خادم الحرمين وولي العهد يعزيان رئيس الإمارات في الشيخ طحنون آل نهيان    برئاسة وزير الدفاع.. "الجيومكانية" تستعرض خططها    الذهب يستعيد بريقه عالمياً    تيليس: ينتظرنا نهائي صعب أمام الهلال    توقعات بأجواء ممطرة في 7 مناطق    محافظ سراة عبيدة يكرم المشاركين والمشاركات ب أجاويد2    هذا هو شكل القرش قبل 93 مليون سنة !    رئيس الوزراء الباكستاني يثمِّن علاقات بلاده مع المملكة    حظر استخدام الحيوانات المهددة بالانقراض في التجارب    سعود عبدالحميد «تخصص جديد» في شباك العميد    الهلال يواجه النصر.. والاتحاد يلاقي أحد    رغم المتغيرات العالمية.. الاقتصاد الوطني يشهد نمواً وتنوعاً متسارعاً    اَلسِّيَاسَاتُ اَلتَّعْلِيمِيَّةُ.. إِعَادَةُ اَلنَّظَرِ وَأَهَمِّيَّةُ اَلتَّطْوِيرِ    يجيب عن التساؤلات والملاحظات.. وزير التعليم تحت قبة «الشورى»    متحدث التعليم ل«عكاظ»: علّقنا الدراسة.. «الحساب» ينفي !    أشعة الشمس في بريطانيا خضراء.. ما القصة ؟    جميل ولكن..    السعودية تتموضع على قمة مسابقات الأولمبياد العلمية ب 19 ميدالية منذ 2020    أمي السبعينية في ذكرى ميلادها    هكذا تكون التربية    ما أصبر هؤلاء    «العيسى»: بيان «كبار العلماء» يعالج سلوكيات فردية مؤسفة    زيادة لياقة القلب.. تقلل خطر الوفاة    «المظهر.. التزامات العمل.. مستقبل الأسرة والوزن» أكثر مجالات القلق    «عندي أَرَق» يا دكتور !    33 مليار ريال مصروفات المنافع التأمينية    إطلاق مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    استشهاد ستة فلسطينيين في غارات إسرائيلية على وسط قطاع غزة    الأمير محمد بن سلمان يستعرض مع كيركنتزس استعدادات «إكسبو 2030»    لؤي ناظر يعلن عودته لرئاسة الاتحاد    طالبة سعودية تتوّج ضمن أفضل 3 مميزين في مسابقة آبل العالمية    «سلمان للإغاثة» ينتزع 797 لغماً عبر مشروع «مسام» في اليمن خلال أسبوع    وزير الصحة يلتقي المرشحة لمنصب المديرة العامة للمنظمة العالمية للصحة الحيوانيّة    النصر يتغلب على الخليج بثلاثية ويطير لمقابلة الهلال في نهائي كأس الملك    مدرب تشيلسي يتوقع مواجهة عاطفية أمام فريقه السابق توتنهام    أمير الشرقية يثمن جهود «سند»    بمناسبة حصولها على جائزة "بروجكت".. محافظ جدة يشيد ببرامج جامعة الملك عبدالعزيز    تعزيز الصداقة البرلمانية السعودية – التركية    إنستغرام تشعل المنافسة ب «الورقة الصغيرة»    في الجولة ال 30 من دوري روشن.. الهلال والنصر يواجهان التعاون والوحدة    دورتموند يهزم سان جيرمان بهدف في ذهاب قبل نهائي «أبطال أوروبا»    العثور على قطة في طرد ل«أمازون»    أشاد بدعم القيادة للتكافل والسلام.. أمير نجران يلتقي وفد الهلال الأحمر و"عطايا الخير"    تنمية مستدامة    تحت رعاية الأمير عبدالعزيز بن سعود.. حرس الحدود يدشن بوابة" زاول"    اطلع على المهام الأمنية والإنسانية.. نائب أمير مكة المكرمة يزور مركز العمليات الموحد    الفريق اليحيى يتفقد جوازات مطار نيوم    أغلفة الكتب الخضراء الأثرية.. قاتلة    مختصون: التوازن بين الضغوط والرفاهية يجنب«الاحتراق الوظيفي»    الجوائز الثقافية.. ناصية