في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها السياسية والاقتصادية، تكثف الولاياتالمتحدة ومعها حلفاؤها الأوروبيون جهودهم الدبلوماسية للبحث عن تسوية تفاوضية دائمة للصراع، فيما برز توتر جديد بين المجر وأوكرانيا بعد تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن خط أنابيب النفط "دروجبا". وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية ماركو روبيو عقد أمس (الثلاثاء)، مباحثات مع نظرائه الأوروبيين إلى جانب وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها، والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، لمناقشة سبل دفع الجهود الدبلوماسية نحو حل تفاوضي للأزمة. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من فنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وبريطانيا، حيث جرى التأكيد على ضرورة"مواصلة التعاون المكثف" لدعم المسار السياسي وصولاً إلى تسوية دائمة. وبحسب البيان الأمريكي، فإن الاجتماع جاء في إطار تنسيق المواقف الغربية والبحث عن مقاربة موحدة لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع، في وقت تتزايد الضغوط الإنسانية والاقتصادية على أوكرانيا والاتحاد الأوروبي على حد سواء. بالتوازي مع هذه التحركات، برز خلاف حاد بين المجر وأوكرانيا، بعد أن لوّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستهداف خط أنابيب "دروجبا"، الذي يعد شرياناً أساسياً لنقل النفط إلى المجر وسلوفاكيا. رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ردّ بشدة على تصريحات زيلينسكي، معتبراً أنها"ابتزاز وتهديد علني" لن يمر دون عواقب. وقال أوربان في منشور على صفحة "نادي القتال"، التابعة لحزبه الحاكم: إن استخدام التفجيرات والابتزاز لن يضمن لأوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن بودابست"اتخذت القرار الصحيح" برفضها بعض المطالب الأوكرانية. وكان وزير خارجية المجر بيتر سيارتو قد أعلن قبل أيام عن تعرض خط أنابيب"دروجبا" لهجوم من القوات الأوكرانية، ما أدى إلى تعليق مؤقت لإمدادات النفط إلى المجر وسلوفاكيا. وفي سياق متصل، شدد مسؤولون مجريون على أن بلادهم تُعد المورّد الأول للكهرباء إلى أوكرانيا، في حين حذرت بودابست في وقت سابق جيرانها الشرقيين من أنها قد توقف الإمدادات إذا استمرت "الأعمال العدائية".