دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أمس (السبت)، يومها ال38 بينما لا تزال الاشتباكات متفرقة والقصف متواصلا، فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليومي أنها استهدفت مستودعات الوقود في مصفاة كريمنتشوك (وسط البلاد)، باستخدام أسلحة دقيقة بعيدة المدى، لافتة إلا أنها كانت تقوم بإمداد القوات الأوكرانية في المناطق الوسطى والشرقية، مفيدة بقصف مطارات عسكرية أوكرانية بمدينتي بولتافا ودنيبروبيتروفسك بصواريخ عالية الدقة أيضا. وأكد رئيس منطقة بولتافا أن الصواريخ الروسية قصفت مدينتين في وسط البلاد في وقت مبكر أمس، إلا أنه أشار إلى تدمير بنية تحتية ومبان سكنية. وكتب دميتري لونين في منشور على الإنترنت "قصف صاروخي استهدف إحدى منشآت البنية التحتية". أما في منطقة دنيبرو ، جنوب غرب البلاد، فقال فالنتين رسنيتشنكو حاكم المنطقة في منشور على الإنترنت أيضا إن صواريخ روسية قصفت منشأة للبنية التحتية مما أدى إلى إصابة شخصين وأحدث دمارا كبيرا، مضيفا أن محطة وقود في مدينة كريفيي ريه تعرضت للقصف، مما تسبب في حريق. وفيما تتواصل الانسحابات الروسية من الشمال الأوكراني، تنفيذا لما أعلنته موسكو قبل أيام، أكد ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس أن القوات الروسية "تنسحب بسرعة" من مناطق في محيط العاصمة كييف ومدينة تشيرنيهيف في شمال البلاد. وقال بودولياك: "مع الانسحاب السريع للروس من مناطق كييف وتشيرنيهيف، يتضح تماما أن روسيا تعطي الأولوية لتكتيك مختلف ألا وهو الانسحاب إلى الشرق والجنوب"، مجدداً المطالبة بدعم بلاده بالأسلحة الثقيلة من أجل طرد الروس، مضيفا أن موسكو ستحاول سحب قواتها من كافة الأراضي الأوكرانية، باستثناء الجنوب والشرق، حيث سيتمترسون هناك، من أجل تقليل خسائرهم، وإملاء شروطهم". وكان عمدة كييف فيتالي كليتشكو، أكد الجمعة، أن روسيا تنسحب من مناطق حول العاصمة لكنها تعزز وجودها في مناطق أخرى، لافتا إلى أن قتالاً عنيفاً جرى في شمال وشرق المدينة، ومشددا على أن الوضع لا يزال خطيرا، كما نصح أي مواطن يود العودة بالتريث. وكانت انسحابات روسية عدة نفذت خلال الساعات الماضية، تماشيا مع التعهدات التي أعلنتها روسيا منذ يوم الثلاثاء الماضي. فقد أكدت موسكو قبل أيام أنها ستقلص الهجمات بالقرب من العاصمة وفي الشمال الأوكراني كبادرة حسن نية من أجل تشجيع المفاوضات لإنهاء النزاع، وتركز على "تحرير" منطقة دونباس في الجنوب الشرقي الأوكراني، لكن السلطات الأوكرانية وحلفاءها شككوا بتلك النوايا، مرجحين أن تكون تلك المبادرة مجرد مناورة بغية إفساح المجال لتنظيم القوات الروسية صفوفها، بعد تكبدها خسائر جراء هجمات مضادة نفذتها القوات الأوكرانية، خلال الأيام الماضية، مستعيدة السيطرة على مناطق على مشارف العاصمة بالإضافة إلى مناطق استراتيجية في الشمال الشرقي والجنوب الغربي، فيما حذرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والناتو على السواء من هجمات مقبلة قد تستهدف العاصمة، بشكل أعنف. وبعد إعلان القوات الأوكرانية تنفيذ هجمات مضادة في محيط كييف، من أجل إبعاد القوات الروسية المتواجدة في بعض المناطق المحيطة بها شمال البلاد، أكدت المخابرات العسكرية البريطانية أمس أن الأوكران يواصلون التقدم ضد قوات روسيا المنسحبة في محيط العاصمة. وقالت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية، إن هناك تقارير تفيد أيضا بانسحاب القوات الروسية من مطار هوستوميل القريب من العاصمة والذي كان محل قتال منذ اليوم الأول للصراع، كما أشارت إلى أن القوات الأوكرانية في شرق البلاد، تمكنت من تأمين طريق رئيسي في شرق خاركيف بعد قتال عنيف ضد الروس. ووسط الانسحابات المتتالية للقوات الروسية من محيط العاصمة الأوكرانية، تماشياً مع تأكيد موسكو تغيير استراتيجيتها للتركيز على الشرق الأوكراني، حذرت الرئاسة الأوكرانية مجددا، أمس من معارك دامية مقبلة في الشرق والجنوب، لاسيما في مدينة ماريوبول المحاصرة منذ أسابيع. فقد نبه مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش من قتال ضار مقبل على البلاد، قائلا في مقابلة مع التلفزيون الرسمي: "دعونا من الأوهام.. فلا تزال هناك معارك ضارية قادمة إلى الشرق والجنوب، خصوصا في ماريوبول"، إلا أنه أعلن في الوقت عينه أن القوات الأوكرانية استعادت أكثر من 30 بلدة أو قرية حول كييف، مشيرا إلى أن المقاتلين الأوكران باتوا الآن أمام خط المواجهة شرقا مع الروس. وتأتي تلك التحذيرات لتنضم إلى تحذيرات أوكرانية أخرى، ودولية أيضا صدرت خلال الأيام والساعات الماضية، منبهة من معارك شرسة قد تندلع قريبا على الشرق الأوكراني.