في ديربي القارة الأكبر .. الملكي والعميد آخر تمام في قمة كسر العظام

تتجه أنظار الجمهور الرياضي السعودي بشكل خاص والآسيوي بشكل عام صوب عروس البحر الأحمر جدة لمعرفة الأسرار التي سيبوح بها الديربي السعودي الكبير بالنكهة الآسيوية في لقاء الذهاب بنصف نهائي دوري أبطال آسيا والذي يجمع قطبي جدة الاتحاد والأهلي مساء اليوم في سبيل قطع نصف الطريق نحو نهائي البطولة القارية وسيقام اللقاء على استاد الامير عبدالله الفيصل والذي يتسع فقط لحوالي 17000 مشجع تقريبا وهو ما يسبب صداعا كبيرا لعشاق الفريقين العريقين والكبيرين بسبب صعوبة الحصول على مقعد في الحدث الأهم وتعتبر جماهيرية الفريقين طاغية في شتى أنحاء الوطن بشكل عام وبشكل مكثف في المنطقة الغربية وتعتبر مباراة اليوم على ارض الاتحاد لذلك سيحصل الاتحاد على 92% من نسبة الحضور الجماهيري.
والاهلي يحصل على 8% وقد شهدت الأيام الماضية فوضى كبيرة في توزيع التذاكر بين جمهور الاتحاد مما جعل الجمهور في غاية الاستياء من الآلية التي تم من خلالها التوزيع وكل ما يتمناه الجمهور السعودي أن يظهر اللقاء بشكل مميز يعكس قوة وتاريخ الفريقين.
مشوار الاتحاد في البطولة
منذ اللقاء الأول للبطولة والفريق الاتحادي يظهر رغبة كبيرة في تحقيق شيء ما في هذه النسخة فالاتحاد كان يتميز في الدور الاول بعروض ثابتة قادته الى تصدر المجموعة الثانية بسهولة تامة بعدما جمع 16 نقطة من 5 انتصارات وتعادل واحد متقدما بفارق مريح وصل ل 5 نقاط عن اقرب منافسيه بني ياس الاماراتي (11 نقطة) وباختاكور الاوزبكي (7 نقاط) والعربي القطري (من دون رصيد). وفي الدور الثاني الذي اقيمت مواجهته ضد بيروزي الايراني على ملعبه في جدة كونه يقام بطريقة خروج المغلوب على ارض متصدر مجموعته في الدور الاول تغلب الاتحاد على بيروزي الايراني بسهولة تامة 3-صفر. مؤكدا تصميمه على الذهاب بعيدا في هذه البطولة لاستعادة امجاده على غرار عامي 2004 و2005 والتي حقق فيها اللقب.
بعد ذلك التقى مع غوانغجو ايفرغراندي الصيني في ربع النهائي ذهابا وايابا حيث فاز برباعية مقابل هدفين في جدة وخسر في الصين بهدفين مقابل هدف ليتأهل على حساب غوانغجو ايفرغراندي الصيني بمجموع المباراتين الى نصف النهائي لملاقاة منافسه التقليدي في ديربي منتظر.
طريق الأهلي نحو المربع
في ظل الظروف التي كان عليها الأهلي مع انطلاق البطولة وهي المنافسة على عدة جبهات محلية وقارية حيث كان منافسا شرسا على لقب الدوري وحقق كأس الأبطال جاءت بدايته في دوري أبطال آسيا ضعيفة نوعا ما فالأهلي حل ثانيا في المجموعة الثالثة في الدور الاول برصيد 10 نقاط من ثلاثة انتصارات وتعادل وخسارتين وتخلف بفارق ثلاث نقاط عن سيباهان اصفهان الايراني متصدر المجموعة برصيد 13 نقطة بعد أن لعب اللقاء الأخير بالفريق الرديف بعد ضمان التأهل وتقدم على النصر الاماراتي ولخويا القطري (6 نقاط لكل منهما) ليتوجه الاهلي في الدور الثاني الى ابوظبي للقاء منافسه الجزيرة الاماراتي متصدر مجموعته في الدور الاول فعاد ببطاقة التأهل الى ربع النهائي بعد تغلبه عليه بركلات الترجيح 4-2 لتعادلهما 3-3 في الوقت الاصلي والاضافي.
والتقى مع سيباهان في ربع النهائي ذهابا وايابا حيث تعادلا سلبيا في ايران بالموقعة الأولى واستطاع الفوز في جدة برباعيه مقابل هدف.
