في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وعد العراقيين بجنة الديموقراطية والقضاء على الديكتاتورية والازدهار والسلام في العراق ، وأعلن الرئيس الأمريكي أن الحملة سوف تكون صعبة وطويلة وأنه سيأتي للعراق الدولة الكبيرة باحترام لمواطنيها وحضارتها العريقة ولديانتها ورفع الظلم وإرجاع البلد الى أهله. وقد بررت أمريكا وبريطانيا لهذه الحرب التي شنتها على العراق في 20003/3/20م بالعديد من المبررات والتى منها تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل ، والقضاء على الدكتاتورية . وأنها أي أمريكا وبريطانيا ملتزمة بهذا الوعد. واليوم وبعد مضي أكثر من 12 أثنى عشر عاماً على هذه الحرب المشؤومة التي شنت في صمت من جامعة الدول العربية وعدم رضى غير معلن من دول الخليج وذلك في ظل فقدان أي رؤية لحل الوضع في العراق . نجد أن الحل الذي تبشر به أمريكا وتعلن عنه من خلال جنرالاتها والمتحدث الرسمي والكونجرس هو تقسيم العراق لأكراد وسنة وشيعة لأن ذلك كما ترى أمريكا هو الحل لمنع تمدد داعش والقضاء عليه. حيث يرى الجنرال ديمبسي أن هزيمة داعش ستفرخ جماعات أخرى. لقد كان نتاج حرب أوغزو العراق تسليم العراقلإيران بدلاً من تسليم العراق لأهله ، وقسمت العراق فعليا وظهرت الجماعات الإجرامية بهدف تكريس التقسيم ، ولم يتحقق للعراقيين الأمن او السلم او المحافظة على تاريخ العراق وتراثه وحضارته . وها هو العالم العربي يعيش في ظل ردة الفعل وغياب الفعل نتيجة لانشغاله بمشاكل الربيع العربي الذي بشرّت به أمريكا بإسم الحريات وحقوق الإنسان . إن استمرار هذا المخطط يهدف لتقسيم العراق وتغيير الحدود المتعارف عليها للعراق وسوريا وإرضاء إيران بإعطائها جزءاَ من العراق ومغانم ونفوذ في المنطقة . وإن هذا المخطط سوف يكون عاملاً أساسياً في عدم الاستقرار . وأمريكا تعرف جيداً كيف ترفع شعار حقوق الإنسان وتوظيفه لإسكات الأصوات المحتجة على سياساتها التدميرية والتي لا يعرف المواطن الأمريكي ابعادها أو لا يهتم بها . يجب الجلوس مع الولاياتالمتحدةالامريكية كصديق وإفهامها بعدم الرضا عن مثل هذه السياسات واستخدام الأوراق والشعارات التي تصب في إشعال الحريق في المنطقة. أما السكوت او إظهار عدم الرضا فلن يأتي بنتيجة . الأستفراد بالدول العربية وتوظيف مشاكلها الداخلية لا يجب السكوت عليه لأن المنطقة لا تتحمل مثل هذا السكوت ، لقد آن الأوان في إعادة الأمل لكل شعوب المنطقة وإبعاد شبح الطائفية والعرقية التي أشعلها غزو العراق وجنة الديموقراطية. osamayamani@