الحلم ورافعة الإبداع    مفوض الإفتاء بالمدينة يحذر من «التعصب»    أمن الدولة: الأوطان تُسلب بخطابات الخديعة والمكر    مناقشة بدائل العقوبات السالبة للحرية    فرسان تبتهج بالحريد    التوسع في مدن التعلم ومحو الأميات    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    سمو محافظ الخرج يكرم المعلمة الدليمي بمناسبة فوزها بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع في دورتها الثانية 1445ه    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خدام في حديث ل «اليوم»: نظام الأسد أخضع سوريا للنفوذ الإيراني وسقوطه حتمي
نشر في اليوم يوم 11 - 11 - 2011

قال عبدالحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري، المعارض حالياً، إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الزعيم العربي الوحيد الذي أعلن دعمه للشعب السوري. وقال في حديث ل"اليوم"، إن السوريين لم يفاجئوا بهذا الموقف «الذي يعبر عن عمق تعاطف خادم الحرمين الشريفين مع الشعب السوري». وقال إن السوريين يجدون، دوماً، التعاطف من المملكة. وقال إن مواطنيه يتطلعون إلى مساندة خادم الحرمين الشريفين لهم من أجل الخلاص من النظام المستبد. وقال خدام، الذي يقيم في المنفى في فرنسا، إن نظام الأسد قد أخضع البلاد للنفوذ الإيراني، إلى درجة أن الإيرانيين يقيمون احتفالاتهم الدينية في المسجد الأموي، ويجرون مظاهرات دينية علنية في وقت تمنع فيه المظاهرات في سوريا للطوائف الأخرى. ويجزم خدام أن النظام السوري يعيش أيامه الأخيرة ويقترب « من نهايته المحتومة». وانتقد الذين يعارضون التدخل الأجنبي قائلاً «هل النظام الذي يستخدم جيش الوطن في القتل والقمع هو نظام وطني ؟» و«ما هي المغريات التي ستحول التدخل الأجنبي إلى قوة احتلال؟» متهماً الذين يعارضون التدخل الأجنبي بأنهم «يخدمون النظام»، ملاحظاً أن هؤلاء لا يتعرضون للقتل ولا أولادهم للتعذيب ولا عائلاتهم للتشرد.
نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام شخصية مثيرة للجدل، لاسيما انه صاحب تجربة سياسية عاصر خلالها المشهد السياسي السوري منذ أيام الأسد الأب، كانت له صولات وجولات في العديد من الملفات اختلف مع الرئيس الأسد الابن فشد رحاله لخارج سوريا، اليوم التقت به في منفاه بالعاصمة الفرنسية باريس لتطرح عليه العديد من المحاور من خلال الحوار التالي :
س1- تقوم إيران ومن خلال نشرها الفوضى الهدامة في المنطقة العربية وكما هو المشهد السوري وقمع وقتل الحرس الثوري الإيراني لإخوتنا الشعب السوري الأعزل المسالم، وكذلك عبثيتها في العراق والبحرين والكويت وأخيرا وليس آخرا المحاولة الغاشمة الآثمة المجرمة في محاولة إيران تفجير السفارة واغتيال السفير السعودي في واشنطن.. كيف ترون ذلك؟
إيران دولة كبرى في المنطقة طموحها الهيمنة على المنطقة وأن تكون مركز القرار فيها وفي ضوء ذلك وضعت إستراتيجية إقليمية تهدف إلى السيطرة على المنطقة التي تمتد من البحر المتوسط إلى حدود أفغانستان وفي المجال الدولي أن تكون شريكة مع الدول الكبرى في بحث وبت جميع القضايا ذات الصلة بالأمن والسلم الدوليين وقضايا الاقتصاد العالمي.
