أعلن معالي رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، عن تسجيل 800 ألف منشأة تجارية في العنوان الوطني حتى الآن، من بين 1.2 مليون منشأة مسجلة فعلياً لدى وزارة العمل. وأكد الدكتور بنتن خلال حفل الإفطار السنوي الذي نظمته المؤسسة، وحضره عدد من المسؤولين والكتاب الصحفيين مساء الأربعاء الماضي، أن تسجيل المنشآت في العنوان الوطني ساعد في تحقيق العديد من الفوائد الأمنية والاقتصادية، من بينها الكشف عن المؤسسات الوهمية، وهي مشكلة لطالما استمرت لسنوات طويلة من دون حلول لها. وتطرق معالي رئيس مؤسسة البريد السعودي في هذا الصدد إلى قرار مجلس الوزراء الصادر في العام الماضي، والذي قضى بأن يكون العنوان الوطني الذي طورته المؤسسة ملزم قانونياً للأفراد والمنشآت كافة خلال فترة لا تتجاوز خمسة أعوام، تطبق بعدها عقوبات وغرامات بحق مخالفي هذا القرار بعد تسجيل عناوينهم الوطنية أو تسجيل عناوين غير صحيحة وغيرها من المخالفات. وأوضح أن المؤسسة شكلت لجنة عليا للإشراف على تفعيل التسجيل في العنوان الوطني والتحقق من جاهزية البريد السعودي لتلبية الطلب المتوقع على تسجيل العناوين للأفراد والمنشآت، وعقدت هذه اللجنة اجتماعات عدة ووضعت خططاً للتأكد من أدق التفاصيل اللازمة لإنجاز العنونة الكاملة للجميع، بحيث تكتمل إجراءات العنونة قبل عام كامل من موعد تطبيق قرار مجلس الوزراء إلزامياً على الجميع. وأشار الدكتور بنتن إلى أن البريد السعودي عمل على توفير العديد من الحلول لتسهيل تسجيل العناوين للمنشآت والأفراد من دون الحاجة إلى مراجعة مكاتب البريد السعودي، من بينها إطلاق تطبيق إلكتروني خاص للعنونة، إضافة إلى التسجيل عبر الموقع الإلكتروني للمؤسسة (www.sp.com.sa)، وكذلك عبر الاتصال بخدمة العملاء على الرقم (920005700). ولفت إلى العديد من النقل الكبيرة المهمة في مسيرة العنوان الوطني بتوقيع اتفاق بين وزارة الداخلية والمؤسسة، لتسليم جميع الوثائق الرسمية الصادرة من الوزارة إلى المواطنين والمقيمين عبر البريد السعودي، بعد إتمامهم للإجراءات الخاصة بها عبر بوابة الخدمات الإلكترونية للوزارة (أبشر). وكشف رئيس مؤسسة البريد السعودي في هذا الصدد عن تسليم نحو 15 ألف رخصة إقامة إلى المقيمين عبر البريد في المناطق التي بدأ تقديم الخدمة فيها رسمياً، متوقعاً أن تكتمل تغطية جميع مناطق المملكة بهذه الخدمة قبل نهاية العام الحالي. وأضاف "بدأنا أيضاً مؤخراً في تسليم جوازات السفر للمواطنين السعوديين". ورأى الدكتور بنتن أن التعاون الذي تحقق مع وزارتي الداخلية والعمل في تقديم خدماتهما للمنشآت والأفراد عبر البريد السعودي، سيشجع المواطنين والمقيمين على الاهتمام بالتسجيل في العنوان الوطني، بعد أن يلمسوا فوائده الحقيقة على أرض الواقع من خلال الاستفادة من مختلف الخدمات الحكومية لهاتين الوزارتين، ولغيرهما من الوزارات والجهات الخدمية التي ستقدم خدماتها في الفترة المقبل عبر البريد لجميع المستفيدين منها. ونوه رئيس مؤسسة البريد السعودي إلى أن النجاح الذي حققه المؤسسة في تطوير العنوان