حرص قائدنا الملهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله عند إطلاق الرؤية الميمونة ، على تقييم قدراتها، ومعرفة إمكاناتها، ونقاط قوتها وضعفها، وحددت برامجها بناء على رؤيته الطموحة التي تهدف إلى وضع المملكة في مقدمة دول العالم في العديد من المجالات ، حيث بدأت هذه الرؤية من حيث انتهى الآخرون، واتبعت في منهجياتها أفضل الممارسات العالمية، حتى أضحت إحدى هذه الممارسات الفضلى، وتم تقييم هذا التميز باتباع منهجية كمّية بمؤشرات أداء واضحة، تُعلن بشكل شفاف، ويعاد تقييمها بشكل مستمر، وتتجدد بتجدد الحيثيات العالمية والمحلية، متسمة بمزيج من المرونة والصرامة، لتكون الطريقة المتبعة في متابعة مسار تقدم الرؤية ومنجزاتها ، وكان من أبرزها انخفاض نسبة البطالة بين السعوديين من (13.6 %) إلى مستوى قياسي تاريخي بلغ (7 %) ، أيضا كان من أبرز ما تميزت فيه الرؤية هو شموليتها في النظر إلى جميع القطاعات الحيوية في المملكة، هذه الشمولية تُرجمت في (14) استراتيجية وطنية قطاعية، كان الإشراف عليها من أعلى مستوى في البلاد من خلال لجانٍ عليا تؤمّن المواءمة بين الأجهزة الحكومية، يضاف عليها (10) برامجَ من برامج الرؤية التي أحدثت تحوّلاً في العديد من المجالات، وانبثق عن ذلك كله أكثر من (1500) مبادرة وطنية في مختلف القطاعات الحيوية، وحوكمت هذه البرامج بطريقة متقنة لتتابع باستمرار، ولا غرابة بعد أن ينتج عن الرؤية وبعد (9) سنوات من إطلاقها العديد من الأرقام القياسية، واستهدفت المملكة استثمارات نوعية لجذب الاستثمارات الأجنبية، أبرزها التعدين، الذي يعد الشغل الشاغل لكبريات دول العالم اليوم، لما يشكله هذا القطاع من أهمية استراتيجية واقتصادية، والمملكة تعد اليوم الأولى في العالم من حيث سرعة النمو في البيئة الاستثمارية في قطاع التعدين، وزاد عدد رخص التعدين أكثر من (10) أضعاف من (224) رخصة إلى (2400) رخصة بنتيجة مباشرة لاستحداث نظام الاستثمار التعديني، وبلغت قيمة الاستثمارات في قطاع التعدين نحو ( 1.5) تريليون ريال، وقُدرت ثروة المملكة المعدنية بنحو (4ر9) تريليون ريال. قطاع السياحة هو أحد أكثر القطاعات تحوّلاً خلال سنوات الرؤية التسع، رغم أنه القطاع الأكثر تأثراً بالجائحة، موفراً أكثر من (245) ألف وظيفة، وتضاعفت الاستثمارات السياحية في فترة ما بعد الجائحة من ( 1.2 ) مليار في 2021 إلى نحو (15) مليار في 2024، وقد حققت المملكة بالفعل مستهدف الرؤية في عدد السياح بوصولها إلى (100) مليون سائح، ممّا دعاها إلى رفع مستهدف 2030 إلى(150) مليون سائح، وتم افتتاح عدد من الوجهات السياحية ذات المستوى المتميز والأكثر فخامة مع نهاية العام الماضي ، ولا زالت الافتتاحات تتوالى . إن الإنجازات التي حققتها رؤية المملكة حتى عام 2024، هي درس للعالم في كيفية تغير دولة كانت تنظر في أفضل الممارسات العالمية في شتّى النواحي، لتصبح هي أحد أفضل الممارسات في مجالات عدة، والمملكة اليوم تتجهز للمرحلة الثالثة، والمدعّمة ببيئة حكومية جاهزة، ومعنويات مرتفعة من الإنجازات المتوالية، وأحداث وفعاليات جعلتنا مستعدين لاستضافة العالم في العديد من الأحداث العالمية، ونستيقظ كل يوم على إنجاز وطني جديد، ونتفاءل بما هو قادم، متكاتفين للعمل سوياً نحو مستقبل مضيء.