وإذا قارنا بين واقع إيران في المنطقة عند قيام الثورة وبين واقعها الحالي نرى بوضوح أن إيران ممسكة بلبنان عبر حزب الله وأصبحت على شاطئ الأبيض المتوسط وعلى حدود فلسطين، وبالتالي أصبحت شريكة في قضية الصراع العربي الإسرائيلي ويعزز دورها في قضية الصراع العربي الإسرائيلي تحالفها مع المنظمات الفلسطينية المعارضة للحلول السلمية، بالإضافة إلى هيمنتها على النظام السوري وعلى قراراته ما يجعلها الشريك الأول في ملف الصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى ذلك فإنها عبر الأحزاب الإسلامية الشيعية في العراق واستخدامها النظام السوري تمكنت من السيطرة على العراق كل ذلك، بالإضافة إلى خلاياها النائمة في دول الخليج وفي الدول التي يتواجد فيها مسلمون من الشيعة. كما لابد من الإشارة إلى علاقاتها مع الحوثيين في اليمن الذين تستخدمهم للضغط على دول الخليج عبر اليمن، واعتمدت إيران في تنفيذ إستراتيجيتها على ما يلي :
1- بناء القوة العسكرية المؤهلة والمجهزة بأفضل ما يمكن تحصيله لدرء أية حرب تتعرض لها واستنبطت ذلك من تجربتها مع العراق.
2- بناء قاعدة علمية متقدمة معتمدة على مجموعة من العلماء استقدمتهم من دول عديدة، بالإضافة إلى استخدام علماء كانوا في العهد السوفييتي وأصبحوا يبحثون عن عمل، بالإضافة إلى خبراء صينيين وكوريين.
3- وظفت إيران موقعها في المنطقة في خدمة إستراتيجيتها الإقليمية والدولية.
4- نجحت إيران في تأجيج العصبية المذهبية لدى أكثرية كبرى من المسلمين الشيعة باعتبارها الدولة الشيعية الوحيدة في العالم وتعتمد الإسلام دينا والمذهب الجعفري مرجعية وهذا أكسبها ولاء قسم كبير ومنتشر من المسلمين الشيعة ولاء سياسيا وولاء دينيا.
5- في إيران حكمة شعبية تقول (إذا رأيت الأفعى لا تقتلها بيدك وإنما بيد عدوك) فاستخدمت العدو الأمريكي في أفغانستان كما استخدمته في العراق عبر دفع الأحزاب الإسلامية الشيعية للتحالف مع الأمريكان ومع الأكراد لإسقاط النظام العراقي وبعد انتهاء الحرب استخدمته لدفعه إلى حل الدولة العراقية وحل الجيش والأجهزة الأمنية واجتثاث حزب البعث ما أدى إلى مناخ خصب لنشوء مقاومة قوية وحادة دفعت الأمريكان إلى قرار الخروج من العراق، وبذلك استخدمت عدوها العراقي في ضرب عدوها الأمريكي.
6- من الأمور الهامة التي أعطت الفرصة لإيران تفكك الوضع العربي وعجز الدول العربية في وضع إستراتيجية كاملة للدفاع عن أمن ومصالح وحقوق هذه الدول.
وفي إطار هذه الإستراتيجية تحركت خلاياها النائمة في اليمن وفي البحرين ومحاولة نسف السفارة السعودية في واشنطن ومحاولة اغتيال السفير تأتي في هذا الإطار كجزء من عملية لإرهاب الدول وتخويفها حتى تبقى مترددة في مقاومة مشروعها.
ان دعمها للنظام في سوريا ومشاركتها في تخطيط وتنفيذ مجمل الأعمال الوحشية التي ترتكب في سورية بهدف حماية قاعدتها الأساسية في المنطقة وهي النظام السوري عبر محاولة قهر الثورة وإطفائها.
اقترب النظام السوري من نهايته المحتومة فكيف يمكن لنظام يقتل مواطنيه ويذلهم ويعذبهم ويصادر حرياتهم وينهب بيوتهم وأرزاقهم وأموالهم أن يستطيع البقاء، فمصيره المحتوم السقوط ومصير قادة النظام وأعوانه وأدواته الذين اقترفوا الجرائم المحاكمة لينالوا جزاءهم.