ويتأهل على حساب سيباهان الى نصف النهائي لملاقاة الاتحاد في دور نصف النهائي ويضمن للكرة السعودية وصول فريق سعودي في النهائي.
ربع نهائي مثير
في الدور ربع النهائي ظهر الأهلي والاتحاد بمستويات مميزة وهما يلعبان على أرضهما وبين جماهيرهما مستغلين الدعم الجماهيري الكبير فالاتحاد تأهل الى الدور نصف النهائي للبطولة رغم خسارته على ملعب جوانزو إيفرجراند الصيني بهدفين لهدف في اياب الدور قبل النهائي وذلك بعد أن أكرم ضيافة الفريق الصيني في جدة بالفوز عليه بأربعة أهداف مقابل هدفين في مباراة الذهاب ليتفوق بذلك في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بنتيجة 5 /4 وقد كانت الاثارة موجودة في لقاء الاتحاد بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج ولكن فهد المولد الموهبة الشابة والذي اشركه كانيدا على حساب المخضرم نور كانت على قدمه اليمنى بشارة الفرح الاتحادية وفي المقابل تأهل الأهلي الى نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال آسيا بعد فوزه الكبير على ضيفه سباهان أصفهان الإيراني 4-1 في جدة وسجل للأهلي البرازيلي فيكتور سيموس (30 من ركلة جزاء) والعماني عماد الحوسني (35 و45) وعبد الرحيم الجيزاوي (70) ولسباهان كامل المر (37 خطأ في مرمى فريقه) وكان الفريقان تعادلا ذهابا في أصفهان صفر-صفر مما جعل الجميع يضع يده على قلبه خشية خروج الفريق الايراني بتعادل ايجابي يحرج به الأهلي بين جماهيره ولعل الإثارة الكبيرة في لقاء الأهلي كانت في الدقائق الأولى من لقاء الاياب بعد أن سنحت العديد من الفرص الايرانية الخطيرة والتي كانت سترمي بالأحلام الأهلاوية إلى سراب.
خطوط الفريقين
المتابع لمشوار الفريقين في دوري أبطال آسيا والمسابقات المحلية يجد أن هناك تقاربا كبيرا في كافة خطوط الفريقين مما يجعل اللقاء أكثر ندية وتنافس وإثارة ففي الحراسة نجد أن الاتحاد لديه خبرة عريضة ممثلة في مبروك زايد بينما الأهلي يملك ثنائيا متجدد العطاء والأداء وهما المعيوف المتخصص في هذه المسابقة والمسيليم الأساسي محليا بينما خط الدفاع يملك الخبرة والاصرار والحماس في كلا الجانبين ففي الاتحاد نجد أن هزازي واسامة والمنتشري والسعيد هما الأقرب للمشاركة وفي الجانب الآخر المر وبالومينو والموسى والحربي للدفاع عن مرمى الأهلي أما خط الوسط فهو أكثر الخطوط فعالية في الاتحاد بتواجد امبامبي وكريري ونور وسوزا والشربيني بينما في الأهلي باخشوين ومعتز وتيسير وموراليس أما الهجوم ففي الأهلي تعتبر القوة الأكبر حيث يتواجد الحوسني وفيكتور في حال جاهزيته وفي مقدمة الاتحاد نايف هزازي.
أسلوب اللعب
كانيدا وجاروليم يتبعان أسلوبا تكتيكيا مختلفا فالأسباني كانيدا يفضل اللعب بطريقة 5-4-1 أو 4-5-1 حسب ظروف المباريات وفي لقاء اليوم يتوقع أن يلعب ب 4-5-1 من أجل تكثيف منطقة الوسط والضغط على لاعبي الأهلي في منطقة المناورة وعدم إراحتهم في التمرير واللعب بالمساحات والاعتماد على الكرات الطولية هجوميا نجد الشربيني وسوزا ونور الذين يشكلون مثلثا هجوميا قادم من الخلف لمساندة هزازي صاحب التميز في الكرات الهوائية بينما جاوليم يلعب بطريقة 4-4-2 ومحاولة الاعتماد على انطلاقات الحربي في الجهة اليسرى وتحركات تيسير الجاسم وموراليس القطرية في سبيل مساندة الثنائي فيكتور والحوسني والذي سيكون عليهما رقابة قوية للحد من خطورتهما مع بقاء باخشوين ومعتز أمام المدافعين وعدم ترك ثغرات للشربيني وسوزا السريعين في التحركات والتسديد.
