هل تشتعل جبهة جنوب لبنان ؟    روسيا: زيارة بلينكن للصين تهدف لتمزيق العلاقات بين موسكو وبكين    الأخضر السعودي 18 عاماً يخسر من مالي    الإبراهيم: تشجيع الابتكار وتطوير رأس المال البشري يسرعان النمو الاقتصادي    النفط يستقر فوق 88 دولاراً.. وأسهم أمريكا تتراجع    «الرابطة» تُدين استمرار الاحتلال ارتكاب جرائم الحرب في غزة    الإبراهيم: إستراتيجياتنا تحدث نقلة اقتصادية هيكلية    الراقي في اختبار مدرسة الوسطى.. الوحدة والفيحاء يواجهان الحزم والطائي    ميندي وهندي والنابت مهددون بالغياب عن الأهلي    إنشاء مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    أدوات الفكر في القرآن    4 نصائح طبية عند استعمال كريم الوقاية من الشمس    الملك يغادر المستشفى بعد استكمال فحوصات روتينية    بيع "لوحة الآنسة ليسر" للرسام كليمت بمبلغ 32 مليون يورو    الأوبرا قنطرة إبداع    في ذكرى انطلاقة الرؤية.. مسيرة طموحة لوطن عظيم    الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز يرعى حفل تخريج طلبة «كلية الأعمال» في جامعة الفيصل    اللهيبي تُطلق ملتقى «نافس وشركاء النجاح»    اللي فاهمين الشُّهرة غلط !    لا تستعجلوا على الأول الابتدائي    مساعد رئيس مجلس الشورى تلتقي بوفد من كبار مساعدي ومستشاري أعضاء الكونغرس الأمريكي    هلاليون هزموا الزعيم    مين السبب في الحب ؟!    مشاهدات مليارية !    أهلاً بالأربعين..    "5 ضوابط" جديدة بمحمية "الإمام تركي"    النفع الصوري    حياكة الذهب    سوناك وشولتس يتعهّدان دعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر" (تحديث)    إجراء أول عملية استبدال ركبة عبر «اليوم الواحد»    زراعة 2130 شجرةً في طريق الملك فهد بالخبراء    166 مليار ريال سوق الاتصالات والتقنية بالسعودية    مسبح يبتلع عروساً ليلة زفافها    "إكس" تطلق تطبيقاً للتلفاز الذكي    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    انطلاق "التوجيه المهني" للخريجين والخريجات بالطائف    "أم التنانين" يزور نظامنا الشمسي    اكتشاف بكتيريا قاتلة بمحطة الفضاء الدولية    «سدايا» تطور مهارات قيادات 8 جهات حكومية    961 مليونا ً لمستفيدي «سكني»    أمير الشرقية: القيادة تولي العلم والتنمية البشرية رعاية خاصة    تحت رعاية وزير الداخلية.. "أمن المنشآت" تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    دورة تأهيلية ل138 مستفيداً ومستفيدةً من برنامج الإعداد للابتعاث    مقصد للرحالة والمؤرخين على مرِّ العصور.. سدوس.. علامة تاريخية في جزيرة العرب    رسالة فنية    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    الإسباني "خوسيلو" على رادار أندية الدوري السعودي    عيدية كرة القدم    تجهيز السعوديين للجنائز «مجاناً» يعجب معتمري دول العالم    جاسم أحمد الجاسم عضو اتحاد القدم السابق ل"البلاد": الهلال يغرد خارج السرب.. وحديث المجالس وضع" هجر" في مهب الريح    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    بعضها يربك نتائج تحاليل الدم.. مختصون يحذرون من التناول العشوائي للمكملات والفيتامينات    تجاهلت عضة كلب فماتت بعد شهرين    قطاع القحمة الصحي يُنظّم فعالية "الأسبوع العالمي للتحصينات"    أمير عسير يواسي أسرة آل جفشر    أمير حائل يرفع الشكر والامتنان للقيادة على منح متضرري «طابة» تعويضات السكن    المجمع الفقهي الإسلامي يصدر قرارات وبيانات في عددٍ من القضايا والمستجدات في ختام دورته ال 23 clock-icon الثلاثاء 1445/10/14    أمير تبوك: عهد الملك سلمان زاهر بالنهضة الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المطوف والمستشار الدكتور مهندس يحيى كوشك: العمل في الطوافة وشاح على صدورنا وتاج على رؤوسنا
نشر في البلاد يوم 30 - 12 - 2011

ذاكرة المهنة كتاب وثائقي من إصدار الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف قدم له معالي وزير الحج السابق الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي الذي عده الأول من نوعه في هذا المجال.
