أمير حائل يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    استعراض تقرير الميزة التنافسية أمام أمير الشمالية    توصيات شورية لإنشاء المرادم الهندسية لحماية البيئة    خسائر بقيمة 1.6 مليار يورو في إسبانيا بسبب انقطاع الكهرباء    165 عقدا صناعيا واستثماريا بصناعيتي الأحساء    250% تفاوتا في أسعار الإيجارات بجازان    أمانة القصيم تحقق التميز في كفاءة الطاقة لثلاثة أعوام متتالية    أول تعليق من رونالدو بعد ضياع الحلم الآسيوي    برشلونة وإنتر ميلان يتعادلان 3/3 في مباراة مثيرة    سعود بن بندر يطلع على المبادرات الإصلاحية والتأهيلية لنزلاء السجون    أضواء بنت فهد: «جمعية خيرات» رائدة في العمل الخيري    جمعية الزهايمر تستقبل خبيرة أممية لبحث جودة الحياة لكبار السن    فيصل بن مشعل: اللغة العربية مصدر للفخر والاعتزاز    المتحدث الأمني للداخلية: الإعلام الرقمي يعزز الوعي المجتمعي    العلا تستقبل 286 ألف سائح خلال عام    جامعة الملك سعود تسجل براءة اختراع طبية عالمية    مؤتمر عالمي لأمراض الدم ينطلق في القطيف    اعتماد برنامج طب الأمراض المعدية للكبار بتجمع القصيم الصحي    قطاع ومستشفى محايل يُفعّل مبادرة "إمش 30"    الأمير سعود بن نهار يستقبل الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد    محافظ سراة عبيدة يرعى حفل تكريم الطلاب والطالبات المتفوقين    أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    خسارة يانصر    أمير جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    واشنطن تبرر الحصار الإسرائيلي وتغض الطرف عن انهيار غزة    أوكرانيا وأمريكا تقتربان من اتفاقية إستراتيجية للمعادن    حينما يكون حاضرنا هو المستقبل في ضوء إنجازات رؤية 2030    جاهزية خطة إرشاد حافلات حجاج الخارج    الرئيس اللبناني يؤكد سيطرة الجيش على معظم جنوب لبنان و«تنظيفه»    المملكة: نرحب بتوقيع إعلان المبادئ بين حكومتي الكونغو ورواندا    المتحدث الأمني بوزارة الداخلية يؤكد دور الإعلام الرقمي في تعزيز الوعي والتوعية الأمنية    وزير الخارجية يستقبل نظيره الأردني ويستعرضان العلاقات وسبل تنميتها    ميرينو: سنفوز على باريس سان جيرمان في ملعبه    بمشاركة أكثر من 46 متسابقاً ومتسابقة .. ختام بطولة المملكة للتجديف الساحلي الشاطئي السريع    وزير الخارجية يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن    رسمياً نادي نيوم بطلًا لدوري يلو    "مبادرة طريق مكة" تنطلق رحلتها الأولى من كراتشي    أمانة الشرقية تطلق أنشطة وبرامج لدعم مبادرة "السعودية الخضراء"    تدشين الهوية الجديدة لعيادة الأطفال لذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال التوحد بجامعة الإمام عبد الرحمن    آل جابر يزور ويشيد بجهود جمعيه "سلام"    العمليات العقلية    هند الخطابي ورؤى الريمي.. إنجاز علمي لافت    ترامب وهارفارد والحرية الأكاديمية    "الشورى" يطالب "التلفزيون" بتطوير المحتوى    نائب أمير مكة يطلع على التقرير السنوي لمحافظة الطائف    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. إنتر المتراجع ضيفًا على برشلونة المتوهج    خلال لقائه مع أعضاء مجلس اللوردات.. الربيعة: السعودية قدمت 134 مليار دولار مساعدات ل 172 دولة حول العالم    هجوم على الفاشر ومجزرة في أم درمان وضربات للبنية التحتية.. الجيش السوداني يُحبط