** الاستاذ محمد حسين زيدان له مقولة جميلة قالها لي ذات يوم وكنت لحظتها وانا أعرض عليه تصرف شخصية معروفة – مع صديق له. قال اسمع "يا واد" وهو النداء المحبب لي منه بالذات رحمه الله. يبدو ان هذه الشخصية ما عنده معرفة بقراءة تصرف "خدم" صديقه معه: قلت كيف يا استاذ؟ يا واد اذا اردت ان تعرف مكانتك عند من تقوم بزيارته لاحظ مدى اهتمام وترحيب خدمه بك عند قدومك اذا كان استقبالهم لك مبهجاً واحتفاؤهم بك كبيراً اعرف ان لك مكانة مميزة عند "مخدومهم" اما اذا كانوا غير ذلك فلا يرحبون بك ولا يهتمون بمقدمك اعرف ان "مخدومهم" لا يقيم لك عنده محبة او حتى احتراماً وعليك ان تنسحب "سكيتي" فلا تعرض نفسك لكثير من – المهانة –. تذكرت هذا وأنا اسمع عن تصرف أحد من فتح باب منزله لاستقبال بعض اصدقائه فلا يعطي كل من يأتيه ذات الاهتمام الذي يعطيه للآخرين فهو ينتقي من يأتيه فيمحضه كل الاهتمام وكل الترحيب وهذا ما كنت اراه عند خدمه تجاه من يحترم ومع من له أقل اهتماماً به. رحمك الله يا استاذنا محمد حسين زيدان رحمة الابرار. لقد كنت صاحب رؤيا حكيمة.. ذات يوم وكنت أقص عليه حال ظرف احدى السيدات وانها تتلقى العلاج في أحد المستشفيات الخاصة. فما ان انهيت كلامي حتى راح يفرك يديه ودموعه تملأ خديه في صورة درامية حية، دون ان يسأل ادخل يده في جيب ذلك "البالطو" الابيض الذي كان يحرص على ان يرتديه واخرج كل ما فيه واذكر انه كان مبلغ ثلاثة آلاف ريال وقال يا واد خذ هذا وارسله لها واستر ما واجهت. انه رجل كريم بيده على محدوديتها ولكنه كان كريماً – بجاهه – لا يسمع عن طالب حاجة الا وذهب لقضائها له. ذات يوم .. وكان في مكتبي عندما دخل احد طلاب جامعة الملك عبدالعزيز وقص علينا مشكلته فما كان من الاستاذ الا ان ضرب بعصاه الارض وقال – هيا – معي وهو لا يعرف الطالب وذهب به الى الدكتور رضا عبيد واعاده الى الجامعة. الطريف موقفه مع العقيد شحات مفتي عندما حكى لي هو هذا الموقف مع – شحات – شوف يا واد ما فعله معي ولد أحمد مفتي لقد طلب مني عدم مراجعته في مكتبه للوساطة لبعض الناس. لقد قال لي لا تأتيني. لقد أصابني بحالة من ذهول حتى أنني فكرت أن أمد "عكازي" عليه كواحد "مشكل" في حلبة المزمار لكنه فاجأني سريعاً عندما قال: أنا أتيك يا استاذ الى بيتك. انه رجل أليس كذلك. نعم.