كان السبق لنا في اعتلاء هرم الحضارات حين كنا الأوائل في رحاب العلم والفكر . . فحق علينا أن نكون أهلاً للمسئولية ونُكمل مسيرة المجد والتي صنعها علماء أجلاء أضاءو العالم بنور فكرهم النيّر . . فذالكم الخوارزمي والذي برع في علوم الجبر وكان له الدورالأبرز في اختراع " الصفر " والذي بفضله شهد العالم بأسره ثورة في عالم الإتصالات ونقل المعلومات . وفي علوم الطب والصيدلة برع الزهراوي فهو أول من صنع أقراص الدواء وبرع البيروني في علم البلورات والحسن بن الهيثم في البصريات . .والقائمة تطول . كنا الأوائل في كل شئ ولكن المشهد اليوم يقدم صوراً قاتمة من تخلفنا في ميادين الحياة المتسارعة بعد أن اختل سيرنا الحضاري وصرنا في آخر الركب بارعين في الإستهلاك والتقليد ومتخلفين في الإنتاج والإبتكار . استحضرت هذه المفارقة بين الأمس واليوم لندرك بأن حاجتنا باتت ملحة لتغيير سياسة التعليم كما يقول المفكر والأديب محمد عبده يماني فمخرجات تعليمنا قاصرة عن تهيئة الأجيال بالصورة المأمولة وماأدل على ذلك سوى مانعانيه من تخمة متزايدة في أعداد العاطلين والعاطلات عن العمل . .في ظل حاجتنا لكفاءات علمية مؤهلة ماأدى إلى اتساع المجال للأيدي الأجنبية حتى أن أعدادهم باتت اليوم تفوق السبع ملايين أجنبي .ماأحوجنا للتعليم المهني والتقني وكافة علوم الهندسة والطب وماأحوجنا لغرس مفاهيم ومبادئ احترام المهنة والعمل فالوظيفة أياً كانت هي شرف لابد أن يصان . . فمتى سنغير من سياسة تعليمنا ونعجل من سيرنا البطيء ونلحق بمن سبقونا . سررت من الخبر الذي طالعتنا به صحيفة عكاظ عن حصول أحد أبناء الوطن وهو الطالب مشعل هشام هرساني على الدكتوراه الفخرية من جامعة دبلن بولاية كاليفورنيا الأمريكية تقديراً لإختراعاته لخدمة ذوي الإحتياجات الخاصة . .هذا الطالب النجيب سخر إمكانياته في سبيل هذه الخدمة الإنسانية لذوي الإحتياجات الخاصة حيث قام بإختراع هواتف نقالة للمكفوفين وقام بإختراع كراسي خاصة بالمعاقين على متن الطائرات وقدم بحثاً متكاملاً عن خدمة ذوي الإحتياجات الخاصة في التعليم الجامعي عن بُعد . . هنيئاً لنا بك يامشعل فنحن أحوج مانكون اليوم لأمثالك من المبدعين الأفذاذ ليضيفوا لهذا الوطن المعطاء إنجازات طموحة مظهرين للعالم أجمع الصورة الحقيقة لإبناء هذه البلاد المباركة وإن كنت أتساءل دوماً أين جامعتنا الموقرة عنك ولماذا يسبقنا الغرب للإحتفاء بأبناء الوطن . anas920@ hotmail. com
