على رغم أن العمل التطوعي ليس له محفزات مادية، إلا أن الانخراط فيه ينمو بصورة ملحوظة لدى العديد من الشبان في السعودية حيث يشكل الحافز الإنساني محوراً رئيساً في توجه كثيرين نحو الخدمات التطوعية. وغالباً ما تتنوع جهود التطوع فبعضها يتم بصورة فردية وأخرى تنطلق من محور العائلة، ومنها ما يشترك فيه أفراد عدة في جهود مجتمعية. ومن ضمن الفرق التطوعية التي ظهرت أخيراً في السعودية فريق «اترك أثر»، المكون من شبان يقومون بأعمال خيرية تهدف إلى التخفيف عن الفقراء والأيتام، وتحقيق أحلامهم لإدخال السرور إلى قلوبهم. وانتج الفريق الذي يضم 17 شخصاً مقاطع فيديو قصيرة واقعية هادفة تحمل رسائل ايجابية بطريقة جذابة وغير مباشرة، تصل الى شرائح المجتمع عبر قنوات التواصل الاجتماعي. وعمل الفريق أخيراً على إنتاج فيلم واقعي، يظهر فيه أعضاؤه وهم يحققون أمنية طفل يتيم بأن يكفل يتيماً آخر باسمه، وركوب سيارة دفع رباعي، والحصول على لعبة «بلايستيشن». واستطاع الفريق أن يحقق أمنية رجل يدعى شهيد وهو مقيم من جنسية آسيوية يعمل حارساً في مسجد، وطلب ان يُبنى له مسجد في بلده. وكشف رئيس الفريق التطوعي الذي انطلق نشاطه منذ قرابة 5 أعوام بدعم من إحدى الكليات الخاصة فارس الوهيبي أن أفلامه حققت 3 ملايين مشاهدة على رغم أن عددها لا يتجاوز الستة، مشيراً إلى أن طموح الفريق هو أن يصل عمله إلى مستوى الريادة في الأفلام الهادفة، وأن يكون الفريق قناة أولى على «يوتيوب». وقال الوهيبي ل «الحياة»: «تعرض أفلام الفريق في المدارس وبعض الندوات، والمناسبات العامة كنشاط تعليمي تثقيفي، مشيراً إلى أن نشاطات الفريق التطوعية لا تقتصر على إنتاج الأفلام بل تركز على المبادرات الإنسانية. وتتنوع النشاطات بين توزيع 50 سلة غذائية، ووجبات إفطار للصائمين خلال رمضان، و150 حقيبة مدرسية خلال حملة «أحب مدرستي»، إضافة إلى تقديم الهدايا لأطفال مرضى الكلى. وحظيت مبادرات فريق «اترك أثر» بتفاعل كبير في أوساط المغردين وعبر مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، معتبرين خطوتهم عملاً إنسانياً نبيلاً، يرتكز الى توفير السعادة للآخرين وتلمس حاجاتهم.