أمير الشرقية يدشّن منتدى الصناعة السعودي 2025    سعود بن بندر يرعى تكريم المشاركين في مبادرتين بيئيتين للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي    أمير جازان يتسلّم التقرير السنوي لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة    أمير تبوك يطلع على تقرير أعمال فرع وزارة التجارة بالمنطقة    موعد والقناة الناقلة لمباراة السعودية والمكسيك في الكأس الذهبية    إنزاغي راض عن أداء الهلال أمام سالزبورغ    أمير القصيم يطلع على نتائج مبادرة " تقدر تتعلم    القنصل العام الإيراني: ما قُدّم للحجاج الإيرانيين يعكس نهج المملكة الثابت في احترام الشعوب وخدمة ضيوف الرحمن    الإعلام الأجنبي: سالزبورغ خطف نقطة من الهلال.. والتعادل في مصلحة ريال مدريد    صندوق الاستثمارات يؤسس برنامجه الأول للأوراق التجارية    أمانة الشرقية تقيم حملة تطوعية لمنسوبيها للتبرع بالدم بالتعاون مع بنك الدم المركزي    الأمين العام لمجلس التعاون يدين ويستنكر التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة في دمشق    ولي العهد يهنئ الدوق الأكبر لدوقية لكسمبورغ الكبرى بذكرى اليوم الوطني لبلاده    مكافحة المخدرات تقبض على شخص بمنطقة القصيم    تراجع الأسهم الأوروبية    الرعاية المديدة بالظهران تُطلق خدمات التأهيل الطبي للعيادات الخارجية    العربي إلى المرتبة الثالثة عشر ( بلدية محايل )    الأمير سعود بن نهار يُكرّم طلاب التعليم الحاصلين على جوائز دولية في معرض "ITEX" الدولي 2025    جامعة أم القرى تُحرز تقدمًا عالميًا في تصنيف "التايمز" لعام 2025    وفاة الأمير فيصل بن خالد بن سعود بن محمد آل سعود بن فيصل آل سعود    جمعية الثقافة والفنون بجدة تنظّم معرض "إلهام"    مونديال الأندية| ريال مدريد يتغلب على باتشوكا بثلاثية    في ثالث جولات مونديال الأندية.. الأهلي المصري يواجه بورتو.. وتعادل ميامي وبالميراس يؤهلهما معاً    يوفنتوس يقسو على الوداد برباعية ويتأهل لثمن النهائي    طهران تقر إغلاق مضيق هرمز.. استهداف أمريكي لمنشآت نووية إيرانية    تحديد موقع المركبة اليابانية المتحطمة    عام 2030 الإنسان بين الخيال العلمي والواقع الجديد    سر انتشار البشر خارج إفريقيا    تيسير إجراءات مغادرة ضيوف الرحمن الإيرانيين    ضبط مقيم لنقله 13 مخالفاً لنظام أمن الحدود    "فلكية جدة": القمر يقترن ويحجب نجم الثريا    نائب الرئيس الأمريكي: تلقينا رسائل غير مباشرة من إيران    "البيئة": بدء بيع المواشي الحية بالوزن الخميس المقبل    116 مليون سائح عام 2024.. 284 مليار ريال إنفاقاً سياحياً في السعودية    علقان التراثية    المملكة تختتم مشاركتها في معرض سيئول للكتاب.. الثقافة السعودية تعزز حضورها عالمياً    هيئة التراث تسجل 5,900 موقع ومبنى جديد    إثراء" يشارك في مهرجان "كونسينتريكو" الدولي للعمارة    وزير الداخلية يستقبل سفير المملكة المتحدة    اقبلوا على الحياة بالجد والرضى تسعدوا    حملة لإبراز المواقع التاريخية في العاصمة المقدسة    في المسجد    أكد الاحتفاظ بكافة الخيارات للرد.. عراقجي: هجوم واشنطن انتهاك صارخ للقانون الدولي    نصائح لتجنب سرطان الجلد    العمل ليلا يصيب النساء بالربو    فيروسات تخطف خلايا الإنسان    قوة السلام    تنظيم السكن الجماعي لرفع الجودة وإنهاء العشوائيات    أمر وحيد يفصل النصر عن تمديد عقد رونالدو    الأحساء تستعرض الحرف والفنون في فرنسا    إنقاذ حياة امرأة وجنينها بمنظار تداخلي    تباين في أداء القطاعات بسوق الأسهم السعودية    وزير الداخلية يودع السفير البريطاني    الشؤون الإسلامية توزع هدية خادم الحرمين من المصحف الشريف على الحجاج المغادرين عبر منفذ عرعر    أمراء ومسؤولون يؤدون صلاة الميت على مشعل بن عبدالله    نائب أمير الشرقية يعزي العطيشان    الجبهة الداخلية    أمير منطقة جازان ونائبه يزوران شيخ شمل محافظة جزر فرسان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نداء على أعتاب معرض الكتاب الدولي 1432ه
نشر في تواصل يوم 28 - 02 - 2011