وفي مقدمة الكتاب وعن الرعيل الأول قال المطوف فائق بن محمد بياري رئيس الهيئة التنسيقية إن مهن أرباب الطوائف تزخر بكثير من القامات السامقة من الرجال الذين قاموا على خدمتها على مدى عقود طويلة وواكبوا تطوراتها وشهدوا تحولاتها.
ويضم الكتاب التوثيقي الفخم بين دفتيه لقاءات مع الرواد الأوائل نشرت في نشرة الهيئة الفصلية الرفادة من عام 1427ه إلى 1430ه.
احتوى الكتاب أيضاً على تمهيد عن مؤسسات أرباب الطوائف، حيث تحدث الأستاذ محمد بن حسين قاضي الأمين العام للهيئة عن منظومة المؤسسات ومراحل الطوافة في العهد السعودي الزاهر والواجبات والمهام وغير ذلك مما يتعلق بأعمالها ولجانها.
ذاكرة مهن ارباب الطوائف بصفة عامة، وذاكرة مهنة "الطوافة" بصفة خاصة، تختزن الكثير من الاعلام، وتضم الكثير من الكفاءات الادارية والعلمية والاكاديمية والمهنية في مختلف مجالات العمل في الدولة، الذين خلعوا "عباءة" هذه المناصب الرفيعة ولبسوا "جبة" هذه المهن الشريفة، ليقفوا صفا واحدا مع العاملين في مجال خدمة ضيوف الرحمن، وليعاونوا من يمتهن هذه المهن، ويعملوا معهم يدا بين والذي ينقب في سجل هذه المهن، يجد ان كثيرا من نجوم المجتمع -ان جاز التعبير- والاسماء اللامعة فيه، من اساتذة الجامعات واصحاب المناصب العليا والعلماء والأدباء والمفكرين هم في الاصل مطوفون اوادلاء او وكلاء أو زمازمة، وقد يخفى هذا الجانب على كثير من عامة الناس، بل حتى على المتابعين لمسيرة هذه المؤسسات الحافلة ليس اغفالاً ولا اهمالا، بل تواضعا ورغبة منهم في العمل في صمت، وفي "الظل" بعيدا عن الاضواء، وبهدوء، بلا صخب او ضوضاء.
الطوافة في المقدمة
وفي هذا الصدد ولابراز هذا الجانب، استضافت "الرفادة" في عددها "الثاني" الصادر في السادس من شهر ذي الحجة من عام 1428ه، الموافق الخامس عشر من شهر ديسمبر 2007م، واحدا من هؤلاء الذين شرّفهم الله بخدمة ضيوفه، علم معروف لا يحتاج الى تعريف، فأبحاثه عن بئر زمزم المبارك، وحدها تكفي للتعريف به، انه الاستشاري الدكتور مهندس يحيى حمزة احمد كوشك، عضو مجلس ادارة المؤسسة الاهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي اوروبا وامريكا واستراليا الذي يعد من ابرز من وثق لماء زمزم لتعد مؤلفاته في هذا الشأن من المراجع المهمة والنادرة في هذا المجال كما يعد من القلة التي قامت بأبحاث مستفيضة عنه. التقته "الرفادة" لتجري معه هذا الحوار في مكتبة بجدة، الذي في مستهله بادرناه بسؤال حول مغزى ومضامين وضعه لعضويته لمجلس ادارة مؤسسة مطوفي حجاج تركيا في بطاقة التعريف به الشخصية الخاصة: (Nusiness Card)، وفي مقدمة المناصب الادارية والعلمية