✒قال لي شخص كريم من أصحاب الأيادي البيضاء: يعلم ربي الذي يشهد علي أني أحس بسعادة غامرة تملئُ قلبي عندما أساعد أحداً وأرى السعادة تغمر وجهه فرِحاً مسروراً بتفريج كربته، حينها اشعر وكأنني ملكت الدنيا بحذافيرها، وقد قضى الله حوائجي بقضاء حوائج الناس. إذن؛ من هم خير الناس عند الله؟ ومن هم أحب الناس إلى الله؟ نسأل الله أن نكون منهم.. خير الناس من يملك في قلبه رحمة للناس بمشاركتهم همومهم وأحزانهم، والتخفيف مِن آلامهم ومصائبهم، وتدخل السرور على قلوبهم إذا احتاجوا للمساعدة ومد يد العون. ولهذا دائماً أطلب من الله أن لا ينزع الرحمة من قلبك، فالإنسان بلا رحمة ولا مشاعر، لا فرق بينه وبين الجماد والحيوان، وأدعو الله أن يسخرك لغيرك قولاً وفعلاً، وأن تكون ممن يقضى على يديه حوائج الناس ولو بالشفاعة، والجزاء من جنس العمل، وتكفيك دعوة صادقة من شخص محتاج قد يسعدك الله بها في الدنيا والآخرة. لن ينسى الله لك كل لحظة سعيت فيها لازالة الحزن عن شخص واستبدلتها بلحظة فرح، بجبر خاطرة بكلمة لطيفة أو تفريج كربته أو تسديد دينه أو علاج مرضه وأنت ربما تعيش لحظات حزن، ولن ينسى الله جُودك في محن الناس وحل مشكلاتهم، ولن ينسى الله خطوتك لجبر قلوب الناس وأنت المغمور بكسورك، لذا ثق بأن الله لن ينسى لك كل هذا وستجازى به في الدنيا والاخرة. *ترويقة: أشرف عباد الله تعالى وأحبهم إليه من كان أكثر نفعاً لعباده الآخرين، ويكون نفعه لهم بما يسديه إليهم من معروفٍٍ وما يقدمه لهم من نِعمٍ، وما يدفعه عنهم من شرورٍ ونِقم، وما يسعى في قضاء حوائجهم، والتَّخفيف عنهم، والوقوف معهم، وعونهم، فمن كان حريصاً على كلِّ ذلك كان من خير النَّاس وأحبِّهم إلى الله تعالى. *ومضة: قال الله تعالى:*(وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).. وقَالَ عليه الصلاة والسلام: (أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ، أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، يَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ يَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ يَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا).