من غرائب ما تسمع أو تقرأ.. هذه العبارات وهي تأتي على لسان إحدى الفنانات.. عندما تؤدي دورا تمثيلياً."والله أنا اشكر ربنا أن وفقني في هذا العمل وبالذات في هذا المشهد الذي أديته بإتقان.. إنه توفيق من الله سبحانه وتعالى وإنني أحمده عليه". نسمع هذا الامتنان لتوفيق الله لها في ذلك العمل.. وتكون المفاجأة.. "التعيسة" أن ذلك المشهد "التمثيلي" الذي شكرت الله عليه بأن وفقها لإتقانه.. هو عبارة عن غرفة نوم تكاد تشم رائحة العطور فيها من خلال "الشاشة" وهي في "رداء" مثل الذي يطلق عليه "ورقة التوت" ومعها "رجل" لا يقل تستراً منها.. ويؤديان مشهداً غاية في عدم الحياء بل تشعر أنك امام حالة من الفلتان الأخلاقي.. ومن المشاهد التي نراها في هذه الأفلام العربية تلك التي تظهر "البطل" أو البطلة عندما يعبر أحدهما عن حالة الضيق التي يعاني منها بأن يذهب إلى أحد البارات لكي "يشرب" ما ينسيه حزنه أو انه يذهب إلى أحد الملاهي لكي "يفسح عن نفسه" تعبيراً عن سعادته.. وهذا يرسخ لدى المشاهد بأن وسائل التعبير حزناً وفرحاً.. هو "الشرب" والسينما العربية أخذت هذا المنهج من السينما العالمية التي ليس لديها مانع من ممارسة ذلك فهو نسيج الحياة هناك.. وأكاد أجزم أن كثيرين ممن تعلموا عادة التدخين أتتهم من هذه الأفلام التي يعجبون بأبطالها فيقلدونهم.. في ممارستهم تلك.. وتقليد البطل نراه الآن لدى بعض الشباب والفتيات عندما يشاهدون ذلك الحوار غير "المؤدب" بين الابن والأب أو البنت والأم.. ويعتقدون.. أن ذلك سلوك معتاد.. فتنفلت الأمور بين الوالدين وبين الأبناء المتأثرين بتلك الأفلام والمسلسلات التي تظهر تلك العلاقة بشكلها "المتوازي" وليس المتوازن.. بين الأبناء والآباء هذا ما أحسست به وأنا استمع إلى الأب الباكي وهو يشكو لي ما يلاقيه من أبنائه الذين هجروه دون سؤال عنه.