تواصلت في مدينة شرم الشيخ المصرية أمس (الأربعاء)، المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل برعاية إقليمية ودولية مكثفة، في إطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ الهادفة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين لدى الجانبين. وأعلن المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، أن الحركة وإسرائيل تبادلتا عبر الوسطاء قوائم الأسرى المطلوب الإفراج عنهم وفق المعايير والأعداد المتفق عليها، مؤكداً أن الوسطاء "يبذلون جهوداً كبيرة لإزالة أي عقبات أمام تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أجواء من "التفاؤل والإيجابية" تسود أروقة المحادثات. ووصل إلى شرم الشيخ مبعوثا الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر للمشاركة في جولة المباحثات الجديدة، إلى جانب وفود من قطر وتركيا ومصر، وبحضور وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ورؤساء أجهزة المخابرات في الدول المعنية. وجاءت الزيارة عقب اجتماع عقده ترمب في واشنطن مع فريقه للأمن القومي لمتابعة تطورات مفاوضات غزة، مؤكداً أن اليومين المقبلين سيكونان "حاسمين" للتوصل إلى اتفاق نهائي. وقالت مصادر: إن القضايا العالقة في المفاوضات تشمل خرائط الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة، والإفراج عن شخصيات فلسطينية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، إضافة إلى ترتيبات تسليم جثامين المحتجزين وتحديد عدد الشاحنات الإغاثية اليومية، التي تطالب حماس بدخولها إلى القطاع، والمقدّرة بنحو 400 شاحنة. وأكد كبير مفاوضي حماس خليل الحية، الذي نجا في سبتمبر الماضي من محاولة اغتيال في العاصمة القطرية، في تصريحات تلفزيونية، أن الحركة "تطالب بضمانات دولية حقيقية من الرئيس ترمب والدول الراعية لضمان إنهاء الحرب بشكل دائم"، مشدداً على أن إسرائيل "لم تلتزم تاريخياً بتعهداتها". من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه للخطة الأمريكية، معتبراً أنها تحقق أهداف إسرائيل من الحرب، مؤكداً في خطاب متلفز أن حكومته "ماضية في استعادة جميع المحتجزين وتحقيق الأمن للإسرائيليين". وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل حملتها العسكرية المكثفة على قطاع غزة، حيث أفادت مصادر طبية بمقتل 12 فلسطينياً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في وقت تعاني فيه مناطق واسعة من دمار هائل وأزمة إنسانية غير مسبوقة دفعت الأممالمتحدة إلى إعلان المجاعة في شمال القطاع.