توجيهات ولي العهد تُعيد التوازن التدريجي إلى عقارات العاصمة    انخفاض الأسهم الأوروبية    "هدية" تطلق معرض "تاريخ مجيد في خدمة ضيوف الرحمن"    تشكيل النصر المتوقع أمام الزوراء    يحيى بن جنيد شخصية العام التراثية في احتفالية يوم المخطوط العربي 2025    ابن معمر: المملكة تضع الترجمة والابتكار في صميم رؤيتها الثقافية والتنموية    هيئة الإحصاء تنشر إحصاءات سوق العمل للربع الثاني 2025م.    "طبية" جامعة الملك سعود تسجّل براءة اختراع لأداة فموية متعددة الوظائف    افتتاح معرض "صوت التناغم" الصيني بالمتحف الوطني السعودي في الرياض    ترامب يؤكد دعم باكستان لخطته للسلام    انضمام السعودية إلى الشبكة العالمية للهيئات الإشرافية على الذكاء الاصطناعي في منظمة اليونسكو    دوري يلو.. الدرعية يلاحق العلا.. والرائد يحسم الديربي    انخفاض أسعار النفط    أمَّن وصول المساعدات لأول مرة.. الجيش السوداني يكسر حصار الفاشر    مع ارتفاع نسبة مشاركة النساء.. سوريا تبدأ الدعاية الانتخابية لمجلس الشعب    جذب الشركات العالمية للقطاع الثقافي.. «الثقافة» توقع مذكرة تفاهم مع «دويتشه» لتنمية المواهب    في ثاني جولات نخبة آسيا.. الهلال يتصدر بنقاط ناساف.. والأهلي يتعادل مع الدحيل    في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا.. ريال مدريد وليفربول يبحثان عن التعويض.. ومورينيو يعود إلى «ستامفورد بريدج»    في الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الاتحاد يسعى لاستعادة الثقة أمام شباب الأهلي الإماراتي    شدد على دعم المحتوى المحلي واستكمال مشاريع الجامعات.. «الشورى» يطالب بتطوير مبادرات القطاع غير الربحي    الجهات الأمنية تضبط 173 كجم من المخدرات    جدة تتصدر جودة الحياة في السعودية    2.5 مليار دولار صكوك إعادة التمويل    الذكريات.. إرث يبقى بعد الرحيل    انطلق برعاية ولي العهد.. بدر بن عبدالله خلال مؤتمر الاستثمار الثقافي: إطلاق جامعة الرياض للفنون قريباً    مستشفيات غزة محاصرة.. والموت يطوق المرضى    «مطوفي الدول العربية» تحتفل باليوم الوطني ال 95 بفعاليات تراثية وفنون شعبية    ميدفيديف يحذر أوروبا من حرب شاملة.. وزيلينسكي: روسيا لن تعيد رسم حدود أوكرانيا    «أحذية» تقود هنديين للفوز بجائزة عالمية    نوم أقل.. وزن أكثر (1)    باحثون يطورون كبسولات لعلاج الزهايمر    سعود بن نايف يكرم شركاء نجاح "سند"    المعلم أولًا..    سعود بن بندر يستقبل قائد المنطقة الشرقية    «محمية الإمام تركي» تنضم لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي    لبنان: «إسرائيل» تقصف مخزن أسلحة ل«حزب الله»    أربعة قتلى بنيران مسلح في ميشيغن.. وترمب يصفه بجزء من "وباء العنف"    أمير جازان يطلق فعاليات منتدى فكر    تكريم الفائزين بجائزة «صيتة» في الزلفي    أمير جازان يرعى ندوة "بلادنا تأريخ وحضارة" والتي ينظمها نادي الثقافة والفنون بصبيا    الاتحاد يودع بلان.. وخليفة يطالب لاعبيه بنسيان النصر    أمير حائل: المبادرات تدعم الحراك الرياضي والسياحي    ليلة الخذلان من لوران بلان    ‏قائد قوة جازان يزور المنطقة الخامسة ويشيد بالجاهزية القتالية للوحدات العسكرية    أمير الرياض يلتقي نائب وزير الحرس الوطني    لحظة انشغال.. نهاية مأساوية    «العظام والمفاصل» بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية في جدة.. رعاية صحية وفق أعلى المعايير.. أميز الكفاءات.. وأحدث التجهيزات    الصندوق السعودي للأفلام يعتمد ريفيرا كونتنت اسما جديدا    الشورى لبنك التنمية