أكد مختصون أن التعرض لدخان السجائر في مرحلة الطفولة يتسبب في أضرار لا يمكن تداركها لشرايين الأطفال ويزيد خطر إصابتهم بالأزمات القلبية أو الجلطات عندما يكبرون، لافتين في الوقت نفسه إلى ضرورة حظر التدخين في السيارات الخاصة والمنازل خصوصا أن التدخين السلبي يؤدي إلى تضخم سمك جدران شرايين الأطفال، موضحين أن التدخين يسبب سرطان الرئة الذي عادة ما يؤدي للوفاة، وهو أيضاً أكبر سبب للموت المبكر في العالم نتيجة للحالات الصحية المزمنة التي يصيب بها الإنسان مثل مرض القلب وارتفاع ضغط الدم. وفي هذا السياق أوضح البرفيسور سامي اليامي أن التعرض للدخان الذي يخرج من فم المدخن أو أنفه والدخان الذي يأتي مباشرة من منتج التبغ المحترق ليس وحده المضر وانما هناك التدخين التراكمي ويطلق على البقايا التي تلتصق بالغبار والأسطح المنزلية، حيث يتعرض الأطفال الصغار خصوصا لهذا الخطر بسبب اتصالهم المتكرر بالمواد الملوثة. مواد كيماوية وحول أضرار التدخين السلبي؛ قال الدكتور اليامي يحتوي الدخان السلبي على مئات المواد الكيميائية السامة منها على سبيل المثال لا الحصر الكادميوم والأمونيا والبنزين والسيانيد والفورمالدهايد، ويسبب التدخين السلبي مشكلات صحية خطيرة أو يسهم فيها،منها هو أحد عوامل الخطر المعروفة المرتبطة بالإصابة بسرطان الرئة. كما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 25٪ إلى 30٪ و يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في وظائف الرئة. ويعرّض الأطفال إلى مخاطر إضافية تشمل: انخفاض الوزن عند الولادة كما يُعتقد أن التعرض للتدخين السلبي يزيد احتمالية حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ. فضلا عن الربو وأمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال. واستطرد الدكتور اليامي أنه من الأفضل الابتعاد كلياً عن اماكن التدخين والمرافق التي تسمح به، وإذا كان لا بد فيجب الابتعاد عن المدخن بما لا يقل عن 10 أمتار بحسب ما أثبتته دراسة علمية محكمة نشرت عام 2014. الأماكن المغلقة وحول هل التدخين السلبي يضر غير المدخنين في الأسواق والاماكن العامة أم في الاماكن المغلقة فقط؛ قال إنه لا بد من إيضاح أمر مهم وهو أن فتح النوافذ واستخدام المراوح وأنظمة التهوية في الاماكن المغلقة لا يقي من التعرض للتدخين السلبي، وفي الأماكن المفتوحة يمتد الضرر للمتعرضين للدخان في مدى 10 أمتار عن مصدر الدخان. ما يعني أن الأسواق والمطارات والأماكن المشابهة مهما كانت واسعة وجيدة التهوية فالتعرض فيها إلى الدخان أسوأ.
عديم اللون من جهته أوضح الدكتور خالد عسيري استشاري الطب الوقائي والصحة العامة المشرف على عيادات العلاج من التدخين بجدة أن أول اكسيد الكربون الناتج عن التدخين غاز عديم اللون والرائحة يتسبب في تعطيل كريات الدم الحمراء والتي من وظائفها نقل الاكسجين من الرئة الى الخلية ليتم انتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم في انشطته وتفاعلاته الا ان اول اكسيد الكربون له قوة ارتباط بكريات الدم الحمراء اكثر من الاكسجين بمائتي مرة وهذا يؤدي الى تعطيل كريات الدم الحمراء فترة ارتباطه بها والتي تصل الى ثمان ساعات هذا الارتباط اذا تجاوز 10% من كريات الدم الحمراء نستطيع القول ان جسم الانسان تسمم بأول اكسيد الكربون والذي يؤدي الى تحول لون جلد المصاب الى الاحمر القاني بلون الكرز وهذه علامة تدل على خطورة الحالة والتي ان لم يتم اسعافها