خطة شاملة لميليشيا الدعم السريع    هيكل ودليل تنظيمي محدّث لوزارة الاستثمار.. مجلس الوزراء: الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء    حوار في ممرات الجامعة    "هيئة العناية بالحرمين": (243) بابًا للمسجد الحرام منها (5) أبواب رئيسة    مسؤولو الجامعة الإسلامية بالمالديف: المملكة قدمت نموذجاً راسخاً في دعم التعليم والدعوة    محمد بن ناصر يزف 8705 خريجين في جامعة جازان    إيلون ماسك يقلق الأطباء بتفوق الروبوتات    أسباب الشعور بالرمل في العين    نائب أمير منطقة مكة يستقبل محافظ الطائف ويطلع على عددًا من التقارير    تنوع جغرافي وفرص بيئية واعدة    أمير منطقة جازان يرعى حفل تخريج الدفعة ال20 من طلبة جامعة جازان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذبحة نيوزيلندا.. تفاصيل أبشع عمل إرهابي يستهدف مسلمي أوروبا
أكثر من 97 قتيلا وجريحا.. وإدانة عربية وعالمية واسعة
نشر في البلاد يوم 16 - 03 - 2019

استيقظ العالم، أمس الجمعة على وقع أبشع هجوم إرهابي استهدف المسلمين في أوروبا فبطريقة وحشية وعلى الهواء مباشرة فتح يميني متطرف يدعى "برينتون تارنت"، أسترالي الجنسية، النار على عشرات الأشخاص الموجودين داخل مسجدين بوسط مدينة "كرايستشيرش" النيوزيلندية، أسفر عن مقتل 49 شخصا على الأقل وإصابة 48 آخرين، في أسوأ حادث إطلاق نار في تاريخ البلاد.
وقالت رئيسة الوزراء، جاسيندا أرديرن، إن الأحداث التي وقعت في مدينة كرايست تشيرتش تمثل "عملا غير عادي وغير مسبوق من أعمال العنف"، وأقرت بأن العديد من المتضررين قد يكونون مهاجرين ولاجئين.
وأوقفت الشرطة 3 رجال وامرأة واحدة بعد عمليات إطلاق النار، التي صدمت سكان البلاد الذين يصل عددهم إلى 5 ملايين شخص.
ورغم عدم وجود سبب للاعتقاد بوجود المزيد من المشتبه بهم، قالت أرديرن إن مستوى تهديد الأمن القومي رفع إلى ثاني أعلى مستوى ولم تحدد السلطات هوية المحتجزين، لكنها قالت إن أياً منهم لم يكن على قوائم المراقبة، لكن الرجل الذي أعلن مسؤوليته عن إطلاق النار ترك بيانًا معادياً للمهاجرين من عشرات الصفحات شرح فيه من هو وأسبابه تصرفاته.
وقال إنه يعتبره هجوما إرهابيا.
وذكر أنه أسترالي أبيض يبلغ من العمر 28 عاما.
وأكد رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أن أحد الأشخاص الأربعة الذين ألقي القبض عليهم مواطن مولود في أستراليا.
وأشارت ارديرن في مؤتمرها الصحفي إلى "المشاعر المعادية للمهاجرين" كدافع محتمل، قائلة إنه على الرغم من أن الكثير من الأشخاص المتأثرين بعمليات إطلاق النار قد يكونون مهاجرين أو لاجئين "فقد اختاروا نيوزيلندا وطنهم، وهو وطنهم.
إنهم منا، أما الشخص الذي قام بهذا العنف ضدنا فليس منا".
أما بالنسبة للمشتبه بهم، فقد قالت أرديرن "هؤلاء هم الأشخاص الذين أصفهم بأن لديهم آراء متطرفة ليس لها مكان في نيوزيلندا على الإطلاق".
وقال مفوض الشرطة، مايك بوش، إن الشرطة ليست على علم بأشخاص مشتبه بهم آخرين، غير الأربعة الذين تم احتجازهم، لكنهم لم يكونوا متأكدين.
وقال بوش "تم القبض على المهاجمين من قبل رجال الشرطة المحليين (..) لكن دعونا لا نفترض أن الخطر قد انتهى".
وأكد أن قوات الدفاع قامت بتفكيك عدد من العبوات الناسفة المرتجلة، التي كانت متصلة بعربات توقفت بعد الهجمات.
ودعا أي شخص يفكر في الذهاب إلى مسجد في أي مكان في نيوزيلندا يوم الجمعة إلى أن "يبقى في مكانه".
