شيخ القراءات إلى رحمة الله

انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء يوم الأحد17/شعبان/1443ه معلم الأجيال رجل نحسبه ولا نزكيه على الله من أهل الله وخاصته أستاذ القراءات وأحد أبرز أعلامها بالمملكة الشيخ الدكتور صفوت محمود سالم رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
قبل أن أتحدث عنه أروي لكم قصة ذكرها الشيخ المحدث الدكتور عبدالله العبيد والذي قال: (رغبت بزيارته في جدة فلم أنتبه إلا وهو يحضر درسي في شرح التحديد للداني مع الطلبة ، وقام أمام الناس وأخذ بيدي يقبلها ،وهو أسن مني وأجلّ، كانت حياته حياة أهل القرآن مع العلم والأدب ) هذه باختصار صورة من صور حياة هذا الشيخ الجليل أحد أعمدة المعهد القرآني المبارك ( معهد الإمام الشاطبي).
كان رحمه الله مخلصاً في عمله ، قدوة لغيره ، يتمتع باحترام الجميع، بل وربى أبناءه على الجادة ليسلكوا نفس الطريق المبارك الذي اختاره لنفسه ، ولمن لا يعلم سيرته العطرة فسوف أسردها في هذه المقالة ، فشيخنا الجليل أستاذ لعلم القراءات بمعهد الإمام الشاطبي بمدينة جُدّة ، وحاصل على الدّكتوراه في التفسير وعلوم القرآن ،وقد قرأ رحمه الله برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية على الشيخ د. أيمن رشدي سويد ، ثم قرأ برواية حفص من طريق الطيبة وبالقراءات العشر الصغرى من طريقي الشاطبية والدرة على الشيخ د. عادل أبو شعر ،ثم قرأ بالقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر على الشيخ محمود فرج عبد الجليل رحمه الله ، كما قرأ بصحيح البخاري على الشيخ محمد نجيب المطيعي رحمه الله ، وأخذ الفقه الشافعي عن شيوخ مصر.
وقد عمل الشيخ صفوت على تدريس القراءات العشر الصغرى والكبرى والرسم والعد والتجويد لأكثر من (26) سنةً في معهد الشاطبي ، أجاز خلالها أكثر من 200 طالب في حياته بالقرآن والقراءات ، وله كتاب ( فتح رب البرية في شرح الجزرية ) ، والذي هو أفضل شروحات المتن للمبتدئين والمنتهين على الإطلاق فيما أعتقد.
ولمن يعرفه جيداً لن يتعجب من الكم الهائل من الدعوات التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي طالبين له الرحمات وأعالي الجنان نظير ما قدمه في حياته لخدمة كتاب الله الكريم والذي أفنى عمره في تعلمه وتعليمه ، وهذا هو حال أهل القرآن ، منارات للهدى أينما حلوا، قدوتهم نبيهم عليه الصلاة والسلام والذي كان كما ذكرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها – كان خلقه القرآن – نسأله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن ويشركنا في الخيرية ويرحم شيخنا الذي كيفما كان سباقاً لكتاب الله ، ها هو يسبقنا إلى جوار ربه سائلين المولى له القبول وأن يسكنه فسيح جناته ، وما نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا لله وإنا إليه راجعون،،،