ليس هناك أصعب من صناعة الرجال، وهذا ما يقوم به رجل الأهلي الكبير الأمير خالد بن عبدالله من خلال أكاديمية النادي التي يقضي فيها ثلث يومه. يناقش، يحاور، يوقع، يجتمع، و فوق كل ذلك يقوم بإيفاد المميزين من نشء الأكاديمية خارج حدود الوطن لصقل مواهبهم وإعادة فلترتها بما يضمن الاستمرار والنبوغ. كانت بدايات الأمير خالد بن عبدالله مع الأهلي كمسؤول من خلال ركن الملعب، كان يحضر فيحضر جيل صبحي، وحسام أبو داود ومن قبلهما جيل دابو والصغير وذياب،. كان حضور خالد بن عبدالله في المنصة يعني حضورا أنيقا للأهلي داخل المستطيل. وقتها كان الأهلي مرعباً للمنافسين، ولم يكن للتخاذل مكان، كنت في ذلك الوقت تشاهد الأهلي في وجه أميره الكبير، ينتصر الأهلي فيشع وجه الأمير اخضرارا، كان دائم التبسم فالأهلي كان يلتهم العشب والمنصات، كان للغناء كوكب واحد وللأهلي أحد عشر كوكباً. كان الأهلي محظوظا بفكر خالد بن عبدالله الذي يسابق الزمن، ولاحظوا الآتي: يتم جلب مدير كرة تونسي في الأهلي، وإداري مصري في الاتحاد هذه الأيام، وهذا ما فعله تحديدا خالد بن عبدالله مع علي عثمان قبل أكثر من ثلاثين عاماً، أي أن فكر الرجل يسبق كل الرياضيين. اكتشف الأمير أمرا بأن لكل نهاية بداية، وبداية الأشياء نقطة الصفر، وذلك ما جعله يتحول فورا للعمل في القطاعات السنية بناديه من خلال مشروعه الذي ولد عملاقا " أكاديمية الأهلي " ، تفرغ الأمير ل " تأسيس وتسيس " الحب داخل قلعته بعد أن شاهد أن الحب بدأ ينضب من بعض قلوب الأهلاويين. أيضا لاحظوا الآتي: بمجرد نهاية أي حصة مرانية يصطف النشء أمام مؤسس الأهلي وكل ما يقولونه (أهلي أكاديمي)، ألم أقل لكم إن أمير القلوب قادر على تأسيس وتسييس الحب وبذره داخل القلوب الخضراء. انتقل العشق هذه المرة من (ركن الملعب) إلى (منصة الأكاديمية) يتابع فيها الأمير يوميّاً جيل الأمل الجديد عن قرب، وبعيدا عن الضجيح، ففي الوقت الذي يبحث فيه مسؤولو الأندية عن لقطة مع نجومهم الكبار لحظة تجديد عقودهم، تشاهد خالد بن عبدالله يصفق بحرارة لبرعم يظهر نبوغا عن بقية رفاقه في الأكاديمية. بطولة فريق الناشئين بالأهلي لبنة في "مصنع الرجال"، وأكاديمية الأهلي "مصنع رجال"..وخالد بن عبدالله "أبو الرجال" .