يتجه المشهد السوري نحو منعطف لافت هذا الأسبوع، مع إعلان المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية السورية أمس (الأحد)، أن الرئيس أحمد الشرع غادر دمشق متجهاً إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في أول حضور لرئيس سوري على منبر المنظمة الدولية منذ أكثر من خمسة عقود. ويشارك الشرع في أعمال الجمعية العامة المقررة بين 23 و30 سبتمبر الجاري، برفقة وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني ووفد دبلوماسي رفيع. ومن المتوقع أن يلقي كلمة أمام قادة وزعماء العالم، ويعقد لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء الدول والوفود، إلى جانب المشاركة في فعاليات خاصة. ويكتسب هذا الحضور رمزية تاريخية؛ إذ يعد الشرع أول رئيس سوري يعتلي منبر الأممالمتحدة منذ عهد الرئيس الأسبق نور الدين الأتاسي (1966-1970)، بعد حرب يونيو 1967 مع إسرائيل. بالتوازي مع ذلك، شهد الملف الداخلي السوري تصعيداً سياسياً وإعلامياً، بعدما نفت وزارة الدفاع السورية اتهامات وجهتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للجيش السوري بالمسؤولية عن قصف قرية أم تينة في ريف حلب الشرقي. وأوضحت الوزارة أن"قسد" استهدفت السبت عدة قرى في المنطقة، وأن صواريخ أُطلقت من إحدى راجماتها باتجاه قرية أم تينة، مؤكدة أن الجيش لم ينفذ أي قصف هناك. وأضاف البيان أن "قسد تواصل استهداف المدنيين بشكل ممنهج"، مشيراً إلى ارتكابها مجزرة في قرية الكيارية بتاريخ 10 سبتمبر أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. يأتي هذا التوتر على الرغم من الاتفاق الذي وقع في 10 مارس الماضي بين الرئيس الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي، والذي نص على دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري الجديد وضمان حقوق جميع المكونات السورية، غير أن الاتفاق واجه عقبات حالت دون تنفيذه بشكل كامل، رغم استمرار قنوات التواصل بين الجانبين خلف الكواليس. وبينما تترقب الأنظار كلمة الرئيس الشرع أمام الجمعية العامة في نيويورك وما قد تحمله من رسائل بشأن مستقبل سوريا ودورها الدولي، يستمر الداخل السوري في تسجيل تحديات أمنية وسياسية تعكس تعقيدات المرحلة الراهنة.