نقاط القوة والضعف
أفرزت اللقاءات الأخيرة للفريقين للمتابع الرياضي العديد من النقاط والتي تشمل على نواحٍ ايجابية وأخرى سلبية ففي الاتحاد تكمن قوة الفريق في تحركات الشربيني وابراهيم هزازي على الأطراف ولعب الكرات الهوائية لنايف كما أن الكرات الثابتة المباشرة والعرضية تعد خطيرة في ظل تواجد قامات طويلة مثل هزازي وأسامه المولد والمنتشري وكريري كما أن التسديد المباغت من سوزا أحد عوامل القوة وتظل منطقة العمق في الفريق هي نقطة ضعف واضحة وسهلة الاختراق برغم الاجتهادات التي يبذلها امبامبي لتصحيح أخطاء المدافعين.
وفي الجانب الأهلاوي تعتبر تحركات فيكتور وسوزا المتنوعة هي أبرز نقاط قوة الفريق الأخضر بالاضافة للدور الفعال والمميز الذي يقوم به منصور الحربي في الطرف الأيسر كما أن تحركات تيسير وموراليس من العمق والتسديد هي من نقاط قوة الفريق أيضا ولكن تظل الثغرة التي يتركها المر في حال تقدمه أبرز عيوب الفريق الأهلي بالاضافة للسرحان الذي يظهر على خط الدفاع في أجزاء من المباريات يساهم في ولوج الأهداف السهلة.
الأوراق الرابحة
أكثر ما يميز الفريقين في هذه الفترة هي وجود عناصر مميزة على المستطيل الأخضر بالاضافة لوجود أوراق رابحة على دكة البدلاء سيحاول أن يستعين به كل مدرب ففي الجانب الاتحادي يبرز اسم فهد المولد في الهجوم وابوسبعان وهتان باهبري في الوسط وأحمد عسيري والطريدي في الدفاع وفي المقابل بالأهلي عيسى المحياني وبدر الخميس في المقدمة والجيزاوي ويحيى حكمي ومحسن العيسى في الوسط وبالدفاع عقيل بلغيث وبصاص وجفين البيشي وبالطبع كل مدرب سيسعى أن يستفيد من اللاعبين الأساسيين والاحتياط في تجيير اللقاء لمصلحته.
الغيابات والمهددون بالإيقاف
يغيب عن لقاء الفريقين في هذا لدور عدد من اللاعبين المهمين في خارطة الفريقين ففي الاتحاد يغيب رضا تكر للايقاف بالبطاقات الصفراء ومعن خضري للاصابة بينما في الأهلي يغيب ياسر الفهمي ومحمد مسعد للاصابة بينما المهددين للايقاف والممنوعين من خوض لقاء الاياب في حال الحصول على بطاقة صفراء هم أربعة من كل جانب ففي الاتحاد ابراهيم هزازي واسامة المولد والمنتشري وامبامبي وفي الأهلي باخشوين ومعتز الموسى وبدر الخميس والجيزاوي وستكون هذه بمثابة الضغوط على لاعبي الفريقين خشية الايقافات عن اللقاء القادم.
طاقم قطري يضبط اللقاء
كلف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم طاقم تحكيم قطري لإدارة مباراة الذهاب لدور الأربعة من دوري أبطال آسيا في هذا المساء بين قطبي جدة الاتحاد والأهلي وعين الاتحاد القطري الحكم الدولي عبدالله محمد بليدة لادارة المباراة وسيعاونه المساعدان الدوليان حسن راشد الذاودي ورمزان سعيد النعيمي.
الفرص متكافئة
من خلال ما تطرقنا له نجد أن التكافؤ موجود في لقاء الديربي فكل فريق يملك الأسلحة الفنية التي تؤهله لتجاوز هذه المرحلة الأصعب في مشوارهم بالدوري ولكن تظل الروح والحماس داخل المستطيل الأخضر هي من سيفصل في تحقيق الأفضلية وبغض النظر عن لمن ستكون الأفضلية نتمنى من الفريقين أن يقدموا الصورة المشرفة والروح الرياضية وعدم خدشها على المستطيل الأخضر بالخشونة والاحتكاكات غير المبررة والتفرغ تماما لتقديم كرة قدم حقيقية بينما على الجمهور الحاضر دور كبير في إكمال جمالية اللقاء من خلال المؤازرة الفعالة والتشجيع المثالي فكل الأمنيات للفريقين بتقديم وجبة كروية دسمة.