وأظهر تسجيل مصور، يبدو أن مطلق النار بثه حيا، الهجوم بتفاصيله المرعبة.
يقضي المسلح أكثر من دقيقتين داخل المسجد وهو يطلق النار على المصلين الفزعين مرة بعد أخرى، وأحيانا يعيد إطلاق النار على أشخاص أطلق عليهم النار من قبل ثم يسير خارجا إلى الشارع حيث يطلق النار على أشخاص يسيرون على الرصيف.
ويمكن سماع صراخ أطفال على مسافة لدى عودته إلى سيارته لجلب بندقية أخرى ثم يعود المسلح مرة أخرى إلى المسجد، حيث يرقد ما لا يقل عن 24 شخصا على الأرض وعقب عودته وإطلاقه النار على امرأة هناك يعود إلى سيارته، ويردد عبارة إرهابية عن "نار جهنم"، ثم يقود سيارته.
وينقطع التسجيل.
وقالت الشرطة إن هناك عملية إطلاق نار ثانية في مسجد لينوود، حيث كشفت رئيسة الوزراء أن 10 أشخاص على الأقل قتلوا هناك.
عن منفذ الحادث :
وقال الرجل الذي أعلن مسؤوليته عن إطلاق النار إنه أسترالي أبيض يبلغ من العمر 28 عامًا جاء إلى نيوزيلندا للتخطيط والتدريب على الهجوم.
وقال إنه لم يكن عضوًا في أي منظمة، لكنه تبرع للعديد من الجماعات القومية وتفاعل معها، رغم أنه تصرف بمفرده ولم تأمره أي جماعة بالهجوم.
وكتب تارانت معرفا بنفسه بأنه "رجل أبيض عادي من أسرة أسترالية من الطبقة العاملة ذات الدخل المتدني.. والدي من أصول اسكتلندية أيرلندية وإنجليزية.. كانت طفولتي عادية من دون مشاكل كبيرة.. ليس لدي اهتمام كبير بالتعليم ولم ألتحق بالجامعة، لأنه ليس لدي أدنى اهتمام بالدراسة في الجامعات"، وأضاف أنه رجل عادي قرر أن "يتخذ موقفاً لضمان مستقبل شعبي".
وقال في حسابه على تويتر على حد تعبيره "إن صدمة ما بعد أفعالي سيكون لها تداعياتها في السنوات المقبلة، وعلى الخطاب السياسي والاجتماعي وستخلق جواً من الخوف، والتغيير وهو المطلوب".
واحتوت صفحته على تويتر على صور لمخازن ذخيرة، نقش عليها أسماء بطريقة مبعثرة، بما في ذلك أسماء اثنين من القتلة الذين استهدفوا المهاجرين والمسلمين كما ضمت تغريدات مثيرة ضد المسلمين ومعدل الولادات بينهم، وأحاديث عن "إبادة جماعية للبيض" وكذلك عن عدد من الهجمات الإرهابية.
ناجون يروون التفاصيل :
ونقلت صحيفة "نيوزيلاند هيرالد New Zealand Herald " النيوزلندية عن مجموعة من الناجين تفاصيل الحادث وقال نور حمزة (54 عاما): "عندما بدأ إطلاق النار هربت مع العشرات إلى الخارج واختبأنا خلف السيارات في موقف السيارات الخلفي للمسجد".
وأضاف: "استمر إطلاق النار لمدة 15 دقيقة على الأقل"، مشيرا إلى أن الشرطة اقتحمت المبنى فيما بعد، ورأى حمزة الجثث ملقاة عند المدخل الأمامي للمسجد.
ثم نظر من نوافذ المسجد ورأى "أكواما من الجثث".
وقال حمزة، الذي جاء من ماليزيا في أوائل الثمانينات للدراسة قبل أن يستقر عام 1998، إنه "ذُهل من مذبحة اليوم"، وتحدث بينما كانت ملابسه ملطخة بالدماء وهو يساعد الجرحى: "هذه كارثة لنيوزيلندا.
يوم أسود"،
أما موهان إبراهيم، وهو واحد من حوالي 400 شخص كانوا يصلون داخل مسجد النور، فتحدث قائلا: "عندما بدأ إطلاق النار كنت في الغرفة المجاورة ، وفجأة وجدت الناس يركضون من أجل حياتهم".
