هناك منظومة سياسية فارسية طائفية , غريبة عن العرب , تعيش في بلادهم وبين أكنافهم , تتموضع وسط خاصرتهم, تنخر في جسد أمتهم كما ينخر السوس, تقتات من قوتهم وتنهب من خيراتهم , تعمل ليل نهار ضد مصالحهم ومصالح بلدانهم , تجدها دوما متأهبة مترصدة تتحين الفرص , وحين تلمح بصيصا من ضعف ينتابهم تنتفض كالديدان الانتهازيه بغية السيطرة عليهم وتملكهم . تترابط مكونات تلك المنظومه برابطة طائفية بغيضه , هي الرابطة الشيعيه التي جعلت الهوية الاساسيه لها , وبتلك الرابطه ذابت فوارق الجنسيه بين تلك المكونات وأصبحت نسيجا واحدا, ليس بينه حدود أو حواجز رسميه ,لكنه يرفض الآخرولايتعايش معه , من كان خارج تلك المنظومه الطائفيه ولم ينتمي لها , فانه بعرفها الشيطان بعينه , والكافر المستحق للعن , ومن أصول تعبدهم سفك دمه واستحلال حرماته , بل إن ذلك روح العبادة في ملتهم , متانسين انه ابن العروبة والاسلام اللذين يدعون زورا حمايتهما والتشدق بهما . المنظومة المذكوره غريبة عن المجتمع العربي, لأن دمها ليس بعربي , وهواها اجنبي محض ,وأهدافها تختلف كلياعما ينشده ابناء محيطها الذي تقطن فيه , أتباعها غرباء عن العرب فهم غرباء عن المواطن الخليجي والمواطن السوري واللبناني والعراقي وعن كل فرد اومجتمع عربي يعيشون فيه , لأن لهم سلوك الأغراب الذي يتفردون به ويؤكد غربتهم تلك , حيث ان العزله والنفور الدائم عن باقي مكونات المجتمع من عاداتهم , واختلاف الرؤية والهدف والانتماء نهجهم, وهم أبعد مايكونوا عن مشاعر العرب والعروبة , فالعربي يطلب الرفعة والمجد لعروبته أما هم فيطلبون النكسة لها. ومن هنا فانه ليس غريبا ان قلنا بأن معتقد تلك المنظومه وعمقها يقبع خارج الحدود, أي خارج حدود بلاد العرب , فهو في الضفة الأخرى , هناك في بلاد الفرس, وما دامت تخدم الفرس , فالحكمة تقول ان الفرس اولى بها ولامقام لها في بلاد العرب ! ان المنظومة المقصوده هي لفيف ممن استهواهم العمل السري ومنافقة الأمه , وعلى رأسها النظام الأسدي في سوريا , وحزب الله وحركة أمل في لبنان , والنظام العراق الحالي , وبعضا من الحركات الفلسطينيه المتشيعه أو التي تسير وفق المشروع الشيعي كحركة الجهاد وحركة حماس, وبعضا ممن غرسوا في اراضي دول الخليج العربي الواسعه واستخدموا كمخالب ومصادر تمويليه لتلك المنظومه.! ايران هي الأب الروحي, والخل الحاضن, والمنافح الأرعن,عن تلك المنظومه الغريبه , فتجدها وبكل صلف تصب جام غضبها وعلى كل المستويات السياسيه والدينيه عن طريق ملالي قم وطهران المتعصبين , على كل من يعترض على أفعالهم المشبوهه , وتصور نفسها على انها صاحبة حق في ذلك , بصورة متبجة رعناء فيها من الكبر والغطرسه الشئ الكثير .,وما أحداث الخليج الأخيره والتي نهضت فيها دوله لقمع الجواسيس والعملاء الخونه الا دليلاعلى ذلك الاستعلاء الكرتوني الغريب , والذي يتناقض مع تطلبه وتنادي به لنفسها بعدم أحقية أي دولة في التدخل بمايخص شعوبها رغم الظلم والاضطهاد الذي تعانيه تلك الاقليات. ومن دلائل تعاضد هذه المظومه الفارسيه الطائفيه مع بعضها البعض هو ما نراه ماثلا امامنا اليوم , حيث انهم قد هبوا ورموا بثقلهم لانقاذ النظام الاسدي من مأزقه كي لايتهاوى , وهم الآن يستميتون لأجل انقاذه بشكل استخباراتي سري هدفة الابتعاد قدر المستطاع عن استثارة اهل المنطقه , وهم يواصلون الليل بالنهار في غرفهم المظلمه , ليهيؤا له الدعم اللازم في الامداد وحياكة الخطط