س2- صنعتم حدثا غير مسبوق في انشقاقكم عن النظام السوري وبعد ان لمستم البعد الشديد عن المحور العربي والسقوط في الحضن الإيراني ولهذا السبب وللأسباب الأخرى التي نتساءل عنها أيضا إلا أن هذا الموقف الشجاع والجريء بخروجكم عن المنظومة السورية العالقة في العديد من الجرائم التي تمس سوريا والعالم العربي؟
من أسباب خروجي عن النظام والعمل على إسقاطه القضايا التالية :
1- الوضع الداخلي وحالة القمع والاضطهاد والإذلال وحرمان المواطنين السوريين من حقوقهم الأساسية وزرع الخوف في قلوبهم وعقولهم وتخريب التعليم ونشر الفساد وهدم القيم التي عرفها السوريون ومنها الخنوع للنظام على حساب الوطن، بالإضافة إلى سياسة العزل والإقصاء والتمييز التي أدت إلى إضعاف الوحدة الوطنية ونشوء الاحتقان الطائفي والمشكلة الكردية بسبب حرمانهم من حقوقهم الأساسية كمواطنين سوريين.
2- انفراد النظام بالسلطة والسيطرة على الثروة في البلاد بهدف إفقار الشعب وتجويعه حتى يصبح هم رغيف الخبز أكبر من هموم الوطن.
3- تبعية النظام لإيران وربط سوريا بها ما أدى إلى إخراج البلاد من الحضن العربي إلى الحضن الإيراني وفتح أبواب سوريا بصورة كاملة للنفوذ الإيراني ومن هذه الأبواب حركة التشييع التي أثارت حساسيات عميقة في سوريا خاصة عبر بناء الحسينيات والحوزات العلمية في مدن وقرى ليس فيها مواطنون شيعة والظاهرة الخطيرة إقدام جاليات إيرانية على الاحتفال بعيد عاشوراء في المسجد الأموي وممارسة كل تقاليد الاحتفال ولعن الأمويين الذين حملوا الإسلام من بلاد الشام إلى حدود الصين شرقا والى المحيط الأطلسي غربا وكان الإيرانيون يخرجون في سوق الحميدية وبعض أسواق دمشق مستفزين مشاعر السوريين علما بأن الاحتفالات بالأعياد الدينية عبر مظاهرات في الشوارع لبقية الطوائف في سوريا ممنوعة.
س3- دون شك دولة الرئيس شكلتم خطرا داهما على النظام السوري في ظل أجنحة النفوذ المتعددة داخل الطبقة الحاكمة، وقد كنتم الرجل الأقوى الذي يمكن أن يخرج سوريا من سيرها في الاتجاه المعاكس إلا أن النظام لم يتقبل منكم هذا الأمر .. كيف ترون ذلك ؟
كانت رؤيتي للوضع في سوريا مختلفة عن رؤية النظام في جميع الأمور الداخلية وفي معظم الأمور الخارجية وهذه الرؤية كنت أعبر عنها فتركت قلقا لدى النظام لا سيما بعد أن أعلنت في عدد من الاجتماعات الحزبية قناعتي بأن على حزب البعث أن يطور نهجه وسلوكه وأن تغير الدولة نهجها وسلوكها بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وإدارية بما في ذلك إصلاح القضاء وإذا لم يفعل النظام ذلك فان الأحداث ستغيره وتسقطه وكان آخر حديث في هذا الموضوع خلال المؤتمر القطري الذي عقد في الخامس من حزيران 2005 وخلاله أعلنت استقالتي من مسؤولياتي الرسمية والحزبية وبعد خروجي من سوريا ببضعة أشهر أعلنت انشقاقي عن النظام ودعوتي لإسقاطه.
