(ما يمدح السوق إلا من ربح فيه) هي العبارة التي نسمعها عندما تنقسم أراء الناس حول قرار فترى بعضهم يؤيده قلباً وقالباً رأياً و(تحريشاً) واستمتاعاً بالشماته وترى آخرين يتبنون الجهة المقابلة اعتراضاً ونياحاً وتعوداً على اللطم. في قضية فك ارتباط قناة أبو ظبي مع الدوري السعودي تجلت ظاهرة مع وضد بشكل غريب وبعيد عن المهنية من خلال تباين أراء الزملاء الأعلاميين في استفتاءات جوالية ماراثونية أكاد أجزم أن جميعهم أقدم عليها بدافع الفضول من جهة وحذرا من الخروج عن اتجاه القطيع خوفا من عصا الراعي من جهة أخرى لم يكن السؤال الذي يوجهونه هل أنت مع قرار الإقصاء أم ضده سؤال بريء لدي الكثيرين منهم بل كان سؤالا دافعاه إما مبدأ السير بجانب الحائط خوفا أو انحيازا للمنتصر انتهازا لرسم خطوط المستقبل الشخصي وأما الأمانه (محد شايفني) وأما مهنية الصنعة ( حط بالخرج) وأما مواقف الرجال (يقولوا جبان ولا يقولوا الله يرحمه). من المنتصر ومن الخسران في قضية كهذه ..؟ سؤال سيجيب عليه المستقبل القريب الذي سيتجلي من خلاله جملة من الانطباعات عن واقعنا الخالي من الثقه والمكتنز بضبابية الرأي والاستثمار والإنجاز. قناة أبو ظبي دخلت بيتنا الرياضي من الباب تخطب ود كرتنا الجميلة صاحبه العيون الوساع على سنة الاستثمار وأصولة ليتم قذف عريسها من الشباك بعد أن دفع مهرها وحضر شهودها وأعلن زفافها وإعجاب أهل الدار بخاطبها. الحقيقة لا أقول ذلك تعاطفا مع قناة أبو ظبي بقدر ماهو رأي يحملني على البوح به أمانة القلم من واقع الإضافة الكبيره التي قدمتها هذه المؤسسه لدورينا وهي اللمسات السحريه التي لم ألمسها أنا لوحدي بل كافه جماهير الكرة التي سئمت الأداء المهني الركيك والمنحاز والموجه والمبيت بليل لقنواتنا التي لم نرى منها الجديد دهرا من الزمن تابعت مع الكثيرين برنامج خط الستة الذي من خلاله تمخض قرار هذا الإقصاء والحقيقة أني لا أخفي استغرابي من ردة الفعل تجاه حلقتة الشهيرة التي تجاوزت المبالغة إلى الجور بل ولا أتردد في نقد قراره من خلال زاويتين كانت سبباً في قتل المنطق وولادة سؤالين أولهما كيف لرأي ضيف أستوديو هو مواطن يفصح عن رأيه في رياضة بلده يذهب ضحيته مؤسسة كاملة تتمثل في قناة مستثمرة ..؟ ثم بعد هذا كيف لحكم إعدام أن يصدر بحق شريك دون حتى أدنى حق للدفاع عن النفس أو التوضيح ..؟ كتبت سابقا بعض الأراء الخاصة بي عن خط الستة كبرنامج كما وقلت رأياً في ضيوف هذا البرنامج من الزملاء من زوايا نقدية بحتة اختلفت من خلالها مع توجهات ونهج بعضهم ولازلت ولم أنس في كل مرة أن أصف مدى إعجابي بنجيب كقدرة إعلامية مميزة. إلا أن كل هذا يبقى مجرد رأيا مقابل رأي أخر لا يمكن لأحدهما إلغاء الأخر وعليه فإني أرى في احترام أراء زملاء الخط داخل الستة أو خارجه انتصارا ليس لهم بل هو انتصار لي ولزملاء المهنه الأخرين بل وحفاظا على حقوق الإعلاميين وهي الحرب التي يجب أن نخوضها للحصول على مساحة أكبر من حرية الرأي برفضنا مصادرة ما يقول الآخرون. أعجبني الزميل الدويش وهو يقول ما معناه (لن ننخ) وهو الشعار الذي يجب أن يرفعه كل كاتب عمود ومحلل رفضاً لتبعية الصحافة لنعلن من خلالها استقلال آرائنا كإعلاميين ولعل في ذلك إجهاضاً لتلك المقوله الخاطئة التي يرددها البعض جهاله ودون علم ألا وهي (الإعلام شريك). عزيزي الزميل اختر عباراتك فأنت لست شريكا في نصر أو خسارة بل أنت بقعة ضوء تكشف جانباً مظلماً في زاوية ما ومجهر يضع الحروف الصغيرة والمبهمة مابين السطور كبيرة ومفهومة أمام القارئ والمشاهد على حد سواء. عزيزي الزميل أنت لست شريكاً لأحد ولست قاصراً كي يملى عليك ما تكتب فهل عرفت الان الى ماذا قادك حجب نصف مقالك وتنقيح نصفه الاخر دون اعتراض منك ..؟ عزيزي الزميل قل رأيك دون خوف أو أترك قلمك جانباً كي لا تسيء لزملاء لك آخرين يحترمون أنفسهم. عزيزي الزميل كف عن التحريش والاصطياد في الماء العكر،وكف عن التلذذ بحوادث الآخرين ولا تكن بوقاً شبيهاً بذلك (السيفتي) على متن سيارة الإسعاف والذي وإن فتحت أمامه كل الإشارات إلا أن صوته مزعج ونذير مصيبة يكرهها الناس. عزيزي الناقد أحسن الله عزاءك في الرأي الآخر فقد كان نعم الرفيق والناصح الأمين قبل وفاته.