بالأكسجين المشبع 100 % فقد ينتقل المصاب الى الموت الصامت. للأسف ان اول اكسيد الكربون مكون رئيسي لدخان السجاير والشيشة وهذه المادة مع بقية السموم تفسر لنا هذا العدد الضخم من الوفيات كل عام. قصص مأساوية وحيث انني اعمل في عيادات علاج المدخنين من سنين طويلة فإنني سأورد بعض القصص المأساوية للتدخين السلبي منها أن هناك رجلا مدخلا لديه ثلاثة ابناء جميعهم مصابون بضيق في التنفس ولا تظهر هذه الاعراض الا عند حضور الاب للمنزل وبعد تدخينه بدقائق معدودة مما يضطر الاب الى اخذهم الى الطوارئ لعلاجهم واعطائهم الاكسجين وموسعات الشعب الهوائية وهذا ادى الى كثرة تغيبه عن العمل لبقائه مع اولاده او بعضهم في غرفة الطوارئ لساعات طويلة. إسقاط الجنين وثمة حالة اخرى لشاب مدخن تزوج وكانت زوجته تسقط في الشهر الاول أو الثاني أو الثالث وقد حاول في علاجها الا ان الاسقاط استمر مرة تلو الاخرى حتى بلغ الى ما يقارب 12 حالة اسقاط خلال 15 سنة اين المشكلة واخيرا اكتشف ان ذلك بسبب التبدخين السلبي. كما أن هناك طفلا عمره سنة ونصف تستقبله الطوارئ وهو في حالة صعوبة في التنفس ولون جلده احمر قانٍ وقد حاول طبيب الطوارئ انقاذه الا ان وفاته كانت أسرع من علاج الطبيب تم التشخيص انه تسمم بأول اكسيد الكربون. تكاليف العلاج كما لا انسى ان اذكر حالة خديج عمره سبعة أشهر تم ادخاله حضانة أحد المستشفيات الخاصة وكلفة الحضانة 3000 ريال يوميا بعد اكتمال 60 يوما تم اخراجه من الحضانة وبلغت التكاليف 180 الف ريال وكان السبب ان والده مدخن بين اركان المنزل. إخفاق طالب وهناك قصة اخرى للطالب حسن في المرحلة المتوسطة كان من الاوائل في مدرسته حتى نهاية المرحلة المتوسطة وفي بداية المرحلة الثانوية تراجع مستواه الدراسي واظهرت النتائج مالم يكن في الحسبان اخفاق في 4 مواد وتراجع في تقدير المواد الاخرى الى جيد بدلا من ممتاز وبعد التقصي عن حالة الطالب الصحية اتضح ان الطالب بعد انتقاله الى الثانوية والتي كانت بعيدة عن المنزل يتم نقله من خلال صاحبه في الفصل والذي كان يدخن في السيارة اثناء ذهابهم الى المدرسة وحين عودتهم وبعد مرور شهر على هذه الحالة تأثر حسن من الدخان السلبي مما جعله يعتاد مادة النيكوتين والتي جعلته يدخل عالم التدخين . واضاف الدكتور عسيري أن كل هذه المشاكل وأكثر تنبع من شجرة تم التعامل معها بشيء من البساطة والسطحية حتى اصبحت ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع بمشاكل لا عد لها ولا حصر ولذا وجب التنبيه ورفع الوعي عن خطر التدخين واثاره المدمرة على مستوى الفرد والمجتمع وحتى نحافظ على صحتنا وعدم تعريضها لخطر التدخين. ونصيحتي عدم الجلوس مطلقا في مكان مغلق ملوث بدخان السجاير وهذا أحد ابواب اصابة كثير من الناس بالتدخين، بل أن هذا يكاد يكون السبب الذي يمثل 95% لعودة كثير ممن اقلع عن التدخين الى ادمان التدخين لذا ارى أن الاماكن المغلقة الملوثة بدخان السجاير والشيشة خطا احمر للحفاظ على صحتنا من غدر مادة النيكوتين المتطايرة والتي تعدي الاخرين بما يسمى بالتدخين السلبي. أعراض السعال وقال استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد باواكد، أن الأطفال الفئة الأكثر تعرضا لأضرار التدخين غير المباشر، وهو ما يعرف بالتدخين السلبي، إذ إن تعرض الأطفال لتدخين أحد الوالدين يعد أحد عوامل الخطورة المرتبطة بإصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة والمتكررة، وأعراض السعال