والاكاديمية التي يتبوأها في الوقت الحالي، فأجاب وعلامات الارتياح تبدو على ملامحه، العمل في مجال الطوافة بصفة عامة وفي مجال خدمة ضيوف الرحمن شرف لا يدانيه شرف ووشاح على صدورنا وتاج على رؤسنا، نعتز به ونقدمه على ما سواه من مناصب دنيوية زائلة، فلقد تعودنا من آبائنا واجدادنا ان نقدم لقب (مطوف)، على كل الالقاب، وان نضع مهنة (الطوافة)، في مقدمة المهن، وذلك بسبب اننا نشأنا وترعرعنا في بيئة مكة المكرمة التي هي بيئة حج وعمرة وحجاج ومعتمرين، لتتفتح عيوننا وتشنف آذاننا هذه الالقاب والمسميات التي غلبت على كل المسميات الاخرى، فكنا نسمع العم المطوف فلان، والخال الزمزمي علان، وابن العمل الدليل فلان، وابن الخال الوكيل علان، رغم ان هؤلاء كانوا ذوي صفات ومناصب اخرى، فكان منهم التاجر ورجل الاعمال والثري والمعلم والمهندس والطبيب، ولكن لم يكن احد يناديهم بهذه الالقاب والمسميات انما كانوا يتسمون بأسماء هذه المهن الشريفة، ويواصل المطوف يحيى كوشك حديثه قائلا: "فلا غرو ان نسير نحن على هذا النهج، ونتبع خطى الاجداد والآباء والاعمام، لنُكنى بهذه الالقاب ونتشرف بحملها، ونقدمها على ما سواها من مسميات".
علاقة قديمة
ورداً على سؤالنا حول علاقة اسرة الدكتور مهندس يحيى كوشك التاريخية بالطوافة، قال سعادته: "ان الباحث في تاريخ هذه المهنة الشريفة، والمتمعن في نشأتها، والمتابع لمسيرتها، يلحظ ان الحاجة والظروف هما العاملان اللذان اسهما بشكل كبير في ان يمتهنها اهالي مكة المكرمة، فالحجاج الوافدون الى الرحاب المقدسة، في ذلك الوقت، كانوا يحتاجون الى من يستقبلهم ويستضيفهم ويرشدهم ويوجههم ويقوم بخدمتهم ويسهر على راحتهم، لعدم وجود مؤسسات او هيئات تقوم بهذه المهام، وهكذا بدأ امتهان المطوفين لهذه المهنة الشريفة، التي اعتبروها واجباً دينيا وخدمة انسانية في المقام الاول والاخير، ليستمروا في ممارستها، ويصبحوا هم ادرى من غيرهم باصول هذه المهنة الشريفة: الا وهي خدمة الحجيج، وليطوروا من انفسهم ويتزودوا بالعلوم الشرعية، وليلم اغلب المطوفين باحكام مختلف المناسك لان كل همهم ان يؤدي الحاج مناسك الحج حسب مذهبه الذي يتبعه من المذاهب الاربعة وعلى اصولها". ويضيف الدكتور مهندس كوشك بقوله: "اما علاقة اسرتي التاريخية بالطوافة فهي علاقة قديمة جدا توارثها الآباء من الاجداد لتنتقل الينا نحن الذين بدورنا سننقلها الى ابنائنا. وهكذا.. فعلاقة اسرتي وارتباطها بمهنة الطوافة علاقة تاريخية تمتد الى ما قبل توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وقد منح الحكام السابقون (آل كوشك) تقارير بتخصيص حجاج كل من تركيا وروسيا لهذه الاسرة".
