أعلن رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، أمس (الأحد)، استقالته من منصبه بعد أقل من عام على توليه السلطة، وذلك عقب خسارة حزبه، الحزب الليبرالي الديمقراطي، غالبيته في مجلسي البرلمان، في ضربة قوية للائتلاف الحاكم. وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "إن.إتش.كيه" أن قرار الاستقالة جاء لتجنب الانقسام داخل الحزب الديمقراطي الحر الحاكم، وسط ضغوط سياسية متصاعدة بعد تراجع الدعم الشعبي. وقال إيشيبا في بيان له:"قررت الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب الليبرالي الديمقراطي"، في خطوة تعكس محاولة لتفادي توتر داخلي داخل الحزب الذي يهيمن على الحياة السياسية اليابانية بشكل شبه متواصل منذ عقود. ومن المقرر أن يصوت نواب الحزب الديمقراطي الحر اليوم على إمكانية إجراء انتخابات استثنائية لاختيار قيادة جديدة للحزب. ويأتي هذا القرار السياسي بعد خسارة الائتلاف الحاكم أغلبيته في مجلس المستشارين خلال الانتخابات التي جرت في يوليو الماضي، وسط استياء الناخبين من ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع القدرة الشرائية. ويعد هذا النكسة بمثابة اختبار كبير لقدرة الحزب على الحفاظ على استقراره السياسي بعد تولي إيشيبا السلطة العام الماضي. وعلى صعيد السياسة الخارجية، تمكنت حكومة إيشيبا الأسبوع الماضي من الانتهاء من تفاصيل اتفاقية تجارية مع الولاياتالمتحدة، في خطوة كان من المتوقع أن تعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لكنها لم تكن كافية لتعويض التأثير السياسي السلبي لخسارة الانتخابات. ويبلغ إيشيبا من العمر 68 عاماً، ويعتبر من الشخصيات البارزة في الحزب الليبرالي الديمقراطي، حيث تولى سابقاً عدة مناصب وزارية مهمة قبل أن يصبح رئيساً للوزراء، إلا أن فترة قيادته القصيرة شهدت تقلبات سياسية جعلت الاستقالة خياراً عملياً لتجنب المزيد من الانقسامات الداخلية.