على وقع موجة الحر، التي اجتاحت مدناً ومحافظات سعودية عدة، طمأنت وزارة العمل المهتمين بأن قوانينها تكفل للعمال حقهم في عدم التعرض لأشعة الشمس الحارقة في موسم الحرارة الأشد. فيما أوضحت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن 40 مرصداً سعودياً تقوم بقياس تقلبات الطبيعة والمناخ، وتوزع النتائج على جهات الاختصاص، التي «تحظر وتنذر». وأكد المتحدث باسم وزارة العمل تيسير المفرج أن «النظام العالمي للعمل يمنع مزاولة العمل في درجات الحرارة إذا ارتفعت إلى نسب معينة، ولذلك يتم حظر العمل بناء على تلك الدرجات»، لافتاً إلى أن وزارة العمل حظرت العمل تحت أشعة الشمس المباشرة خلال الفترة من 15 حزيران (يونيو) حتى 15 أيلول (سبتمبر) من كل عام». بدوره، كشف المتحدث باسم «الأرصاد وحماية البيئة» حسين القحطاني أن «السعودية تملك 40 مرصداً لدرجات الحرارة منتشرة في جميع أنحاء المملكة، منها ما هو موجود في المطارات الدولية والمحلية، ومنها ما هو في مواقع أخرى». وقال في اتصال هاتفي مع «الحياة»: «الأرصاد تستعمل أجهزة قياس درجات الحرارة والرطوبة وقياس أسطح الشمس، إذ يتم قياس درجة حرارة الهواء داخل صندوق يسمى «صندوق قياس وتسجيل درجات حرارة الهواء السطحي الجاف والمبلل ودرجات الحرارة الصغرى والكبرى، فيدخل الهواء ويخرج من هذا الصندوق بحرية تامة، ومن دون عوائق». ولفت القحطاني إلى أن «القياس في المرصد يكون من خلال ما يعرف ب«حديقة الرصد»، التي تتكون من جميع الأجهزة المتعلقة بقياس ظروف ومتغيرات الطقس كافة، منها أجهزة متخصصة تسمى ب«الميتار»، وتستخدم في قياس اتجاهات الرياح وسرعتها، ومعدلات الرطوبة، والحرارة وغيرها، وتلك الحدائق هي التي تصدر عنها نشرات أحوال الطقس كل ساعة، ويتم توزيعها على الجهات المعنية مثل إدارة الدفاع المدني، والطيران المدني، والمرور، وغيرها». وأوضح أن طبيعة عملهم تعتمد على «توفير المعلومات الجوية، وحالات الطقس للجهات المعنية التي تقوم بدورها بعمليات التحذير، إذا تطلب الأمر ذلك». وفي السياق ذاته، حذّرت مديرة إدارة التوعية الصحية في محافظة جدة الدكتورة منيرة باللحمر من التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة أثناء فترة الصيف عموماً، معتبرة «الجفاف بين أكثر المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الفرد خلال موجة حر شديدة، إذ تؤدي الإصابة به إلى التشوش والكسل أو النعاس ومشكلات في التنفس واضطراب في معدل دقات القلب». وأضافت باللحمر: «التعرض لأشعة الشمس اليوم أصبح أكثر خطورة مما كان عليه في السابق، إذ اكتشف العلماء انخفاضاً ملحوظاً في كثافة طبقة الأوزون التي تلف الغلاف الجوي للأرض، فيمكن أن يصاب الإنسان بحروق الشمس، التي تزيد من معدل ظهور علامات الشيخوخة والكبر، إضافة إلى فرص الإصابة بسرطان الجلد».