س4- طالب خادم الحرمين الشريفين النظام السوري بالامتناع عن قمع وقتل الشعب السوري المسالم الأعزل، إلا أن الذي حدث هو مزيد من القمع والإذابة للشعب السوري .. كيف ترون ذلك؟
أود القول : إن خادم الحرمين الشريفين هو الزعيم العربي الوحيد الذي أعلن دعمه الشعب السوري وإدانته جرائم القتل الوحشية التي ارتكبها ويرتكبها النظام ضد الشعب الذي خرج للتظاهر سلميا للمطالبة بحقوقه الأساسية، ولم يفاجأ السوريون بهذا الموقف الذي يعبر عن عمق تعاطف خادم الحرمين الشريفين مع الشعب السوري. كما يعبر عن عمق عروبته ويبرز ذلك دائما في معالجته الأزمات التي تواجه الدول العربية بين بعضها البعض. إن هذا الخطاب يعبر عن حجم شعور خادم الحرمين الشريفين تجاه معاناة الشعب السوري الذي كان يجد دوما التعاطف من المملكة العربية السعودية منذ عهد المغفور له باذن الله الملك عبد العزيز الذي دعم الحركة الوطنية الاستقلالية واستقبل عددا من القادة الوطنيين السوريين الذين خرجوا من سوريا بسبب ملاحقتهم من قبل الأجهزة وساهم هؤلاء الرجال في العمل في مرحلة بناء المملكة التي فتحت أبوابها أمام السوريين القادمين للعمل على أراضيها.
الشعب السوري يتطلع إلى خادم الحرمين الشريفين من أجل دعمه ومساندته في الخلاص من هذا النظام المستبد القاتل.
س5- حاول النظام السوري إلصاق العديد من التهم التي أطلقت جزافا، وكانت التهم معلبة وجاهزة مثل علاقتكم السياسية والمالية برفيق الحريري .. كيف ترون ذلك؟
من طبائع النظام الحاكم في سوريا اختلاق الأكاذيب والتهم ليس فقط ضد معارضيه السوريين وإنما ضد كل من ينتقده من غير السوريين.. وجه إلي عدة تهم بعد خروجي على النظام، لكنه لم يجد تهمة فساد واحدة لإحالتها إلى القضاء. تحديته مرارا أن يعلن أي ملف لي أو لعائلتي أو أقربائي حتى الدرجة 20 إذا كان لأي منهم علاقة بملف فساد واحد. التهمة التي وجهها لي وأحالها إلى القضاء العسكري تهمة التآمر مع دولة أجنبية لقلب نظام الحكم دون أن يذكر اسم هذه الدولة أو يعلن طبيعة هذه المؤامرة، وتم الحكم علي بالسجن المؤبد مرتين غير أن الحكم الآخر الثالث صدر منذ أكثر من شهر من محكمة الجنايات في طرطوس التي حكمت علي بالسجن 15 عاما بسبب عدم دفع فاتورة المياه لمنزلي في بانياس مع العلم بأن البيت خال لا يسكنه أحد منذ ست سنوات. أما فيما يتعلق بالعلاقات مع الرئيس رفيق الحريري فكانت علاقة سياسية ولا صحة لأي قول بوجود علاقات مالية، وقد دعمت الرئيس الحريري لأنه خدم سوريا خدمات كثيرة لدى عدد من الدول العربية والأجنبية، بالإضافة إلى أنه كان يحمل مشروعا وطنيا لاحتواء نتائج الحرب الأهلية وإعادة اعمار لبنان.
س6- اللواء غازي كنعان تسلم الملف اللبناني بعدكم.. انتحر ، وحتى الآن لم تتضح الصورة في هذا الأمر إلا أن الكثيرين يقولون : تم اغتياله؟
اللواء غازي كنعان مات مقتولا بسبب شهادته أمام لجنة التحقيق الدولية في دمشق التي أثارت الانفعال والخوف لدى بشار الأسد.
س7- كيف ترون دور حكمت الشهابي في تاريخ المشهد السياسي السوري؟
العماد حكمت الشهابي تقاعد عام 1998 وغادر البلاد إلى الولايات المتحدة، حيث يعيش متنقلا بين مسكنه في لوس أنجلوس وبين مسكنه في باريس ويتردد أحيانا على دمشق وترك العمل السياسي منذ تقاعده.
