صدر عن دار آفاق طبعة جديدة من كتاب "الدولة العثمانية..قراءة جديدة لعوامل الانحطاط"، للدكتور قيس جواد العزاوي، وتقديم الدكتور محمد عفيفى. وأوضح الدكتور محمد عفيفي، فى مقدمة الكتاب، أن صورة الدولة العثمانية كانت وحتى وقت قريب يحيط بها الكثير من الأساطير المضللة، إذ وصل الحد بالبعض إلى التحقير من شأن الدولة العثمانية على أنها رمز "الاستبداد الشرقي"، ولعبت كتابات أغلبية المستشرقين على هذا اللحن، وحتى بالنسبة للشعوب الناطقة بالعربية، تضاربت فيها صورة الدولة العثمانية بشكل كبير. ويضيف عفيفي فى مقدمته، ففى المغرب العربى كانت الدولة العثمانية بمثابة المنقذ الإسلامى الذى بعثه القدر كى يحمى "شمال أفريقيا" من الهجمات الشرسة من جانب الإسبان المشبعين ، نتيجة شعار "الاسترداد" فى أعقاب سقوط الأندلس، وفى مصر كانت الدولة العثمانية بمثابة رمز للتخلف، والتدهور الذى دخلت فيه مصر بعد فقدانها لعظمتها كمركز لأقوى قوة فى شرق البحر المتوسط، ونقصد بذلك دولة المماليك ومركزها مصر؛ وفى رأى هؤلاء لم تخرج من هذا التدهور إلا على ناقوس الحضارة الغربية متمثلة فى الحملة الفرنسية، أو التحديث على يد محمد علي. ويوضح عفيفي، أما عن الشرق العربي فلم تبق فى الأذهان إلا الفترة الحرجة الأخيرة فى عمر الدولة فى الشام للقوميين العرب، ثم أخيراً ما عرف باسم "الثورة العربية"، هكذا تاهت الصورة الحقيقية للدولة العثمانية مثلها مثل أي دولة عظمى، لها ما لها، وعليها ما عليها. ويؤكد عفيفي، أنه من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة الكاشفة، التى تقع فى ستة فصول هما: نظام الامتيازات الأجنبية، التنظيمات، الوصاية الغربية علي الأقليات الدينية، القوانين الوضعية والشريعة الإسلامية، جذور الفكر القومي التركي، وسياسة التتريك.