وتابع وهو يبكي: "الكثير من الناس قتلوا وجرح كثيرون.
وجدت فتاة ميتة في منتصف الطريق".
وأشار إبراهيم إلى أن أصدقائه، الذين كانوا في المسجد الآخر في لينوود اتصلوا به قائلين إن إطلاق النار وقع هناك في نفس الوقت.
من جانبها، أخبرت صوفي نيرز (19 عاما) الصحيفة أن صديقها اتصل بها وهو يصرخ بأنه أصيب بطلق ناري في ساقه وكان في حالة هستيرية.
لقد كان يصرخ ويقول إن أعداداً كبيرة من الناس قتلوا ثم انتهى الخط".
وروى أيضا أحد سكان كرايس تشيرش أنه سمع إطلاق نحو 40 رصاصة، وهرع مع 3 من زملائه لمساعدة أحد الفارين من المذبحة بعد إصابته بطلق ناري في ساقه، وقال: "اتصلنا بالإسعاف والشرطة وضغطت على الجرح".
وفي مشهد آخر، ذهب رحيمي أحمد (39 عاما) لأداء صلاة الجمعة في مسجد النور مع ابنه (11 عاما) كما يفعل كل أسبوع، وتقول زوجته، أزيلا، إنها تنتظر بفارغ الصبر أن تعرف مصيره، إلا أنها تلقت مكالمة من صديقتها أن ابنها آمن، لكن يعتقد أن رحيمي كان داخل المسجد وقت إطلاق النار.
وأوضحت صديقتها لأزيلا أن ابنها كان يلعب في خارج المسجد عندما سمع صوت إطلاق النار، فأمسك به أحد المصلين واقتاده إلى المنزل المجاور.
إصابة سعوديين :
وأعلنت سفارة المملكة في نيوزيلندا، إصابة اثنين من رعاياها بجروح في الحادث، وأنهما يعالجان في مستشفى كرايست تشيرش.
وكانت السفارة قد نشرت بياناً أولياً أعلنت فيه إصابة أحد الرعايا السعوديين، ثم تبعت ذلك بنشر بيان آخر عن وجود مصاب سعودي ثان يعالج بالمستشفى.
وقالت السفارة في البيان الثاني على "تويتر": "تعرب السفارة عن أسفها وحزنها للاعتداء الإرهابي الأليم الذي وقع في مدينة كرايست تشيرش وتقدم خالص العزاء والمواساة لذوي المتوفين وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين".
وأضافت السفارة أنها "تود الإفادة بأنها تلقت معلومات عن وجود مواطن آخر مصاب في المستشفى، وتم تكليف موظفين من السفارة لزيارة المصابين السعوديين في المستشفى ومساعدتهما نفسياً والاهتمام بحالتهما، علماً بأن السفارة على تواصل دائم ومستمر مع السلطات النيوزيلندية لمعرفة آخر المستجدات بشأن حالتهما".
مقتل أردني في الحادث :
بدورها أكدت الحكومة الأردنية مقتل أحد مواطنيها وإصابة 5 آخرين في الهجوم الإرهابي.
وقال السفير سفيان القضاة، مدير مركز العمليات بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، إن المعلومات الأولية تشير إلى وجود مواطنين 5 من بين المصابين في الحادث الإرهابي.
تنديد عربي وإسلامي :
وأعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها بأشد العبارات الهجوم الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية : "إن المملكة تدين بأشد العبارات إطلاق النار الذي استهدف مسجدين خلال صلاة الجمعة في مدينة كرايستشيرش بجنوب نيوزيلندا، أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى".
وجدد المصدر التأكيد على إدانة السعودية للإرهاب بكل أشكاله وصوره وأياً كان مصدره، وأن الإرهاب لا دين له ولا وطن.
وشدد على موقف المملكة الداعي إلى ضرورة احترام الأديان، مقدمًا العزاء والمواساة لذوي الضحايا وللحكومة والشعب النيوزيلندي الصديق مع الأمنيات للجرحى بالشفاء العاجل.