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه وبعد: فلقد بذل أعداء الإسلام جهودا جبارة منذ بزوغ شمس الإسلام للصد عن سبيل الله كما قال تعالى:(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة217) وقال سبحانه:( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) (100ال عمران) ولقد كان الكفار يخسرون كثيرا في معاركهم مع المسلمين والتأريخ شاهد.قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) (36الأنفال) ولكنهم لجئوا بعد ذلك إلى مسلك خطير لا يكلفهم كثيرا وأثره ظاهر. ألا وهو الغزو الفكري وزعزعة الثوابت الدينية والهجوم على الأخلاق ومسخ الهوية والانتماء للدين .عبر جميع وسائل الإعلام وعبر الكتب التي تخدم مصالحهم وأطماعهم الإفسادية سواء ما كتب بأيديهم أو بأيدي أذنابهم من بني جلدتنا.الذين قال عنهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين عن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال « نعم » فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال « نعم وفيه دخن ». قلت وما دخنه قال « قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ». فقلت هل بعد ذلك الخير من شر قال « نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ». فقلت يا رسول الله صفهم لنا. قال « نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ». قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال « تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ». فقلت فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام قال « فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ». وكانت الأنظمة التي تمنع دخول مثل هذه الكتب إلى بلادنا حائلا بينهم وبين نشر باطلهم وضلالهم حتى تمكنوا من بث سمومهم ونشر أفكارهم عبر معارض الكتاب الدولية وصارت الكتب تدخل بلا رقابة. مما عظمت معه البلوى. فأجلب معرض الرياض الدولي العام الماضي بخيله ورجله، ومكّن لأرباب دور النشر الموبوءة من ترويج كتب الزندقة والإلحاد، وتسويق كتب تحوي سبّاً لله عزّ وجلّ، والاستخفاف بشرعه المنزّل، والانتقاص لأنبياء الله عليهم السلام، كما عَمَد المعرض إلى إشاعة كتب الفحش والمجون، والقاذورات والزنى وسائر الخبائث. زد على ذلك ما يصاحب هذه المعارض من مناشط مشبوهة كالمحاضرات والندوات التي يلقيها أصحاب التوجهات وإني إبراءً للذمة ونصحا للأمة أقف هذه الوقفات حيث جاء في صحيح مسلم عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال « الدين النصيحة » قلنا لمن قال « لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ». راجيا من الله النفع والقبول الإخلاص . فإليكم هذه الوقفات:- 1- جاءت الشريعة الغراء المطهرة بحماية العقول والأفكار.فحرمت قراءة كتب الفساد والانحراف والزندقة قال تعالى: (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (26ص) وعن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض الكتب قال فغضب وقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية) حديث حسن أنظر المشكاة والإرواء. وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها ؟ فقال : " أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي " رواه أحمد والبيهقي في كتاب شعب الإيمان وحسنه الألباني .ولما قام صبيغ في عهد عمر رضي الله عنه ببعض الشبهات جلده عمر قال الشاطبي في الاعتصام: حكى ابن وهب قال حدثنا مالك بن أنس قال: جعل صبيغ يطوف بكتاب الله معه ويقول: من يتفقه يفقهه الله من يتعلم يعلمه الله فأخذه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فضربه بالجريد الرطب ثم سجنه حتى إذا خف الذي به أخرجه فضربه فقال: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد قتلى فأجهز على وإلا فقد شفيتني شفاك الله فخلاه عمر.قال ابن وهب: قال مالك: وقد ضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه صبيغا حين بلغه ما يسال عنه من القرآن وغير ذلك .وهذا الضرب إنما كان لسؤاله عن أمور من القرآن لا ينبني عليها عمل .أ.ه ولقد كان السلف الصالح يحذرون من مجالسة أهل الأهواء وما ذلك إلا خوفا من أن يلبسوا على الناس . قال الشاطبي في الاعتصام:وجاء عن الحسن: لا تجالس صاحب بدعة فإنه يمرض قلبك.وعن سفيان الثوري: من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاث: إما أن يكون فتنة لغيره وإما أن يقع بقلبه شيء يزل به فيدخله النار وإما أن يقول والله لا أبالي ما تكلموا به واني واثق بنفسي فمن يأمن بغير الله طرفة عين على دينه سلبه إياه.وعن يحي بن أبي كثير قال: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق آخر.وعن أبي قلابة قال: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمروكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون .وعن إبراهيم قال: لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تكلموهم فإذا أخاف أن ترتد قلوبكم.أ.ه 2- ليحذر كل من كان سببا في إدخال هذا الفساد إلى بلادنا, من شؤم ومغبته هذا الفساد.قال تعالى: (وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (الاعراف86) وقال سبحانه:(أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ) (19هود) وقال:(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ) (النحل88) وقال : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (الحج10) وليعلموا أنهم خاسرون لا محالة وأن عملهم في تباب .