الطائف هذه المدينة الجميلة ، مدينة الورود وعروس المصائف تمر هذه الأيام بكارثة وتطلب العون والمساعدة من الجميع ، الطائف حزينة بسبب السيول والفيضانات الشديدة التي أغرقت الشوارع وجرفت بعض الطرق وغمرت البيوت والمباني ودمرتها وشردت المواطنين والمقيمين من بيوتهم . هذه الأمطار كانت من المفترض أن تكون أمطار خير ورحمة ويعم بنفعها البلاد والعباد ويفرح بها الناس ولكنها أصبحت غير ذلك . لست مؤيدا لمن يقول أن هذه الأمطار التي هطلت ومازالت تهطل على محافظة الطائف كانت مفاجئة وغير متوقعة بل على العكس كانت متوقعة في ضوء التحذيرات الدولية والعالمية من هطول أمطار غزيرة على جميع مدن ومناطق المملكة ، أي أن ما عانته محافظة جده قبل سنوات ومحافظة تبوك وغيرها من مدن المملكة تعاني منه الآن محافظة الطائف . الأمطار التي هطلت على الطائف كشفت القصور في المشاريع منذ تخطيطها وترسيتها على الشركات المنفذة وأنتهاء بتنفيذها على أرض الواقع ، وكشفت أيضا حجم الفساد الذي تعاني منه مدينة الورود . لابد الآن من التحقيق والمحاسبة مع كل من كان له دور في تلك المصيبة التي حلت على الطائف من مقصرين ومتورطين فيها . إن ما حدث بالطائف ذكرنا بالكارثة التي حلت بمحافظة جده في عام 1430 م عندما اجتاحت السيول المحافظة وتسببت في إزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات والبنية التحتية للمدينة . السؤال الذي لابد من المسؤولين في الدولة الإجابة عليه هو إلى متى ستستمر معاناة المواطنين في هذا الوطن من سوء ورداءة تنفيذ المشاريع ؟؟ هناك معلومات تشير إلى أن هناك ما يقارب أربعة آلاف مشروع متعثر تم تحويلها ووضع لها ميزانية مخصصة من الدولة بمبالغ تجاوزت 2 تريليون ريال منذ عام 2004 م وبالرغم من هذا الإنفاق الحكومي الضخم على مشاريع البنى التحتية في جميع مدن المملكة إلا أن الفساد يطغى على تنفيذ تلك المشاريع مما يجعل المواطن دائما في حالة خوف وترقب وتوجس عند حدوث الأمطار . في أوروبا تهطل الأمطار بمعدلات مرتفعة وبشكل متواصل على مدار العام ولم يحدث لهم ما حدث لنا ؟ لأنهم يملكون بيئة تحتية ممتازة تساعد في تخفيف آثار تلك الأمطار . الطائف بالتأكيد لن تكون الأخيرة وسوف تليها العديد من مدن المملكة التي ربما سوف تغرق كما غرقت الطائف وعلى هيئة مكافحة الفساد (نزاهة ) أن تقوم بواجبها ودورها تجاه الوطن والمواطن والكشف عن الفاسدين والمتورطين في هذه الكارثة . تركي محمد الثبيتي https://twitter.com/trk1400
