أوضح السفير السعودي السابق لدى واشنطن، رئيس مركز الأبحاث والدراسات في مؤسسة الملك فيصل الخيرية الأمير تركي الفيصل ملابسات مصافحة جرت بينه ونائب وزير خارجية إسرائيل داني ايالون، مؤكداً أنها لا تعني اعترافاً سعودياً بإسرائيل. وقال إنها لم تحدث إلا بعدما اعتذر ايالون عن أشياء احتج عليها الفيصل. وشدد على ضرورة عدم «إخراج هذه الواقعة من إطارها أو إساءة فهمها»، مؤكداً «أن رفضي وإدانتي القوية لسياسات إسرائيل وأفعالها ضد الفلسطينيين يظلان ثابتين». وقال الأمير تركي الفيصل الذي لا يشغل أي منصب رسمي منذ تقاعده من منصب سفير السعودية لدى الولاياتالمتحدة، في بيان أصدره في الرياض أمس إن «من الواضح ان الجيران العرب لإسرائيل يريدون السلام، ولكن لا أحد يتوقع منهم أن يتسامحوا مع أفعال ترقى إلى حد السرقة، وبالقطع يجب ألا يتعرضوا لضغوط تدفعهم إلى مكافأة إسرائيل على إعادة أرض لا تملكها في المقام الأول». وشدد على «أن الإسرائيليين يجب ألا يتوهّموا ان السعودية ستقدم إليهم الاعتراف الإقليمي الذي يرغبون فيه، وذلك إلى حين قبولهم مطالبة الرئيس الأميركي باراك أوباما لهم بإزالة جميع المستوطنات من الأراضي العربية المحتلة». وكانت «المصافحة» حدثت في اليوم الأول من أعمال اجتماع أمني دولي في ميونيخ. ووجد الأمير تركي الفيصل أنه خصص له مقعد في لجنة تضم وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو والسفير في وزارة الخارجية المصرية حسام زكي وعضو مجلس الشيوخ الأميركي المستقل جوزف ليبرمان ونائب وزير الخارجية الإسرائيلي ايالون. وبدأت «الأزمة» برفض الأمير تركي الفيصل الجلوس بجوار نائب الوزير الإسرائيلي. فأعرب ايالون عن استيائه من اعتراض ممثلي عدد من البلدان عن مجاورته في المؤتمر، وقال إن ذلك يدل على وجود هوة بين الأقوال والأفعال في الشرق الأوسط. وأضاف مخاطباً تركي الفيصل بشكل غير مباشر: «شخص من دولة لديها الكثير من النفط رفض أن يجلس في ذات جلسة النقاش معي». فرد الأمير تركي الفيصل، بحسب بيانه الذي نقلته وكالة «فرانس برس» بقوله: «لقد اعترضت على الجلوس في الحلقة نفسها معه ليس بكونه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، بل بسبب معاملته السيئة لسفير تركيا لدى إسرائيل أحمد أوغوز سيليكول». وأوضح الأمير تركي الفيصل أن ايالون قال أيضاً إن السعودية بكل ثروتها لم تعطِ السلطة الفلسطينية فلساً واحداً. وقال: «رفضت زعمه حول الدعم الذي تقدمه بلادي إلى السلطة الفلسطينية، وذكرته بأن السعودية قدمت أكثر من 500 مليون دولار للسلطة الفلسطينية خلال السنوات الخمس الماضية». وزاد: «ايالون طلب مني أن ألقاه لأصافحه وأؤكد أنني لا أحمل مشاعر سلبية تجاهه، فأوضحت له أنه يجب أن يأتي إليَّ، وعندما تقابلنا وجهاً لوجه قال إنه يعتذر عما قاله. فرددت عليه بأنني أقبل اعتذاره لي وكذلك للسفير التركي». وعلمت «الحياة» أن الأمير تركي الفيصل طلب إعادة تقسيم الحلقة بحيث يجلس السيناتور ليبرمان مع ايالون ومندوب روسيا، فيما يجلس تركي الفيصل مع السفير حسام زكي ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وهو ما دفع المسؤول الإسرائيلي للتفوّه بما قاله. وقال الأمير تركي الفيصل إن إيالون «طلب مني أن أتقدم إلى المنصة وأصافحه لأظهر أني لا أكن مشاعر عداء. لكنني أشرت إليه وقلت إنه هو الذي يجب أن ينزل عن المنصة».