مكانة المطوف
تحدث المطوف الدكتور مهندس يحيى كوشك حول بداية ممارسته لمهنة الطوافة, وذكرياته معها ومع الحجاج، قائلا في هذا الخصوص: "كان والدي -يرحمه الله- يمارس مهنة الطوافة، فكان عند وصول الحجيج الى مكة المكرمة وبمجرد وصولهم يصطحبهم بنفسه الى الحرم المكي الشريف ليطوفوا حول الكعبة الشريفة ويسعوا بين الصفا والمروة، ويعلمهم اصول المناسك، ويلقنهم جميع العبارات والادعية التي تقال في ذلك المطاف الكريم، ويتلو امامهم الادعية التي يبتهلون بها عند مقام ابراهيم وبين زمزم والحطيم، ثم يعود بهم الى المنزل ليتناولوا وجبات الطعام والمرطبات والعصيرات والشاي والقهوة، ويستطرد المطوف الدكتور مهندس يحيى كوشك قائلا: "لقد كان أهالي مكة المكرمة يخلون ديارهم ومنازلهم في موسم الحج ليسكن فيها الحجاج، ويقيمون هم في غرف محدودة باسطح منازلهم، كما كانوا يقومون بكل الخدمات، مثل اعداد وتجهيز الطعام والشراب وتوفير باقي مستلزمات الحجيج، فكانوا يقومون على خدمة الحجاج الموجودين لديهم على الوجه الاكمل، لذا فقد كان للمطوف -ولا يزال- مكانته ومنزلته الكبيرة في نفس الحاج، وكان يعد من الاعيان اصحاب الشأن العظيم والمكانة الكبيرة لدى ضيوف الرحمن، ولهذه الاسباب كان للطوافة اثر كبير في شخصيتي، بل كانت هي الدافع الاساس لتوجهي نحو التعليم والدراسات الهندسية والابحاث، خاصة ابحاثي عن بئر زمزم، هذا الماء النفيس المبارك".
تطور كبير
وواصل المطوف يحيى كوشك حديثه حول نشأت وقيام هذه المهنة، واجاب عن سؤال حول ما يجري الآن في ساحة مهن ارباب الطوائف من تطورات، كما علّق على ما يلحظه الجميع من قيام مهنيين واكاديميين واساتذة جامعات، بقيادة العمل في مؤسسات ارباب الطوائف، قال المطوف كوشك: "بعد هذه الرحلة التي تعكس لمحة سريعة عن قيام مهنة الطوافة، تطور العمل في هذه المهنة بصفة خاصة، وفي مهن ارباب الطوائف الاخرى بصفة عامة تطورا كبيرا، وقفز قفزات هائلة بقيام مؤسسات ارباب الطوائف، التي نقلت العمل في هذه المجالات من العمل الفردي الى العمل الجماعي المؤسس، الذي يهدف الى الارتقاء بهذه المهن، وتقنينها وبلورتها، وصهر جهود العاملين فيها في بوتقة واحدة، والقيام بتحولات جذرية في نظامها الاساسي، بإلغاء السمسرة، والغاء السؤال، وتوزيع الحجاج على المطوفين حسب متوسط الثلاث السنوات التي سبقت قرار لجنة الحج العليا ووضع حد ادنى (مائة حاج) لمن لم يفد اليه حجاج، والحد الاعلى (300) حاج". ويضيف بقوله: "وإجابة عن سؤالك حول ما يجري الآن في ساحة مهن ارباب الطوائف من تطورات، وما يلحظه الجميع من قيام مهنيين وأكاديميين واساتذة جامعات، بقيادة العمل في مؤسسات ارباب الطوائف. فنعم.. نعم هذا امر واضح وجلي ولا يخفى على احد، وهو دليل حي وملموس على ان المطوفين وارباب المهن الاخرى قد اتاحوا الفرص لابنائهم المتسلحين بالعلوم والمعارف والمؤهلات الدراسية العليا من حملة الماجستير والدكتوراه للعمل في جميع مجالات هذه المهن الخدمية، حتى يستطيعوا تقديم الخدمة للحاج باحدث الأساليب العلمية واستخدام تقنية العصر في هذه المجالات المتعددة والمختلفة، ولقد كان هذا هو الهدف الأساس من ممارسة ابناء هذه الطوائف من الأكاديميين والمهندسين والاطباء واساتذة الجامعات لمهن آبائهم واجدادهم من ارباب الطوائف".
