أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن ذكرى اليوم الوطني مناسبة من أغلى المناسبات علينا في المملكة العربية السعودية , مشيراً إلى أن هذا اليوم محفور في ذاكرة التاريخ وهو اليوم الذي وحد فيه المؤسس الملك عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - شتات هذا الكيان العظيم واستطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ فقد وحد أمة وأنشأ دولة عظيمة متمسكة بقيمها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية السمحة وتبنيها للإسلام منهجاً وأسلوب حياة حتى أصبحت ملاذاً للمسلمين . وأفاد معاليه أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أسس منهجاً إصلاحياً شكل بلا شك دعامة أساسية لكل مشاريع التطوير والنهضة في جميع المجالات ودعوته -أيده الله- إلى حوار الأديان ونشر المفاهيم الإسلامية السمحة ومحاربة الإرهاب والغلو والتطرف . وقال في كلمة له خلال رعايته مساء اليوم إطلاق فعاليات الأيام الثقافية السعودية بالعاصمة الألمانية برلين بحضور معالي وزير الدولة الألماني لشؤون الثقافة شتيفين شتاينلاين وعمدة برلين كلاوس فوفرايت وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية ألمانيا الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي ، وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية المكلف الدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمة ونخبة من الشخصيات السياسية والثقافية الألمانية وتستمر على مدى سبعة أيام : من الشرق .. الحضارة والتاريخ والشعر والأدب والفنون ، من أرض الجزيرة العربية ، من المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين ومنطلق الرسالة الإسلامية التي تدعو إلى السلام والتسامح والحوار واحترام الآخر ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب والتطرف .وواصل قائلاً : من أرض الشعر والشعراء "إمرؤ القيس وعمر بن أبي ربيعة وجرير والفرزدق وطرفة بن العبد وحمزة شحاته وغيرهم وغيرهم .. من بلاد الفنون العربية الأصيلة وأرض الفروسية والمكونات الطبيعية المتنوعة والمناخات المختلفة والتضاريس المتكاملة جئنا هنا .. إلى الجمهورية الألمانية الاتحادية حيث معرض فرانكفورت الدولي والمتاحف المتنوعة "متحف شتيدل .. Staedel الذي يعد من أبرز المتاحف في العالم وكذلك متحف الهندسة المعمارية ومتحف النحوت القديمة في فرانكفورت ومتحف الفن الحديث الذي يعد واحداً من أجمل متاحف الفن الحديث في العالم .وأضاف يقول : جئنا إلى موطن الصناعات ، بلد الفكر والثقافة ، أرض الشعراء والفنون والفلاسفة ، أرض المفكرين ،أرض بيتهوفن وغوته وغونتر غراس وايمانويل كانت وفريدريك نيتشه .. جئنا محملين بحضارة الشرق وفنونه ، بسماحة الإسلام وقيمه ، بتقاليد العرب وعاداتهم التي تحث على التعاون والمحبة والكرم والوفاء .. جئنا إلى بلاد قادة الفكر الإنساني وأثرت البشرية حيث شارك الفلاسفة الألمان في تشكيل الوعي الفلسفي لدى الأمم كما كان للموسيقى الألمانية دورها الأكبر في تنمية الذائقة الإنسانية للموسيقى وكان الشعراء والروائيون الألمان في مقدمة الشعراء والروائيين في العالم . وأبرز معالي وزير الثقافة والإعلام المساهمة الألمانية في الاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي من خلال سياستها المتزنة والعقلانية فكان لها دور كبير في حل كثير من الصراعات الدولية بفضل ثقلها السياسي والاقتصادي والفكري , لافتاً إلى أن ذلك دفع حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- أن تمد جسور التعاون مع الحكومة الألمانية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية حيث تأتي الأيام الثقافية السعودية ضمن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين الصديقين . وأبان معاليه أن المشاركون يتطلعون في هذه الأيام الثقافية إلى أن يقدموا صورة شفافة عن الحركة الثقافية والفنية في المملكة حتى يكون المواطن الألماني على معرفة ودراية بالفن والثقافة السعودية والتنوع الحضاري والإنساني والجغرافي الذي تتميز به بلادنا , فضلاً عن الدور الذي تقوم به في نشر قيم السلام والتسامح وحوار الحضارات التي تبناها ودعمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بإنشاء مركز الملك عبدالله العالمي لحوار الحضارات حيث جاء ذلك استشعاراً منه - رعاه الله - لمدى ما تعانيه دول العالم من صراعات وفتن ومشكلات . وعرج معاليه قائلاً : رأى -أيده الله- أهمية عقد لقاءٍ للحوار بين أتباع الأديان والثقافات للنظر في التحديات والقضايا التي تهم العالم والسعي لوضع خطة عمل شاملة لمعالجة المشكلات وتنسيق مفاهيم ومبادئ التسامح والتعايش وتعميق ثقافة الحوار بين الأمم .. ودائماً ما يدين فكرة الصدام بين الحضارات ويتطلع إلى أن يحترم كل طرف فيه الطرف الآخر ويحترم مقدساته وعقائده وهويته حتى يعيش الإنسان في أمن وسلام واستقرار . وقال : نؤكد على أن زيارتنا وإقامة هذه الأيام الثقافية في دولة تميزت بالإبداع في كل مناحي الحياة تأتي لتوثيق العلاقات الثقافية بين بلدينا والسعي إلى تبادل ثقافي وعلمي والاستفادة من التجربة الثقافية والفكرية التي تتميز بها ألمانيا , مؤكدا على القواسم المشتركة بين البلدين والمتمثلة في قيم العدل والتسامح والسلام والمحافظة على الاستقرار ونشر العلم والمعرفة والثقافة والفنون بما يتوافق وروح العصر وفق ضوابط إنسانية تسعى إلى البناء وتبادل الخبرات والاستفادة من المنجزات الحضارية والإنسانية والثقافية . وتمنى معالي وزير الثقافة والإعلام في ختام كلمته أن يستمتع كافة الحضور بالفنون العربية الأصيلة التي تقدمها الفرق الفنية السعودية خلال فعاليات الأيام الثقافية السعودية في جمهورية ألمانيا الاتحادية .واشتمل الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة على تقديم لوحات فنية من خلال مجموعة من أطفال مدارس الملحقية الثقافية ببرلين وقصيدة شعرية ألقاها أحد الطلاب السعوديين لتتوالى على إثر ذلك عروض الفرق الشعبية التي تمثل من خلال ألوانها الفلكلورية مختلف محافظات ومناطق المملكة وسط إعجاب ومتابعة كبيرة من المجتمع الألماني . عقب ذلك تفضل معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بقص الشريط إيذاناً بافتتاح المعارض المشاركة في الفعاليات متجولاً معاليه والحضور في هذه المعارض ومطلعاً على ما احتوته من نماذج الحرف والأعمال والمشغولات التراثية القديمة واللوحات الفنية التشكيلية وبعض الملابس التي تمثل بيئات مختلفة بالمملكة .