س8- أنتم الآن تعارضون نظام الأسد، ولديكم مؤيدون؟
خدمت بلادي منذ شبابي وحتى الآن وتحملت مسؤولية عدد من المواقع الحزبية والحكومية إلى أن توليت منصب نائب الرئيس للشؤون الخارجية وأتطلع اليوم إلى دعم جيل الشباب ومساعدتهم من أجل تحمل عبء المسؤولية في بناء الوطن وفي بناء مستقبلهم الذي هو مستقبل البلاد وعندما خرجت عن النظام وعملت على إسقاطه وأعمل على دعم الثورة ليس من أجل السلطة وإنما من أجل دعم الثورة في بناء سوريا الجديدة.
س9 - قيل : إنكم أفضيتم بمعلومات حول جريمة اغتيال رفيق الحريري دون علم وترتيب مع النظام السوري وإبان وجودكم في سوريا واعتبروا ذلك شهادة ضد النظام ؟
أدليت بإفادتي أمام لجنة التحقيق الدولية في باريس بعد خروجي بأشهر من سوريا، لأن لجنة التحقيق الدولية لم تبدأ التحقيقات في سوريا إلا بعد خروجي.
س10- ذكرتم ان النظام السوري ماض لنهايته وان ملف الفساد سيفتح على مصراعيه فهل اقتربت النهاية من وجهة نظركم؟
اقترب النظام السوري من نهايته المحتومة فكيف يمكن لنظام يقتل مواطنيه ويذلهم ويعذبهم ويصادر حرياتهم وينهب بيوتهم وأرزاقهم وأموالهم أن يستطيع البقاء، فمصيره المحتوم السقوط ومصير قادة النظام وأعوانه وأدواته الذين اقترفوا الجرائم المحاكمة لينالوا جزاءهم.
س11- في 2006 ذكرت صحيفة ليبراسون الفرنسية معلومات حول تفكير امريكي جدي في لدعمكم كي تتولون القيادة في سوريا.. كيف يمكن قراءة ذلك؟
لا صحة لما ورد في جريدة لا ليبراسيون الفرنسية.
س12- تجربتكم في حزب البعث كيف يمكن ان تحدثنا عنها ؟
مرت تجربتي في الحزب بمراحل مختلفة فيها الكثير من النشاط والعمل من أجل تحقيق مبادئ الحزب وفيها الكثير من الشعور بالمرارة بسبب انحراف القيادة الحزبية عن الالتزام بالمبادئ الأساسية التي أقسمنا اليمين للالتزام بها بعد استلامها السلطة في آذار 1963.
شعار الوحدة حل مكانه شعار الصراع الطبقي ثم غاب شعار الوحدة العربية ليبقى الشعار وتزداد الصراعات مع عدد من الدول العربية. كما حل مكان شعار الحرية نهج مصادرة الحريات العامة والفردية وممارسة القمع وتخويف المواطنين. ففي مرحلة لاحقة بعد تسلم حافظ الأسد قيادة البلاد في تشرين الثاني 1970 حل الفساد الذي انتشر في الدولة وفي مؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية وازدادت حدة الأزمات الاقتصادية وانخفض مستوى معيشة الناس، وفكرت مرات عديدة في الاستقالة، إلا أن تدجين المعارضة السورية والحاقها بالجبهة الوطنية التقدمية ، بالاضافة الى غياب الحياة السياسية وحالة الخوف التي يعيشها الناس ترددت لأن استقالتي حينها ستضيع في خضم هذه المأساة التي عاشها السوريون وعرفت أن مصيري سيكون مصير أحد ثلاثة .. هم: اللواء محمد عمران الذي قتل في طرابلس والأستاذ صلاح بيطار أحد مؤسسي الحزب الذي أغتيل في فرنسا واللواء صلاح جديد أحد أبرز الرموز الحزبية آنذاك مات في السجن بعد 25 عاما من سجنه، وهذا ما دفعني لعدم الاستقالة والاستمرار في خدمة بلادي في حقل السياسة الخارجية من جهة وابداء وجهات نظري خلال المناقشات في الاجتماعات الحزبية أو في لقاءاتي مع الرئيس حافظ الأسد أو في بعض مقابلاتي الأعلامية، وأكثر المواقف حدة