والتآمر ضد الشعب العربي السوري الأعزل , ولاعجب لتلك الهبه فالنظام الاسدي هو عصب تلك المنظومه وأسها المهم , وسقوطه هو القيامه والكارثه الحقيقيه بالنسبه لهم , لأنه ذلك يعني انفكاك سوريا العربيه عن المشروع الخارجي الفارسي وعودتها الى حظن وطنها العربي بعد غياب طويل تحت ظل هذا الارتهان , ولذلك لاعجب ان ترى هؤلاء الغرباء عن الأمه ممن يحكمون بلاد الشام وهم يستعينون بالاجنبي الفارسي , فهم يظنونه مرجعيتهم وملاذهم وعمقهم الاستراتيجي ضد الشعب العربي . لقد سخرت ايران كل امكاناتها لدعم هذا النظام فهي ارسلت كل مامن شأنه ان يعبث بارواح الشعب السوري الاعزل في ظل صمت عربي رهيب, وكان على رأس ذلك رجال الباسيج الايراني , والاسلحه والذخائر , بالاضافة الى تجييش عملاء ايران في المنطقه امثال حزب الله وحركة امل الشيعيتان من لبنان , وبعض الألويه الشيعيه العراقيه المحترفه في القتل والتعذيب , وبعض الحركات الفلسطينه المتشيعه كحركة الجهاد , كما ان هذه المجموعات تلعب مع النظام المجرم لعبة قذره, فهي بالاضافه الى مهمتها الرئيسة في قتل الشعب السوري , فانها جعلت سيفا مسلطا على جميع القطاعات العسكريه السوريه , من ضباط وافراد وأخص بالذكر الجيش لعدم ثقة النظام به , فهي تراقب كل ضابط او فرد شريف لايستجيب للأوامر بقتل المواطنين , فتقوم على الفور باطلاق النارعليه من اجل زرع الرعب في نفوسهم ليستسلموا للامر الواقع. ان منظومة الفرس تلك لاتهدد سوريا وحدها , بل انها وكما هو معلوم تهدد الكيان العربي برمته, وهي عامل افساد وانتقام , و قد رأينا نموذجا من افعالهم ومؤامراتهم في العراق والبحرين وسوريا اليوم ولبنان . وهنا يجب ملاحظة ان الذي يحدث في سوريا اليوم مختلف عما حدث من ثورات في الدول العربية الاخرى , لأن ماكان في تونس ومصرهي انظمة فاسدة أسقطت , اما في سوريا فان السقوط سيكون سقوط مشروع تآمري على الامه العربيه والاسلاميه , ولهذا فان العرب شعوبا وحكومات معنيين بالوضع في سوريا , بل انهم مدعوون لمساندة الشعب السوري ضد النظام الاسدي . ومن هنا فانه لابد من تكاتف العرب جميعا من أجل إسقاط هذا النظام اذا ارادوا اسقاط المنظومه الفارسيه الطائفيه الجاثمة عليهم والتي تتلاعب بدولهم , لأن في بقائه ظمان لبقاءها وسر ديمومتها , وفي سقوطه خرابها واندثارها , ولذلك فانه ليس من حسن التدبير ان يجعل الشعب السوري الأعزل يواجه مصيره لوحده في مواجهة تلك المنظومه الاجراميه , كما ان الفرصة سانحة اليوم اكثر من أي وقت مضى , لأن كرسي الاسد اليوم اهتز وتداعت اركانه على يد شعبه , وهو قاب قوسين او ادنى من السقوط فلابد من استغلال الفرصة والاجهاز عليه, وعدم اعطاءه الفرصه للنجاة , وهذا سيكون مكمل لما اتخذته حكومات دول الخليج من اجراءات لكبح هذا المشروع التآمري ووأده . ضمير مستتر/ المطلع على الوضع الذي يعيشه اصحاب تلك المنظومة اليوم يدرك مدى الذهول الذي ينتابهم, فهم في حالة تخبط وعجز, تثبتها تصرفاتهم الهستيريه , لأنهم ادركوا ان ماكانوا يعايشوه طوال تلك السنوات للسيطره على الدول العربيه انما هي احلام وردية كانت تراودهم , فبنيانهم الذي جهدوا في بناءه وقد كلفهم الكثير من الجهد العقلي والمالي , ينهار أمامهم اليوم وبوتيرة متسارعه , وبعدما كان طموحا اصبح حسرة عليهم , كما انهم ادركوا اليوم ان ماكانو يقومون به انما هو الخسران المبين , وهو مكر استمكروه فارتد عليهم . تركي الربيش [email protected]