يشدد الصومال قبضته الأمنية على حركة «الشباب» الإرهابية من خلال تصعيد واسع النطاق يشمل عمليات عسكرية واستخباراتية وحملات لتجفيف منابع تمويل الجماعة، في مسعى واضح؛ لاستعادة السيطرة على المناطق التي تنشط فيها الحركة، وتثبيت أركان الدولة في وجه التهديدات المتكررة. وفي أحدث تحرك ميداني، أعلنت وزارة الدفاع الصومالية مقتل نحو 70 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية معقدة أُطلق عليها اسم «العاصفة الصامتة»، نُفذت في بلدة بريير الزراعية الواقعة بمنطقة شبيلي السفلى، على بعد نحو 73 كيلومتراً جنوب العاصمة مقديشو، بالتعاون مع القوات الأوغندية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي، ونجحت القوات في إحباط هجوم انتحاري بسيارتين مفخختين، فيما أسفرت المواجهات عن مقتل جنديين وإصابة 12 آخرين من الجيش الصومالي. بالتوازي، واصلت أجهزة الاستخبارات عملياتها النوعية، حيث نفذت وحدة «غاشان» عملية دقيقة في منطقة عمر بيري أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر الحركة وتدمير تحصينات كانت تستخدم كنقاط انطلاق لهجمات على مدنيين ومرافق حيوية. العملية استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة ضمن استراتيجية الضربات الاستباقية لتفكيك شبكات الإرهاب في مهدها، وتقويض قدرتها على تنفيذ عمليات مؤثرة. وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع عن تفكيك شبكة تمويل ضخمة مرتبطة ب«الشباب»، بالتعاون مع مكتب النائب العام، تضمنت كشف 250 قضية غسل أموال، وتجميد أكثر من مليون دولار من الحسابات المصرفية المشبوهة، في إطار مراجعة شملت أكثر من 3500 حساب مصرفي. ووصفت الوزارة هذا الإنجاز بأنه ضربة إستراتيجية عميقة، تستهدف بنية الحركة الاقتصادية. ويجمع مراقبون على أن إستراتيجية الحكومة الصومالية، أصبحت تتخذ طابعاً متكاملاً يجمع بين الحسم العسكري والضربات الاستخباراتية وتضييق الخناق المالي، غير أن النجاح الكامل في مواجهة الحركة الإرهابية يتطلب معالجة ثغرات التنسيق الأمني، وتكثيف الدعم للقوات المنتشرة في المناطق النائية، لضمان عدم تكرار سيناريو الانسحاب الذي تستغله الحركة لاستعادة مواقعها.