بدأت في مدينة مراكش أمس أعمال الدورة الحادية والثلاثين لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية في الدول العربية، تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية. ورأس وفد المملكة إلى الاجتماع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، رئيس الدورة السابقة للمجلس. وقد بدئ الاجتماع بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقيت كلمة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية ، ألقاها نيابة عنه معالي وزير الداخلية المغربي محمد حصاد ، استحضر في بدايتها مواقف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - ، الرئيس الفخري السابق لمجلس وزراء الداخلية العرب ، ودعم سموه للمجلس منذ انطلاق دورته الأولى بمدينة الدار البيضاء عام 1982 م, واهتمامه بضمان واستمرارية اجتماعات المجلس". ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ، رئيس الدورة السابقة للمجلس كلمة فيما يلي نصها : " الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين ، أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب ، معالي الأمين العام ، أصحاب المعالي والسعادة ، الأخوة والحضور ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، يشرفني في مستهل هذا اللقاء أن أنقل إليكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين - حفظهما الله - وتطلعهما الكريم أن يتحقق في هذا الاجتماع المبارك ما يعزز أمننا العربي المشترك بحول الله وقدرته. كما يطيب لي أن أرفع باسمي وباسمكم جميعا عظيم الشكر وبالغ التقدير إلى مقام جلالة الملك محمد السادس وإلى حكومته الرشيدة والشعب المغربي الشقيق لما لقيناه من حسن استقبال وكرم ضيافة ولما يقدمه لهذا المجلس من دعم ومساندة ، والشكر موصول لمعالي الأخ محمد حصاد وزير الداخلية على ما وفر لهذا الاجتماع من أسباب النجاح ، كما نشكر لمعالي الأمين العام وأمانة المجلس جهودهم الموفقة . أيها الأخوة : إن الأعمال الإجرامية التي تهدد أمننا العربي وفي مقدمتها الإرهاب ، ليست أعمالا عفوية أو تلقائية ، وإنما يجري التخطيط لها بسابق إصرار وترصد ، ويعمل على تنفيذها مجموعات ذات أهداف محددة ، وتساندها دول وقوى متعددة ترى في أعمال هذه الجماعات ما يحقق أهدافها التي قد يتعذر تحقيقها عسكريا أو سياسيا أو اقتصاديا ، ذلك أن زعزعة الأمن لأي بلد سوف يعرضه لتأثير ضار في مقومات الحياة كافة . أيها الأخوة : إن ما يشهده العالم اليوم من تجاوزات للقوانين والمعاهدات الدولية ، وما نجم عن ذلك من صراعات ومواجهات ، بات يؤثر على أمن دولنا ، واستقرار شعوبنا ، باعتبار أننا جزء مهم من هذا العالم ، نؤثر فيه ، ونتأثر به ، وهو ما يستوجب من أجهزة الأمن في دولنا العربية أن تظل في جاهزية كاملة عددا وعدة ، كفاءة وقدرة. أيها الأخوة : إن أمننا العربي كل لا يتجزأ ، فنحن كيان بشري ، وعمق تاريخي ، ومد حضاري واحد في أمنه ومصيره مما يستدعي تنسيقا أمنيا أوثق ، وتعاونا اشمل وأعمق ، وسوف نظل محافظين على امن دولنا وشعوبنا بروح الواثق بالله ثم بتفاني رجال الأمن المخلصين ، وبوعي مواطنينا والمقيمين معنا من الأخوة والأصدقاء وهو ما تحقق على ارض الواقع - ولله الحمد -. أيها الأخوة : إن تفكير ساعة بعمق ورؤية أكثر نفعا وابلغ أثرا من عمل روتيني لسنوات عديدة ، وهو ما نعمل عليه في اجتماعات مجلسنا الموقر وصولا إلى ما يحقق توجيهات قادتنا ، وتطلعات شعوبنا العربية ، ومتطلبات أمن دولنا واستقرارها ، بعون الله وتوفيقه ، فمنه وحده نستمد العون والتوفيق ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ". عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان كلمة ثم قدمت الأمانة العامة للمجلس درعاً تذكارياً لجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية ، تسلمها نيابة عنه معالي وزير الداخلية المغربي محمد حصاد. كما تسلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ، رئيس الدورة السابقة للمجلس درعاً تذكارياً من الأمانة العامة للمجلس ، وتسلم معالي وزير الداخلية بالمملكة المغربية محمد حصاد رئيس الدورة الحالية درعا مماثلا من الأمانة. بعد ذلك سلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ، رئيس الدورة السابقة للمجلس ، رئاسة الدورة الحالية لمعالي وزير الداخلية بالمملكة المغربية محمد حصاد. ثم ألقى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب كلمات أكدوا فيها ضرورة تطوير العمل الأمني العربي المشترك لمواجهة التحديات الأمنية كافة ومحاربة الإرهاب ومكافحة المخدرات والاتجار في البشر إضافة إلى تطوير الإستراتيجيات.