الواجبات والخدمات
وعن أهم الخدمات التي تقوم مؤسسات الطوافة بتقديمها لضيوف الرحمن: تحدث سعادته قائلا: "لقد صدر عن الهيئة التنسيقية لمؤسسات ارباب الطوائف، مطويات مصدرها التعليمات المنظمة لشؤون الحج التي تصدرها وزارة الحج - تضمنت الواجبات والخدمات التي تقدمها مؤسسات الطوافة بمكة المكرمة للحجاج، والتي في مقدمتها استقبال الحجاج، وتكليف مندوبين عنها لاصطحاب حجاجهم الموزعين عليها، والتوقيع على البيانات المعدة لذلك، لايصالهم الى مقر سكناهم من مراكز التوجيه في مداخل مكة المكرمة، كما ان عليها الترحيب بهم وتكريمهم وتزويدهم بالمعلومات الوافية، ومساعدتهم في البحث عن السكن المناسب، والانتقال للمكان المعد لسكنهم، وكذلك نقل امتعتهم من واسطة النقل التي قدموا عليها الى مقر سكنهم، والاشراف على راحتهم، وتفقد احوالهم طيلة اقامتهم بمكة المكرمة، وتخصيص العدد الكافي من العاملين لديها لتطويفهم". ويمضي قائلا: "ومن هذه المهام والواجبات كذلك، ارشاد الحاج إلى امور دينه، ومعاونته عليها، وتكليف من يصطحبه في الطواف والسعي وبقية مناسك الحج، بما ييسر للحاج اداء نسكه على الوجه الصحيح، والتعاون مع المسؤولين عن توعية الحجاج، بما يساعدهم على ممارسة واجباتهم، وان يوجههم الى ما حث عليه ديننا الحنيف بالتمسك بالنظافة الكاملة، كما تقوم هذه المؤسسات، بارسال مندوبيها بصفة مستمرة الى مكاتب ارشاد التائهين التابعة لوزارة الحج، لاستلام حجاجهم واصطحابهم الى قر سكناهم، وكذلك بالنسبة للمشاعر المقدسة في عرفات ومنى، واحضار وسائط النقل المقررة للحجاج في الاوقات المناسبة لصعودهم الى عرفات ونفرتهم منها الى مزدلفة ثم منى ومكة المكرمة، وذلك بالاجور المقررة، وارشاد حجاجهم الى مقر خيامهم المعدة لنزولهم بمنى وعرفات، وكذلك سكنهم بمكة المكرمة بعد النزول، وتزويد كل حافلة بمندوب من مجموعة الخدمات الميدانية، اثناء رحلاتها، ليعاون السائق في تحديد مقار الحجاج والوصول اليها، وليكون عونا للحجاج في كل الاحوال والظروف".
أبحاث زمزم
سألت المطوف يحيى كوشك عما قام به من أبحاث ودراسات متميزة وفريدة عن زمزم وبئر زمزم، وهل توقفت هذه الأبحاث والدراسات أم لاتزال مستمرة؟ كما سألته عن علاقته الحالية بالطوافة ومؤسسات الطوافة، وهل أثرت طبيعة اعماله ومشاغله العديدة وارتباطاته الكثيرة على تفرغه لمهنة الطوافة، ومتابعتها فأجاب بقوله: "أحببت بئر زمزم، وأحببت أن أقدمه للناس مقروءاً ومرئياً، وقد قمت بأبحاث ودراسات تاريخية وهندسية وجيولوجية وأثرية، كان هدفها إرواء نهم المتشوقين إلى التزود بالمعرفة عن هذا البئر المقدس، ولا زلت اهتم ببئر زمزم حتى الآن، حيث إنني أعمل الآن مستشاراً لمعالي وزير الحج لدى مكتب الزمازمة الموحد".ويواصل: " وحول علاقتي الحالية بالطوافة ومؤسساتها، ومدى تأثير طبيعة أعمالي ومشاغلي العديدة، وارتباطاتي الكثيرة على تفرغي لمهنة الطوافة ومتابعتها، فأجيب وأقول إنني في الوقت الحالي عضو مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا واستراليا للدورة الثانية على التوالي، وبالفعل تؤثر أعمالي الأخرى على تفرغي التام لهذه المهنة الشريفة ومنحها جزءاً كبيراً من وقتي، ولكنني أحاول جاهداً أن أوفق بين أعمالي المهنيدة ومسؤولياتي بالطوافة".
