تصوير - إبراهيم بركات .. وسط حضور مميز في جامعة الملك عبد العزيز بجدة وبحضور معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الاعلام السابق ومعالي الدكتور محمود سفر وزير الحج السابق ومعالي الدكتور اسامة طيب مدير جامعة الملك عبد العزيز ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات والطلبة والطالبات تحدث صاحب السمو الملكي الامير تركي الفيصل عن منهج "الاعتدال" وفي البداية تحدث سموه عن مفهوم الاعتدال في معاجم اللغة العربية ثم تحدث عن الاعتدال في المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه وكيف كانت كلماته الاولى منذ توليه الحكم موجهة لكافة المسلمين بدعوتهم الى البر والتقوى وكل شيء يحتاج الى الاصلاح والدعوة الى جمع كلمة المسلمين وعدم تفرقهم ومراعاة الله في امورهم والبر والتقوى في كل شيء يحتاج الى الاصلاح وناشد الامة بقول الله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". وقال إنه منذ بدأ الملك عبد العزيز ملحمة التوحيد استدعى شيخاً سنياً من مصر ليؤم المسلمين في المسجد الحرام وبدأنا نراه يؤسس للوحدة الوطنية يدعو للوحدة، كما واجه غلو بعض المقربين اليه باللين وليس العنف وعندما تحداه البعض دعا الى المؤتمرات الشعبية وانتصرت حجته عليهم وصمدت الوحدة التي طلبها وعندما جاء الملك فيصل بن عبد العزيز بدأ ينشر بعض قوات الحرس الوطني والشرطة في بعض المناطق لحماية الطالبات عندما بدأت الفتاة التعليم في المملكة واعلن الفيصل أننا ننشد السلام العالمي ونؤيد "نزع السلاح" وتجنب الاسحلة الفتاكة وحل القضايا الدولية بالعراق السلمية والحق والعدل ، واشار الى ان الملك فهد بن عبد العزيز "يرحمه الله " اعتمد النظام الاساسي للحكم وان المجتمع السعودي يقوم على تعزيز الوحدة الوطنية، وان القضاء سلطة مستقلة "لضمان الاعتدال" كما انه حدد مسؤولية الحكومة تجاه حقوق الانسان وانشأ مؤسسة حكومية لحقوق الانسان. واحكم الرقابة على الاجهزة الحكومية واعطى الفرصة لعمل المرأة وفق الشريعة الإسلامية وتبنى الخطاب الوسطي في الاعتدال وانقاذ شبابنا من الافكار المدمرة واكد الملك فهد يرحمه الله بأن الوطن للجميع وان المواطنة الصالحة شريكة في صنع المستقبل وأن من اوجب الواجبات مواجهة ضيق الافق مشيرا الى اننا جزء من هذا العالم ولايمكن ان نرضى بمقاعد المتفرجين خاصة وأن هذا البلد يقع في قلب الامة الاسلامية ومهد العروبة والإسلام ثم انتقل المحاضر الأمير تركي الفيصل ليتحدث عن هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي وضع اسساً للحوار الوطني ، وشرع للاصلاح الاقتصادي واعاد العمل المنهجي من خلال المجلس الاعلى لشؤون البترول واعتماد هيئة البيعة والمحكمة العليا وكل هذه الاعمال تصب في الدفع بالاعتدال منهجاً وسلوكاً وقولاً ومقاومة ذوي الفكر الاهوج كما اعتمد الملك عبد الله بن عبد العزيز منهج المناصحة كل ذلك تطبيقاً ميدانياً لمبدأ الاعتدال ثم استعرض عددا من كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي تظهر أهمية الاعتدال ومواجهة الفكر المنحرف - واشار- الى اننا نتطلع ان يقوم الفقه الاسلامي بدور مهم في نشر الاعتدال والتسامح وتحقيق الوحدة التي تتحقق بالايمان والاخلاص واشار الى ان دعوة أبي متعب لحوار الأديان هو محور الارتكاز في منهج الاعتدال ودعوة المسلمين للحوار أمام المؤتمر الاسلامي العالمي في مكةالمكرمة يصب في هذا الاتجاه .. في محاولة أن تقول للعالم اننا صوت عدل وقيم انسانية وصوت تعايش وصوت جدال بالتي هي أحسن " وجادلهم بالتي هي أحسن" كما استعرض بعض نصوص كلمات خادم الحرمين الشريفين في المؤتمرات العالمية التي تؤكد ان الاسلام هو "دين الاعتدال". الحوار ثم دار حوار الطلاب وطرح الطالب مصعب الحربي حول دور الاعلام في تأصيل منهج الاعتدال وأكد الامير تركي الفيصل الدور المهم للاعلام وأن المملكة تعاني من التقصير في طرح الصورة الحقيقية عنها في الخارج لأننا تربينا على عدم المفاجرة او التباهي واشار الى جهود الدكتور محمد عبده يماني عندما كان وزيرا للإعلام في هذا المجال وطرحت الدكتورة سلوى الغامدي وكيلة كلية الاداب سؤالاً حول دور السفارات للتعريف بمبدأ الاعتدال خارج حدود الوطن عن طريق اساتذة سعوديين أكاديميين. تعليق على المحاضرة من جانبه قال الاستاذ الدكتور حسن بن محمد سفر استاذ السياسية الشرعية والانظمة وعضو مجمع الفقه الاسلامي العالي تعليقا على هذه المحاضرة القيمة بقوله : اتسمت المحاضرة القيمة بالوضوح والشفافية مبينة القواعة التأسيسة للاعتدال منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز الى عهد الملك عبد الله حفظه الله الذي اعطى الانطلاقة العصرانية لمفهوم الاعتدال القائم على الحوار. واعطى الملك جل الوقت لهذا الملف المهم ملف حوار الحضارات وتقريب وجهات النظر بين العالم الاسلامي والغربي لصالح الانسانية. والمحاضرة شيقة وبسيطة وحبذا لو يفعل نقل مفاهيم الحوار والاعتدال من خلال محاضرات في الخارج من قبل المتخصصين الاكاديميين بالتعاون مع سفارات المملكة.