كان حديثي في مؤتمر حزبي عام 1998 وتحدثت فيه عن العولمة وعن التغييرات المحتومة التي تجري وستجري في العالم ومما قلته: إن على الحزب والدولة تغيير النهج وإطلاق الحريات العامة والخاصة واختيار المؤسسات الدستورية عبر انتخابات حرة. كما طالبت باصلاحات جدية في بنية الحزب والدولة وفي بنية الاقتصاد الوطني وكان ذلك الحديث بعد عودتي من مؤتمر قمة عدم الانحياز الذي عقد آنذاك في جنوب أفريقيا وشكل ذلك الحديث مفاجأة لأعضاء المؤتمر ما دفع أحد أعضاء القيادة القطرية الى القول: إن الرفيق أبو جمال تجاوز ثوابت الحزب وهو السيد توفيق صالحة فأجبته : ليس في الحزب ثوابت لأن المفاهيم تتغير بتغير ظروفها. كان شعارنا لا للصلح والاعتراف والتفاوض مع اسرائيل ومع ذلك منذ ثلاث سنوات اجتمع رئيس أركان الجيش السوري مع رئيس أركان الجيش الاسرائيلي في واشنطن ليبحثا مسألة السلام وسبق أن اجتمعت وفود سورية مع وفود اسرائيلية لاجراء مفاوضات حول السلام. كان من ثوابتنا عدم اقامة علاقات مع مصر بعد سقوط نظام مبارك واتفاقية السلام وبعد تسع سنوات وجدنا أنفسنا نستعيد أطيب العلاقات مع الحكومة المصرية، لذلك أقول لكم: ليس هناك ثوابت دائمة وإنما توجد مصالح دائمة وتتغير الثوابت بتغير المصالح وتكرر موقفي في اليوم الأول والجلسة الأولى خلال المؤتمر القطري الذي عقد في 5 حزيران عام 2005 بعد أن أعلنت استقالتي من مواقعي القيادية في الحزب والدولة وأعلنت اعتزال العمل السياسي لكن ليس العمل الوطني.
س13- كيف ترون المعادلة الحالية في سوريا في ظل كل تلك الجرائم التي يرتكبها النظام ؟
لا يزال النظام يملك القدرة العسكرية التي تمكنه من ممارسة أعمال القتل والاعتقال والتعذيب ، لكنه من الناحية السياسية الواقعية فقد، فقد أية إمكانية للاستمرار نظرا لرفض شامل لاستمراره ومع احتمال انتقال الثورة الى مرحلة المواجهة فان القدرة على القتل ستتضاءل وسيزداد النزيف في الجسم العسكري، وبالتالي فان هذا النظام يقترب من السقوط.
س 14- هل يمكن من وجهة نظركم انقلاب الجيش على نظام الأسد خاصة أن هناك العديد من الانشقاقات في الجيش تظهر كل يوم ؟
بنى حافظ الأسد نظامه الأمني بناء دقيقا عبر تغيير البنية الوطنية للجيش وتغيير عقيدته، وبالتالي أصبح ولاء الجيش للرئيس وليس للوطن وتم تثقيف الأفواج الجديدة من طلاب الكليات العسكرية والأمنية بهذه الثقافة، غير أن اختراق الجيش يمكن أن يتم في إحدى حالتين, الحالة الأولى : تطمين الضباط الذين ينتمون للطائفة العلوية الذين لم يرتكبوا جرائم القتل والتعذيب والإذلال بأن الثورة لن تمسهم بسوء، بل سيبقون جزءا من الجيش الوطني لأن الثورة تهدف إلى تعميق الوحدة الوطنية وإزالة كل أسباب الاحتقان الطائفي، بالإضافة إلى أن الثورة قامت من أجل جميع السوريين, ويتطلب هذا التوجه ليس فقط التصريحات الإعلامية وإنما أيضا الاتصالات المباشرة المتعددة الوسائل. أما الوسيلة الأخرى لتحقيق ذلك فهي تطمين الطائفة العلوية والتأكيد على أنها جزء من النسيج الوطني وأنها لا تتحمل مسؤولية الجرائم التي ارتكبها ضباط من أبناء الطائفة، وبالتالي فإنها مدعوة لممارسة دورها في تعزيز الوحدة الوطنية التي أضعفها النظام.