بدورها أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بشدة الحادث الإرهابي المروع الذي استهدف مصلين في مسجدين بنيوزيلندا ونتج عنه عشرات القتلى وعشرات الجرحى بينهم أطفال.
وقالت في بيان " إننا إذ ندين بأشد العبارات هذه الجريمة الوحشية الهمجية التي قام عليها إرهابيون متطرفون لندعوا العالم أجمع بدوله ومنظماته ومؤسساته إلى المسارعة إلى تجريم الخطابات العنصرية قانونيا؛ فهي التي تغذي التطرّف والإرهاب، وتؤدي إلى مثل هذه الحوادث الإرهابية الوحشية " .
وأكدت أن الخطابات العنصرية التي تعد الآخر منبوذاً تجب محاربتها؛ فهي لا تخدم السلم والأمن العالمي الذي يتنادى إليه جميع العقلاء في العالم " .
وسألت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، الله تعالى أن يتغمد المتوفين برحمته، مقدمة أحر التعازي لأسرهم وذويهم، وأن يلهمهم الصبر والاحتساب والسلوان، وأن يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل.
وأعربت رابطة العالم الإسلامي عن شديد ألمها وإدانتها للعملية الإرهابية التي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى في بعض المساجد بنيوزيلندا والتي عكست بوضوح صورة من أبشع صور توغل الكراهية والحقد في عالم أحوج ما يكون إلى الالتفاف حول قيم المحبة والوئام والسلام.
وقالت في بيان صدر أمس عن معالي أمينها العام ورئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية للعلماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى:" إن هذا العمل البربري يضاف إلى النماذج الموازية لما يقوم به إرهاب داعش والقاعدة بدمويته البشعة، حيث تؤكد الرابطة دوماً على أهمية معالجة التطرف والتطرف المضاد وبخاصة سن التشريعات التي تمنع كافة أشكال التحريض والكراهية ومن ذلك أساليب الازدراء الديني والاثني".
وحذر بيان الأمين العام من أن مثل هذه الأعمال الإرهابية بأسلوبها الغادر والجبان سوف تحفز لغيرها من الأعمال في ظل التخاذل عن سن تلك التشريعات والتساهل في تربية الأجيال على قيمها الإنسانية والأخلاقية، مشدداً على أنه لابد من تنظيم الحريات بسقف تشريعي وأخلاقي يمنع من انزلاقها في أفكار تتولد عنها مثل هذه الفضائع التي أقدمت بجرأتها وتحديها على الاستخفاف بكافة المعاني والقيم والأرواح البريئة وبلغت قناعة تطرفها الفكري تحمل تبعات هذه الجريمة في سبيل تفريغ شحنة الحقد والكراهية.
وأكد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ثقته في الحكومة النيوزيلندية بتقديم المتورطين في هذه الجريمة للعدالة كإرهابيين وملاحقة أي كيان إرهابي يتبعونه، ووضع كافة الضمانات لعدم تكراره، سائلاً المولى جل وعلا للضحايا المغفرة والرحمة وللمصابين الشفاء العاجل.
وتوالت ردود الأفعال العربية والدولية التي تدين وتستنكر العمل الإرهابي، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية تضامنها الكامل مع دولة نيوزيلندا في مواجهة التطرف والإرهاب، ووقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، مجددة موقف الإمارات الثابت والرافض للإرهاب بجميع أشكاله.
وناشد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة المجتمع الدولي والعالم وجميع الأطراف الفاعلة باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف موجات التطرف وخطاب الكراهية حول العالم، مؤكداً ضرورة مواصلة العمل والتعاون والتنسيق لاستئصال الإرهاب من جذوره.
وطالب المجلس بتجريم العداء للآخر على أساس كراهية الدين وذلك من خلال تفعيل قرار الأمم المتحدة رقم 65/224 الصادر في 11 أبريل 2011 القاضي بتجريم ازدراء الأديان.
ودانت الحكومة الأردنية ما وصفتها ب"المذبحة الإرهابية" في نيوزيلندا، فيما تشير معلومات أولية إلى وجود أردنيين بين الجرحى.
وأكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات "موقف الأردن الرافض للإرهاب والاعتداء على الآمنين ودور العبادة، والاستهداف الغاشم والمتكرر للأبرياء الذي يعد من أبشع صور الإرهاب".
