تابعت وحدات مكافحة الإرهاب التونسية حملات التمشيط والاعتقالات في صفوف المحسوبين على التيار السلفي الجهادي، فيما عبّرت بريطانيا عن استعدادها لمراجعة توصياتها لرعاياها بمغادرة تونس إثر هجوم سوسة الإرهابي، في وقت قريب. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية، في بيان أمس، اعتقال «14 عنصراً متشدداً دينياً» من قبل الوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب في منطقة العوينة بتهم تتعلق بالإرهاب وتكوين شبكة لتسفير الشباب لأراضي القتال في سورية والعراق وليبيا. وتمت معظم الاعتقالات في محافظات قابس ومدنين وتطاوين (جنوب)، التي سبق وفقدت مئات من أبنائها بين قتلى ومفقودين بعد مشاركتهم في حروب سورية وليبيا. من جهة أخرى، أعلن السفير البريطاني لدى تونس هاميش كويل إن بلاده تريد مراجعة توصية بلاده لرعاياها بعدم السفر إلى البلاد في أقرب وقت ممكن، مضيفاً أن «رئيس الوزراء (البريطاني) ديفيد كامرون اتصل بنظيره التونسي الحبيب الصيد وقال بوضوح: نحن نريد مراجعة هذه التوصية للمسافرين في أقرب وقت ممكن». ونصحت وزارة الخارجية البريطانية في بيان في 9 تموز (يوليو) الجاري المواطنين البريطانيين بعدم السفر إلى تونس «إلا للضرورة القصوى»، كما نصحت السياح البريطانيين في تونس بالعودة إلى المملكة المتحدة بسبب «احتمال وقوع اعتداء إرهابي آخر كبير جداً». وبعد هجوم سوسة، نشرت تونس أكثر من 1000 شرطي سياحي مسلح في مناطق سياحية ومواقع أثرية، وقال السفير إن لندن «أجرت تقييماً للإجراءات الأمنية الاضافية التي ستكون ضرورية في هذه الوضعية الجديدة وهذا هو ما نعمل عليه مع السلطات التونسية». وأضاف السفير البريطاني: «هناك كثير من الجهود المهمة التي بُذلت، وكثير من مسارات العمل في ما يتعلق بإجراءات حماية المناطق السياحية، ومسارات أخرى من ضمنها بالطبع مراقبة الحدود مع ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى». إلى ذلك، قُتل شخص وجُرح 89 آخرين في اصطدام بين قطارين في ضاحية العاصمة التونسية أول من أمس. وذكرت الوزارة في بيان أن «عدد المصابين إثر حادث اصطدام قطارين في محطة ديبوزفيل بلغ 49 مصاباً من بينهم حالة خطيرة واحدة» توفيت لاحقاً في المستشفى.