قال تعالى: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ )(1محمد) و قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ) (محمد32) 3- الواجب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (110ال عمران) وفي مسلم عن طارق بن شهاب قال: أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة. فقال: قد ترك ما هنالك. فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ». وعن حذيفة عن اليمان : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم. قال أبو عيسى هذا حديث حسن. 4- لا أحد ينكر أهمية القراءة وإدامة النظر في الكتب لكن هذا مربوط بالنافع منها. فقراءة الكتب الباطلة تورث شبها .والشبهة إذا أشربها القلب عسر الخلاص منها.والسلامة لا يعدلها شيء قال ابن القيم: وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه :وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد لاتجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات أو كما قال فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس فيعتقد صحتها وأما صاحب العلم واليقين فانه لا يغتر بذلك بل يجاوز نظره إلى باطنها وما تحت لباسها فينكشف له حقيقتها.أ.ه فاحذر القرب من الشبهات ففي الصحيحين عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه « إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ». 5- على القارئ الكريم استشارة أهل العلم والفضل عند اختيار ما يقرأ حماية لدينه وفكره . 6- ليعلم إن من أمن الوطن تحقيق الأمن الفكري وذلك بحفظ شباب الأمة من دعاة التغريب والعلمنة والإفساد.فالواجب محاربة الدخلاء على المسلمين من أصحاب الأفكار الموبؤة والمتربين في أحضان الغرب الكافر. قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (82الانعام) 7- ونحن – ولله الحمد – نسعى لأمن الوطن وأهله .لا نغفل أن تسويق كتب الزندقة والفحش قد يورث استفزازاً لا يمكن ضبطه, ويورث حنقاً وتصرفات لا تحمد عقباها.وهذا يدل على أن من فتح هذا الباب لا يهمه مصلحة الوطن أمام مقاصده المأفونة التي تملى عليه .والواقع يشهد أن التطرف ما كان إلا لما كثر الفساد والانحلال فجاء التطرف كردة فعل مقابل هذا الانفلات الثقافي . 8- ونحن نسعى لكبح جماح الشهوة وتحذير الناشئة من سموم الفضائيات لا نغفل عما تحمله كثير من الكتب من تأجيج للشهوات .التي صار ضحيتها نحر العفاف وهتك الأعراض وموت الغيرة والميل إلى التشبه بالكفار عبر القصص الهابط والروايات الساقطة .قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (النور19) وأخيرا أختم بهذه الرسائل العاجلة :- * إلى ولاة الأمر وفقهم الله: عقول الأجيال أمانة في رقابكم فارعوها -وأنتم أهل لذلك – قال صلى الله عليه وسلم « ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة »رواه مسلم * إلى العلماء نفع الله بهم:قال ابن القيم في الإعلام: وأي دين وأي
خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان.أ.ه * إلى المحتسبين سددهم الله: قَالَ صلى الله عليه وسلم : مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا.رواه البخاري. * إلى الكتاب والصحفيين أعاذهم الله: وما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسرك في القيامة أن تراه * إلى المحاضرين والمداخلين أعاذهم الله:قال تعالى:( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (18ق) * إلى زوار المعرض هداهم الله:قال تعالى:( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (الاسراء36) * إلى المرأة المسلمة المثقفة حرسها الله:اعلمي وعلمي أن الثقافة والمعرفة لاتعني التبرج والسفور والانكباب على ثقافة الكفار والانفلات من القيم .فتنبهي! * إلى وزير الثقافة والإعلام أصلحه الله :أين من سبقك ؟ . أفْنَاهُمُ الموتُ واسْتبْقَاكَ بَعْدهمو … حَيَّاً فَمَا أقْرَبَ القاصِي من الدانِي * إلى ملاك المكتبات ودور النشر أطاب الله مطاعمهم قال تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) (الاحزاب58) وقال صلى الله عليه وسلم: إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به)صححه الذهبي. وإني أذكر الجميع بالرحيل من الدنيا ولقاء الله فليكن على توبة صادقة وعمل رشيد (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة18) اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واحفظ علينا ديننا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . * المشرف العام على موقع رياض الإسلام

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.