ونددت الخارجية المصرية في بيان بالهجومين وأكدت وقوف مصر بجانب نيوزيلندا وكافة أسر الضحايا.
وقالت إن "هذا العمل الإرهابي الخسيس يتنافى مع كل مبادئ الإنسانية ويمثل تذكيرا جديدا بضرورة تواصل وتكثيف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب البغيض الذي لا دين له، ومواجهة كل أشكال العنف والتطرف".
وندد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بالهجومين قائلا إن "الإرهاب ليس له دين".
وكتب على تويتر "ألقي باللوم في هذه الهجمات الإرهابية المتزايدة على رهاب الإسلام الحالي بعد ال11 من سبتمبر، حيث تم إلقاء اللوم على الإسلام وعلى 1.3 مليار مسلم في أي عمل إرهابي يرتكبه مسلم".
رفض عالمي :
هذا فيما ندد مسؤولون دوليون بالهجوم الدامي الذي استهدف مصلين في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش، وأعلنت دول تعزيز الإجراءات الأمنية حول دور العبادة.
وأدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "المجزرة المروعة" التي استهدفت مسجدين في جنوب نيوزيلندا وكتب ترامب، في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلا "أعرب عن أحر مشاعر المواساة وأطيب التمنيات للنيوزيلنديين بعد المجزرة المروعة التي استهدفت المسجدين".
من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: "نتضامن مع أهالي نيوزيلندا وحكومتهم ضد فعل الشر والكراهية هذا"، الذي وقع في مدينة كرايستشيرش.
ودان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تحتضن بلاده أكبر جالية مسلمة في أوروبا الغربية، في تغريدة "الجرائم البغيضة ضد المسجدين في نيوزيلندا" وقال إن فرنسا ستعمل مع شركاء دوليين لمحاربة الإرهاب.
وغرد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير على تويتر قائلا إنه أمر المحافظين الإقليميين بإرسال دوريات وتعزيز مراقبة أماكن العبادة "كإجراء وقائي".
وفي بريطانيا، أعرب عمدة لندن صادق خان عن تضامنه مع شعب نيوزيلندا في أعقاب الهجومين، وقال في بيان إن الأخبار "مفجعة".
وأكد وقوف بلاده إلى جانب شعب كرايستشيرش "في مواجهة هذا الهجوم الإرهابي الرهيب.
ستحتفل لندن دائما بالتنوع الذي يسعى البعض إلى تدميره".
وسعى خان إلى طمأنة مسلمي العاصمة البريطانية، وأعلن تعزيز الإجراءات الأمنية حول المساجد خلال صلاة الجمعة وانتشار عناصر أمن مسلحين.
وفي إسبانيا، قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إنه يشعر بالصدمة إزاء "الهجمات الرهيبة" التي أودت بحياة عشرات المصلين.
وقدم سانشيز تعازيه للضحايا وعائلاتهم وحكومة نيوزيلندا.
وكتب على تويتر "نحن ندين بشدة العنف وعدم وجود سبب للمتعصبين والمتطرفين الذين يسعون لكسر مجتمعاتنا".
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قال إن الاعتداء على المسجدين يشكل "جريمة وحشية" تمس الناس من جميع الأديان حول العالم.
وأكد في تغريدة على تويتر تعاطف بلاده مع أصدقاء وعائلات ضحايا الهجوم.
وقال "إن الهجوم الإرهابي المروع في كرايستشيرش استهدف مسلمين كانوا يصلون بسلام.
إذا تم قتل الناس فقط بسبب دينهم، فهذا هجوم علينا جميعا.
إننا نقف إلى جانب الضحايا. ابقي قوية نيوزيلندا!".
وقدمت رئيسة تايوان تساي إنغ ون تعازيها لأهالي ضحايا الهجوم.
وقالت "أشعر بحزن شديد لإطلاق النار الجماعي في كرايستشيرش بنيوزيلندا.
أفكاري مع الضحايا وعائلاتهم".
وأعربت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، عن بالغ حزنها بسبب العمل الإرهابي الذي طال نيوزيلندا وقالت إنها شعرت بحزن عميق بسبب الأحداث المروعة في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.