أشير إلى هاتين المسألتين لأن الطائفة العلوية والضباط المنتمين لها يقعون تحت ضغطين كبيرين الخوف من انتقام الثورة بسبب ترويج أنصار النظام لفكرة أنهم سيتعرضون للاضطهاد إذا سقط النظام والخوف الثاني من بطش النظام ضدهم.
س15- الدور التركي في المشهد السياسي السوري .. كيف تقيمونه؟
بين الشعبين السوري والتركي علاقات تاريخية ودينية وثقافية ومصالح اقتصادية وطول الحدود بين الدولتين يتجاوز 800 كم، وبالتالي فان الحكومة التركية تدرك حجم هذه العلاقات فاختارت إدانة جرائم النظام بدلا من استمرار علاقاتها مع النظام وهي مشكورة على هذا الموقف، ولا أتوقع أن تقوم تركيا بعمل عسكري منفرد، لكن في حال وجود قرار دولي أو قرار من حلف الناتو فاني أتوقع مشاركة تركيا في عملية حماية الشعب السوري وتحقيق طموحاته.
س16- لماذا هذا السكوت الفاضح من المجتمع الدولي ومؤسساته على الجرائم التي ترتكب في سوريا؟
في الواقع المجتمع الدولي لم يسكت فمعظم دوله أدانت الجرائم وأعلنت إسقاط شرعية النظام وبعضها اتخذ إجراءات عقابية، لكن عدم الإقدام على القيام بما قامت به هذه الدول في ليبيا لسببين، الأول: الدول العربية طلبت منها التدخل في ليبيا لحماية الشعب الليبي ولم تفعل ذلك بالنسبة لسوريا والسبب الثاني: إقدام بعض أطراف المعارضة على رفض فكرة التدخل الخارجي توهما منها أن هذا التدخل يمس السيادة الوطنية، لكنها في الوقت نفسه تطالب بإسقاط النظام والسؤال: هل هذا النظام نظام وطني هل النظام الذي يستخدم جيش الوطن في القتل والقمع هو نظام وطني ؟
وماذا كان يمكن أن يحصل في ليبيا لولا التدخل الدولي وما هي المغريات التي ستحول التدخل الأجنبي إلى قوة احتلال؟ وهل يجب تحت شعار مضى زمنه القبول باستمرار القتل اليومي والإذلال اليومي للسوريين؟ وهل هم الذين يتعرضون للقتل وأولادهم للتعذيب وعائلاتهم للتشرد ؟ في الواقع هذا الشعار يخدم النظام وليس شعارا وطنيا.
س17- الموقف الروسي والصيني هل يمكن وصفهما بالغباء السياسي حينما يدعمون النظام خاصة أن الوضع في سوريا لا يمكن أن يعود كما كان وتحت أي عنوان ؟
قيل كثيرا عن الموقف الروسي والصيني وفي رأيي أن السبب الرئيس لهذا الموقف الضغوط التي تمارسها إيران على الدولتين.
س18- ريبال الأسد ووالده ومحاولتهما البائسة واليائسة للتصالح مع الشعب السوري .. كيف يمكن قراءتها؟
السوريون لا يستطيعون أن يسمعوا كلمة الأسد لأن ما أصابهم من ظلم وقمع واضطهاد وإفقار كان من هذه العائلة من قمتها إلى أصغر عنصر فيها ورفعت الأسد ليس خارج هذه الدائرة ولن ينسى السوريون أعماله عندما كان في سوريا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.