بينما اجمعت معظم مصادر وكالات الاخبار على ان دخول وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مستشفى في نيويورك كان بسبب اصابتها بجلطة دموية ناجمة عن تعرضها لارتجاج في الدماغ في وقت سابق، يُعرب روبرت بيزيل، مراسل شبكة «إن – بي – سي» التلفزيونية الامريكية، عن شكه في ان يكون سبب هذه الجلطة ارتجاج دماغي سابق، وان ثمة شيء غير عادي تحاول الدوائر الرسمية اخفاءه وعدم الكشف عنه للصحافة. اذ من الملاحظ هنا ان التكهنات حول حالة كلينتون كانت قد بدأت في مطلع ديسمبر حينما، الغت دون اشعار مسبق مشاركتها في مؤتمر اصدقاء سورية الذي عقد في مراكش يوم السادس من ديسمبر، وكانت هي واحدة من مؤسسيه. بل وما اثار الانتباه اكثر هو ان وجودها كان ضرورياً جداً في ذلك الوقت لان واشنطن وحلف شمال الاطلسي كانا قد رصدا تحركات مشبوهة في اسلحة الجيش السوري الكيميائية، في البداية قيل ان سبب غياب كلينتون يعود لاصابتها بالانفلونزا وبعد ثلاثة ايام من ذلك تم الاعلان عن اصابتها بجرثومة في المعدة، ثم ما لبثت وزارة الخارجية الامريكية ان اعلنت في العاشر من ديسمبر، اي قبل يوم من الموعد المقرر في الحادي عشر من ديسمبر لادلاء كلينتون بشهادتها امام لجنة الاستخبارات في الكونغرس حول حادث الاعتداء على القنصيلية الامريكية في بنغازي، ان كلينتون مصابة بارتجاج دماغي نتيجة لسقوطها على الارض لاصابتها بالاغماء بسبب اصابتها بالجفاف. غير ان المعلومات التي حصل عليها موقع «ديبكافايل» الإسرائيلي من مصادر في الخليج وفي ايران تشير الى ان كلينتون تعرضت لاصابة بالغة بينما كانت في مهمة سرية بالمنطقة في الاسبوع الاول من ديسمبر الماضي. بل وتقول بعض المصادر ان عدداً من اعضاء فريقها، المكوّن من مستشارين ورجال امن، قد اصيبوا او حتى قتلوا ايضا، لكن على الرغم من انها لم تحدد طبيعة مهمة كلينتون السرية، تؤكد هذه المصادر ان هذه المهمة بدأت بعد ان تحدثت مصادر ديبكا فايل في الاول من ديسمبر حول انعقاد محادثات سرية بين مسؤولي ادارة اوباما وممثلين كبار عن مرشد إيران الاعلى علي خامنئي حول برنامج إيران النووي. بعد هذا وقبل ثلاثة اسابيع توجهت كلينتون بالطائرة لعقد اجتماع سري مع الرئيس محمود أحمدي نجاد لمتابعة تلك المحادثات، لكن بينما كان الرئيس ينتظرها تعرضت طائرة كلينتون لخلل فني مما اضطرها للهبوط على نحو طارئ وتعرض كلينتون واعضاء فريقها لاصابات مختلفة. وكان اطباء كلينتون التي تعالج في مستشفى في نيويورك، قالوا ان وزيرة الخارجية الأمريكية مصابة بجلطة بين المخ والجمجمة لكنهم اكدوا انهم واثقون من «شفائها الكامل». وقالت الطبيبة ليزا بارداك في بيان ان التصوير بالرنين المغناطيسي الذي اجري الاحد اظهر «تجلطا في الوريد الواقع بين المخ والجمجمة خلف الاذن اليمنى». وقالت بارداك «في كل الجوانب الاخرى من علاجها، تبدي وزيرة الخارجية تجاوبا جيدا جدا ولدينا ثقة بانها ستشفى بالكامل»، موضحة انها ستغادر المستشفى فور انتهاء العلاج. وتابعت ان «معنوياتها جيدة وتحدثت الى اطبائها وعائلتها وفريق عملها». واوضح الطبيب في قسم الامراض العصبية في مستشفى ميريلاند الجامعي نيراج بادجاتيا ان جلطة من هذا النوع في الرأس «ليست امرا شائعا ويكتشف صدفة في معظم الحالات». واضاف انها «مضاعفات غير عادية اطلاقا لجرح صغير في الرأس». وكانت وزارة الخارجية الأمريكية تحدثت عدة مرات في الاسابيع الثلاثة الاخيرة عن الحالة الصحية لكلينتون بدون ان ترد على التساؤلات بشأن غيابها غير المسبوق والطويل.