الوطني، وامتلاكها لحقوق ملكيته الفكرية، والاعتراف الدولي الذي تحقق للعنوان بنيله العديد من الجوائز الدولية، شجع العديد من الدول على الاستفادة من العنوان. وأشار في هذا الصدد إلى تعاون مشترك لنقل تجربة العنوان الوطني إلى كل من جمهورية مصر العربية والجمهورية التركية ودول أخرى، حيث تجري اجتماعات تنسيقية مع تلك الدول للاستفادة من تطبيقاته. وأقرّ الدكتور بنتن أن الوقت حان لأن تبذل المؤسسة جهوداً مكثفة للتعريف بالعنوان الوطني والخدمات البريدية المختلفة، خصوصاً بعد أن بدأ المواطنين والمقيمين يلمسون فوائده بالاستفادة من الخدمات التي تقدمها وزارتي الداخلية والعمل، والتي اعتبرها محركات للدفع لمشروع العنونة للمضي قدماً. وشدد في التأكيد على رغبة المؤسسة في تجنب الظهور الدعائي، والحرص في المقابل على نقل الصورة الحقيقية للمنجز الذي حققته من خلال الخدمات التي تقدمها والتعريف به. وتناول معالي رئيس مؤسسة البريد السعودي في حديثه مجموعة الشبكات التي تديرها المؤسسة، وتشمل شبكة النقل التي تربط بين ستة آلاف نقطة عبر شركة ناقل، تشكل في مجموعها أكبر شبكة نقل لوجستي تخدم الاقتصاد الوطني في المملكة. وأشار أيضاً إلى شبكة التوزيع واسعة الانتشار التي تتمثل في خمسة آلاف نقطة توزيع في مختلف مدن وقرى وهجر المملكة، مؤكداً ان هذه الشبكة تفوق في انتشارها جميع المرافق الخدمية الأخرى في المملكة، بما فيها شبكات الفروع المصرفية. وكشف أن شبكة التوزيع والمكاتب البريدية ستتحول قريباً إلى مراكز لخدمات الأعمال في الأحياء، إذ ستقدم مختلف الخدمات الحكومية والتجارية والمالية لسكان تلك الأحياء. ولفت الدكتور بنتن إلى شبكة تقنية المعلومات التي بنتها المؤسسة، وتربط بين جميع قطاعاتها وإداراتها داخلياً، كما ترتبط خارجياً مع عملائها ومورديها. كما استعرض جهود المؤسسة في تطوير خدمات التجارة الإلكترونية في المملكة، من خلال بنائها أول منصة متخصصة (إي مول) توفر البنية التحتية اللازمة لتقديمها تلك الخدمات، والتي تشكل القواعد التنظيمية وعمليات الدفع وخدمات التوصيل إلى العملاء. من جهة أخرى، أعلن رئيس مؤسسة البريد السعودي أن شركة اتحاد جوراء للاتصالات التي تشارك المؤسسة في ملكيتها وإدارتها مع شركاء آخرين، من بينهم شركة موبايلي للاتصالات، ستبدأ العمل في الفعلي في تقديم خدماتها في شهر شوال المقبل. كما أشار إلى مشاركة البريد السعودي في إطلاق شركة إرسال للخدمات المالية، والتي تشارك المؤسسة في ملكيتها مناصفة مع بنك الإنماء، حيث تهدف هذه الشركة إلى الاستفادة من سوق التحويلات المالية العملاق في المملكة، وكذلك من مختلف الخدمات المالية المصرح لها بمزاولتها. ونوه إلى أن البريد السعودي يعتبر من أكبر القطاعات المشغلة للمواطنين السعوديين، كاشفاً في هذا الصدد أن المؤسسة وظفت في السنوات القليلة الماضية نحو 6500 شاب سعودي يؤدون مختلف الأعمال باحترافية. ولفت في هذا الصدد إلى أن شركة ناقل التي تملك المؤسسة 51 في المئة منها، تعتبر أكبر مشغل للسائقين في السعودية، ولذلك تصنفها وزارة العمل في النطاق الأخضر.