المزمن وصفير الصدر المرتبطة بمرض الربو، وتعرضهم لاضطرابات التنفس أثناء النوم (الشخير وانقطاع التنفس، والربو الشعبي الليلي)، واضطرابات الحركة والسلوك أثناء النوم (الكلام، وطحن الأسنان وغيرها)، إضافة إلى ازدياد تعرضهم إلى فرط النعاس والإرهاق أثناء النهار ، نتيجة لرداءة نومهم . ولفت باواكد إلى أنه من المثبت علمياً ضرر التدخين النشط للسجائر على الصحة، لكن الأقل وضوحا هو تأثير التدخين السلبي (غير المباشر) على صحة غير المدخنين ، حيث إن معظم الدخان الناتج عن حرق السجائر لا يتم استنشاقه من قبل المدخن نفسه، بل ينتشر ليتنفسه غيره من المحيطين به. وأشار إلى أن منظمة الجراحين الأمريكية أصدرت تقريرا أكدت فيه على خطورة التعرض للتدخين غير المباشر، لاحتوائه على مواد مسرطنة، وارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الرئة (20 30 في المائة) لدى الأشخاص المتعرضين للتدخين السلبي في بيئة البيت أو العمل ، ويصل خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية إلى 30 في المائة لدى الأشخاص غير المدخنين في حال تعرضهم للدخان بطريقة غير مباشرة، تبعا لتصلب الشرايين وزيادة التصاق الصفائح الدموية. وأكد باواكد أنه يوجد في السجائر حوالي 400 مادة خطرة منها 200 مادة مسرطنة (مواد مسببة للسرطان)، وهذه المواد الضارة الموجودة في السجائر تضعف بشكل عام الجهاز المناعي في الجسم، وبالتالي تعرض المدخنين وبيئتهم إلى الأمراض بوتيرة أكبر وأخطر، ويؤثر التدخين في الرئة بشكل سلبي وقد يسبب سرطان الرئة، وأمراض الرئة المزمنة وقاتلة، إذ إن التدخين يقتل نحو 7 ملايين شخص حول العالم كل سنة. ملوثات البيئة ويتفق استشاري الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف مع رأي الدكتور باواكد ، وأفاد أن التدخين السلبي يؤثر مباشرة على صحة غير المدخنين ويؤدي إلى العديد من الأمراض، وقد صنفته وكالة حماية البيئة الأمريكية ضمن قائمة ملوثات البيئة ، ويعاني المدخنون السلبيون من نفس الأمراض التي تصيب المدخن، بحيث تصيبهم أمراض ضيق التنفس والتهاب الشعب الهوائية والربو والتهاب الأذن الوسطى. ورأى أن خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين السلبي يزداد في بيئات العمل ، نظرا لاحتوائها على مواد كيميائية سامة وضارة تتآزر وتتعاضد مع المكونات الموجودة في دخان منتجات التبغ وما ينفثه المدخنون. وأشار إلى أن الأفراد المحيطين بالمدخنين أكثر تضرراً وتعرضا للتدخين السلبي الذي يعرف باستنشاق الدخان المنبعث من سيجارة مشتعلة، مع الدخان الذي يخرج من فم أو أنف الشخص المدخن. وخلص الشريف للتأكيد ، أن الوقاية تكون بتجنب التدخين في البيئات الصحية، حتى لا يتعرض الأصحاء إلى التدخين السلبي وما يترتب عليه من انعكاسات ومضاعفات مرضية ، كما جدد التأكيد على إنه للأسف يعتقد البعض أن السجائر الإلكترونية أقل خطرا وهذا غير صحيح، لأن هذه السيجارة تحتوي على النيكوتين المركز وجهاز إلكتروني صغير وشاحن كهربائي، كما أن فوائدها المزعومة لهذه السيجارة والتي يتم الترويج لها عبر الوسائل الدعائية تنطوي على مغالطات علمية وتضليل واستخفاف بعقول المستهدفين خصوصا الشباب وصغار السن، فخير نصيحة هي التوقف عن التدخين من خلال التوجه إلى عيادات المكافحة باعتبارها أفضل حل للتخلص من التدخين عبر برنامج علمي ومدروس يساعد الجسد من التخلص من النيكوتين المتراكم، ويهيئ الجسم وخصوصا الرئتين في استعادة عافيته.