موقف طريف
وختمت هذا الحوار الممتع والرحلة الطويلة في ذاكرة المطوف الدكتور مهندس يحيى حمزة كوشك، عضو مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا واستراليا بسؤاله عن موقف طريف أو محزن حدث له مع الحجاج أثناء ممارسته لهذه المهنة، ولا يزال عالقاً بذاكرته، وبسؤال ثانٍ حول علاقة أسرته الحالية بالطوافة والمطوفين ومؤسسات الطوافة، فقال بابتسامة كبيرة: " في عام من الأعوام - لا اتذكر تاريخا بالتحديد - وفي موسم من مواسم الحج كان الجو حاراً جداً، وكنا مع الوالد - يرحمه الله - والحجاج المسند إلينا مسؤوليتهم في مشعر عرفات، ومن شدة الحر وارتفاع درجة الحرارة، اضطررنا إلى غمس الاحرامات العلوية في الماء، ثم وضعها على اجسامنا لتبريدها ونحن جالسون في الخيام، وبعد صلاة العصر هبت رياح شديدة جداً، اسقطت جميع الخيام في ذلك اليوم، ثم هطلت أمطار غزيرة مع برد كبير الحجم، فأعطتني والدتي قدر ألمنيوم كبير الحجم، لاضعه فوق رأسي اثناء تنقلي بين الحجاج، وكان البّرد الذي يسقط فوق القدر يحدث أصواتاً مزعجة وقوية بطبيعة الحال، ولكنه حمى رأسي من البرد، وجعلني استطيع التنقل بين خيام الحجاج لخدمتهم ومساعدتهم" ، ويختتم بقوله: "ورداً على سؤالك حول علاقة أسرتي الحالية بالطوافة والمطوفين ومؤسسات الطوافة، ومن منهم يمارس هذه المهنة حالياً، فأود أن أوضح - وكما هو معلوم للجميع - أن آل كوشك جميعهم مطوفون، والكثير منهم يمارسون مهنة الطوافة في الوقت الحالي، كما أنني وابن أخي الدكتور نبيل عبد القادر كوشك - وكيل جامعة ام القرى في الوقت الحالي - اعضاء في المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا واستراليا في الوقت الحاضر".
السيرة الذاتية
المعلومات الشخصية
الاسم: يحيى حمزة أحمد كوشك
مكان الميلاد: مكة المكرمة
تاريخ الميلاد : 21- 7 - 1941م
المؤهلات العلمية
تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي بالمدرسة النموذجية بالطائف
التحق بكلية الهندسة بجامعة "عين شمس" بالقاهرة
انتقل الى الرياض ، وحصل على "البكالوريوس" في الهندسة من جامعة الرياض عام 1967م
حصل على الماجستير في الهندسة المدنية والصحية من جامعة واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية عام 1970م
حصل على الدكتوراه في العلوم الهندسية عام 1988م
حصل على الدكتوراه في "الطب الطبيعي" من جامعة لنجستون الأمريكية، بولاية هونولولو عام 2003م.
حصل على دورات في طرق العلاج البديل من أمريكا والمانيا واسبانيا.
حصل على الدكتوراه الفخرية في الطب البديل من الجامعة العالمية المفتوحة للطب المكمل بسيريلانكا كولومبو في نوفمبر 2004م
الوظائف السابقة
عمل مهندساً مدنيا بوكالة وزارة الداخلية لشؤون البلديات.
عمل وكيلاً لأمين العاصمة المقدسة للشؤون الفنية.
عمل مهندساً مشاركاً في الشركة الاستشارية واطسون العربية السعودية
عمل مديراً عاماً لمصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة الغربية، بقرار من مجلس الوزراء بتاريخ 1-7- 1397ه وأحيل الى التقاعد بناء على طلبه بتاريخ 1- 6 - 1401ه.
عمل نائباً لرئيس مجلس إدارة "عكاظ" وعضوا في مجلس إدارتها في الفترة من عام 1398ه، الى 1402ه.
كان عضواً لمجلس إدارة اللجنة الهندسية بالرياض ، من 3 - 4 - 1409ه، الى 1418ه.
عمل نائباً لرئيس اتحاد الاستشاريين من الدول الإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.