تجبرنا الظروف والأوضاع من حولنا أحيانا على الكتابة عن أمور كثيرة قد لا يستهوينا التطرق إليها، لكنها تخلق فينا الرغبة في أن نرسم حروفا تنطق بما يدور في خلدنا. فما يحدث الآن في العالم العربي والمسلم وأعداد القتلى والجرحى التي توافينا بها القنوات الإخبارية في كل لحظة لشيء يدمي القلب، لكن الحقيقة الأكثر إيلاماً هي حين يكون القاتل والمقتول إخوة سواء في الدين أو العروبة أو الإنتماء إلى ثرى الوطن، و أتعجب من قسوة البعض أو قدرتهم على نسيان أو تجاهل انسانية الآخر لتحقيق أهداف معينة .. وإن حدث فهل تصل إلى الدهس والقتل ..إنه الشر بعينه! لكن هذا لا يعني أننا لا نواجه شروراً في حياتنا اليومية، فحتى الشرور لها أنواع وألوان وأسماء وأحجام! لكن ما استوقفني مؤخراً هو داء "الحسد" المتفشي لدى البعض في المجتمع، وفكرة "إن لم أكن أنا فلن يكون غيري" التي سيطرت على الكثير بشكل مخيف! فتجد على سبيل المثال زميلاً لك يقف حجر عثرة أمام تنفيذك لقائمة من أهم مهامك حتى لا تحقق نجاحاً جديداً يذكر في مسيرتك الوظيفية وبالتالي تتم ترقيتك، ليس لأنه يكرهك أو يغار منك بل لأنه لم يستطع تحقيق أي شيء، ربما لضيق أفقه أو لعجزه أو لضعف همته وتخاذله لذا فهو لن يسمح لك بتحقيق ما عجز هو عنه! وإن لم يستطع أن يقف في طريقك فسيلجأ لطرق أخرى، كأن يتحدث عنك بسوء أمام الآخرين ليشوه صورتك.. منطق غريب! إن هذا الشخص لا يقل قسوة عمن قتل أو دهس أو ذبح، فالحسد إلتف حول قلبه وجرده من انسانيته و مشاعره وأصبح كغشاء أعمى بصيرته فلم يعد يرى سوى الشر.. لكن وبما إننا نعيش في عالم واحد، وندرك حقيقة أن العلماء لم ينتهوا حتى الآن من تهيئة القمر وخلق ظروف مناخية مناسبة لبناء حياة جديدة هناك، فنحن لا نملك إلا التعايش مع هذه الفئة والإحسان إليها مهما بلغ سوءها ، فربما نكون سبباً في إذابة جليد الحسد وإحياء الإنسانية في قلوبهم من جديد. *كاتبة إعلامية