أكد عدد من المختصين في السفر والسياحة إلغاء عدد من المواطنين حجوزاتهم والذين كانوا في طريقهم للسياحة في عدد من المدن التركية بنسبة 50%، بسبب الهجمات الإرهابية التي حدثت في مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول مساء أمس الثلاثاء الماضي والتي راح ضحيتها عدد من السعوديين بين وفيات وإصابات، متوقعين أن تزيد نسبة إلغاء الحجوزات مع الأيام المقبلة. أكد عضو مجلس إدارة شركة مجموعة الطيار للسفر القابضة د. ناصر الطيار إلغاء 50% من الحجوزات الطيران للسعوديين لتركيا عقب تعرض مطار أتاتورك الدولي لهجمات إرهابية مساء الثلاثاء الماضي، متوقعاً أن تزيد نسبة إلغاء الحجوزات مع الأيام المقبلة وتحويل الراغبين في السفر لتركيا من السعوديين إلى دول أوروبية مثل اليونان والنمسا وألمانيا وذلك نتيجة انخفاض اليورو والذي سيشجع الكثير من السعوديين للسفر إلى أوروبا. وقال الطيار إن تأثير الأوضاع في تركيا تحديداً انعكس بشدة على حجوزات المواطنين لإجازة الصيف، إذ حدث تراجع شديد مع ندرة وجود حجوزات للمواطنين في إسطنبول خصوصاً، مشيراً إلى أن تأثير أحداث إسطنبول ستظهر بشكل كبير على السياحة خلال الفترة المقبلة. وأوضح الطيار أن فترة انتعاش سوق السياحة في أي بلد يتعرض لهجمات إرهابية تصل إلى فترات طويلة، والدليل أن السياحة في مصر ما زالت تعاني تداعيات الهجمات الإرهابية ولن تبدأ بالانتعاش إلا بعد فترة طويلة. وأشار إلى أن هناك تراجعاً لمؤشر إشغال الفنادق في تركيا بعد الهجمات الأخيرة، مبيناً أن الفنادق في تركيا تشهد حالياً كمية كبيرة من إلغاء الحجوزات سواء من السعوديين أو من السياح الأجانب الأوروبيين والأمريكيين والذين يعتبرون الركيزة الأساسية للسياحة في تركيا. من جهته أكد عضو اللجنة السياحية في غرفة جدة سابقاً خالد الغامدي أن العديد من السياح السعوديين قد ألغوا رحلاتهم المؤكدة إلى عدد من المدن التركية، وذلك نتيجة الهجمات الإرهابية التي اندلعت مساء الثلاثاء الماضي وعدم استقرار الأوضاع هناك الأمر الذي أدّى لتخوف العديد من السياح لتعرضهم للعديد من المخاطر التي قد تحدث نتيجة هذه الأعمال الإرهابية. وتوقع الغامدي أن تشهد الأيام المقبلة إلغاء عقود مستمرة من قبل كافة الشركات السياحية وذلك نتيجة عدم رغبة السياح السعوديين في قضاء فترة إجازاتهم الصيفية في تركيا بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها إسطنبول، مشيراً إلى أن عدد السياح السعوديين المسافرين إلى تركيا العام الماضي بلغ أكثر من 300 ألف سائح سعودي. وقال إن عدد إلغاء الحجوزات بلغ أكثر من 50% سواء حجوزات طيران أو فنادق، لافتاً في الوقت نفسه إلى تحويل البعض من السعوديين وجهتهم إلى أوروبا ودول شرق آسيا، بحسب "الرياض". وكشفت دراسة عن أن متوسط فترة انتعاش سوق السياحة في بلد تعرض لهجمات إرهابية تصل إلى 13 شهراً، فيما إسبانيا على سبيل المثال، والتي تعرضت عاصمتها مدريد لهجمات إرهابية عام 2004، استغرق تعافي قطاعها السياحي بضعة أسابيع فقط. وجاءت هذه الدراسة في وقت تتعرض فيه العواصم الأوروبية لهجمات إرهابية كان لها وقعها على قطاع السياحة في الاتحاد الأوروبي، الذي تشغل عائدات السياحة فيه 10% من إجمالي ناتجه القومي.
