حينما يُقْدِمُ إنسان على الانتحار يشعر جميع المحيطين به من عائلته أو من أصدقائه بالأسف، ويتساءل الجميع عن الأسباب التي قد تدفع بالشخص للتخلص من حياته. وفي الأغلب يأتي التفكير في الانتحار عندما يفشل الإنسان في التكيف مع الظروف المحيطة به سواء الاجتماعية أو الضغوط النفسية أو حتى المادية. وقد كشفت دراسة حديثة أن الشباب العاطلين هم أكثر ميلاً للانتحار أثناء أوقات الرخاء الاقتصادي. وقال الباحثون إن العاطل يشعر بوصمة عار شديدة وألم نفسي هائل عندما يكون خارج سوق العمل في الوقت الذي تتوافر فيه الوظائف، وهو ما يدخل العاطلين في مشاكل نفسية لا حصر لها قد تصل إلى حد الانتحار. وأظهرت الدراسة التي تناولت حقبة زمنية قوامها عشرين عاماً أنه كلما طال مدى مكوث العاطلين بلا عمل، كلما زاد خطر إقدامهم على الانتحار، وتدق نتائج الدراسة ناقوس الخطر بضرورة إخضاع العاطلين لاستشارات نفسية مستمرة، لا سيما في الحقبتين العمريتين بين 25- 45 سنة، وبين 55-64 سنة الأكثر عرضة لارتكاب الانتحار. وأكد القائمون على الدراسة التي أجرتها جامعة ملبورن حول العلاقة بين البطالة والميل إلى الانتحار في الفترة بين 1985-2006، أن المخاطر النفسية للبطالة أكثر شدة عند الشباب، وطالبت بضرورة الاعتناء بالجانب النفسي لدى العاطلين.