شهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً جديداً أمس (الاثنين)، مع استمرار القوات الإسرائيلية في خروقات اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، حيث طال القصف مناطق متفرقة في شمال وشرق وجنوب القطاع الفلسطيني. وأفاد شهود عيان بأن القصف المدفعي استهدف المناطق الشرقية لحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، إضافة إلى مناطق شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، في حين شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات على عدة أهداف في مدينة خان يونس جنوب القطاع، مستخدمة عدة صواريخ بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الدبابات والآليات العسكرية على ما يعرف ب"الخط الأصفر"، وهو الشريط الحدودي الذي يمنع الجيش الإسرائيلي الاقتراب منه. وفي محافظة رفح، لم تتوقف الغارات الإسرائيلية، إذ استهدفت الطائرات الحربية عدة مواقع في المدينة، بينما سُمِع إطلاق نار عنيف من الدبابات والآليات المتمركزة على طول محور فيلادلفيا. وفي حي الجنينة شرق رفح، استهدف الجيش الإسرائيلي المنطقة بخمسة صواريخ على الأقل. كما طال القصف المناطق الشرقية في مدينة غزة، وتحديداً حي الشجاعية، بالإضافة إلى مناطق شرق مخيم جباليا شمال القطاع، حيث أقامت القوات الإسرائيلية وحدة عسكرية لأغراض الاستطلاع والتصوير بالقرب من موقع "الإدارة المدنية". ويأتي هذا التصعيد في وقت يعيش فيه أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة وسط أنقاض ما تبقى من المدينة، التي دُمر نحو 80% من أبنيتها منذ اندلاع الحرب، مع استمرار التباين الكبير بين الطرفين حول الخطوات التالية. وتطالب إسرائيل بنزع سلاح حركة حماس ومنعها من أي دور إداري مستقبلي في غزة، بينما تصر الحركة على الاحتفاظ بأسلحتها، مطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع، في ظل فشل المفاوضات في التوصل إلى اتفاق يضمن استقراراً طويل الأمد.