكسيكية المكسيكيين ب "إعادة النظر أو إلغاء" اية رحلة إلى مصر بسبب "عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي" في هذا البلد و"إمكان حصول هجمات إرهابية أو تحركات من جانب قوات الأمن". وأُخرج أربعة من الجرحى من الطائرة على نقالات، ولف أحدهم نفسه بالعلم المكسيكي. بينما خرج اثنان آخران على كرسيين متحركين. ونقل الجرحى، وهم جميعاً بحالة مستقرة، إلى مستشفى محلي في مروحية تابعة للشرطة. وأفادت وزيرة الصحة مرسيدس خوان بأن الإصابات تراوحت بين جروح نتيجة شظايا وحروق وكسور ومشاكل في التنفس. وأثار الحادث الذي وقع الأحد الماضي غضب الحكومة المكسيكية التي طالبت مصر أول من أمس بإجراء تحقيق دقيق ومفصل وشفاف في الحادث، ما وعدت به مصر. وقُتل ثمانية مكسيكيين وأربعة من مرافقيهم المصريين وجُرح عشرة آخرون عندما قصفت طائرات حربية أو مروحيات أربع سيارات رباعية الدفع كان يستقلها السياح في الصحراء الغربية التي يرتاد هواة السفاري واحاتها. وأبلغ السياح ديبلوماسيين مكسيكيين أنهم تعرضوا لنيران طائرات ومروحيات حربية. وقالت القاهرة إن الجيش قصف القافلة "خطأ" أثناء ملاحقته جهاديين، مؤكدة أن السياح دخلوا منطقة محظورة. وذكرت وزيرة الخارجية المكسيكية التي التقت كبار المسؤولين المصريين بعد وصولها إلى القاهرة الثلثاء، أن حكومتها تعمل على إعادة جثامين المكسيكيين الثمانية الذين قُتلوا في الحادث "خلال الأيام المقبلة". وقالت الجريحة كارمن سوزانا كالديرون غاليغوس الذي قُتل زوجها في الحادثة لصحيفة "إل يونيفيرسال" إن الغارة الجوية استمرت ثلاث ساعات وإن قافلة السياح تعرضت للقصف نحو خمس مرات. وشرحت "شاهدت زوجي عندما وضعوني على نقالة لنقلي إلى المستشفى"، مضيفةً "سمعته يقول لي إنه يحبني، وقلت له إنني أحبه. وكان ذلك آخر ما سمعته منه". يُشار إلى أن غالبية السياح المكسيكيين هم من ولاية خاليسكو الغربية.