الاجتماعية: استثمروا في التمويل الجماعي    فضيلة المستشار الشرعي بجازان يلقي كلمة ضمن برنامج تماسك في الكلية التقنية بصامطة    بحضور الأمراء.. نائب أمير مكة يشارك في صلاة الميت على الأميرة عبطا بنت عبدالعزيز    لا للتهجير أو الاحتلال.. البيت الأبيض ينشر خطة ترمب لإنهاء الحرب في غزة    نائب أمير تبوك يستقبل القنصل العام لجمهورية السودان    محافظ صبيا يكرم مدير مكتب التعليم بمناسبة انتهاء فترة عمله    أول محمية ملكية سعودية ضمن برنامج اليونسكو    «هيئة الشورى» تحيل 20 موضوعاً للجان المتخصصة    نائب أمير الرياض يستقبل وزير الشؤون الإسلامية    أكثر من 53 مليون قاصد للحرمين خلال ربيع الأول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نداء على أعتاب معرض الكتاب الدولي 1432ه
نشر في تواصل يوم 28 - 02 - 2011

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه وبعد: فلقد بذل أعداء الإسلام جهودا جبارة منذ بزوغ شمس الإسلام للصد عن سبيل الله كما قال تعالى:(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة217) وقال سبحانه:( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) (100ال عمران) ولقد كان الكفار يخسرون كثيرا في معاركهم مع المسلمين والتأريخ شاهد.قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) (36الأنفال) ولكنهم لجئوا بعد ذلك إلى مسلك خطير لا يكلفهم كثيرا وأثره ظاهر. ألا وهو الغزو الفكري وزعزعة الثوابت الدينية والهجوم على الأخلاق ومسخ الهوية والانتماء للدين .عبر جميع وسائل الإعلام وعبر الكتب التي تخدم مصالحهم وأطماعهم الإفسادية سواء ما كتب بأيديهم أو بأيدي أذنابهم من بني جلدتنا.الذين قال عنهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين عن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال « نعم » فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال « نعم وفيه دخن ». قلت وما دخنه قال « قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ». فقلت هل بعد ذلك الخير من شر قال « نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ». فقلت يا رسول الله صفهم لنا. قال « نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ». قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال « تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ». فقلت فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام قال « فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ». وكانت الأنظمة التي تمنع دخول مثل هذه الكتب إلى بلادنا حائلا بينهم وبين نشر باطلهم وضلالهم حتى تمكنوا من بث سمومهم ونشر أفكارهم عبر معارض الكتاب الدولية وصارت الكتب تدخل بلا رقابة. مما عظمت معه البلوى. فأجلب معرض الرياض الدولي العام الماضي بخيله ورجله، ومكّن لأرباب دور النشر الموبوءة من ترويج كتب الزندقة والإلحاد، وتسويق كتب تحوي سبّاً لله عزّ وجلّ، والاستخفاف بشرعه المنزّل، والانتقاص لأنبياء الله عليهم السلام، كما عَمَد المعرض إلى إشاعة كتب الفحش والمجون، والقاذورات والزنى وسائر الخبائث. زد على ذلك ما يصاحب هذه المعارض من مناشط مشبوهة كالمحاضرات والندوات التي يلقيها أصحاب التوجهات وإني إبراءً للذمة ونصحا للأمة أقف هذه الوقفات حيث جاء في صحيح مسلم عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال « الدين النصيحة » قلنا لمن قال « لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ». راجيا من الله النفع والقبول الإخلاص . فإليكم هذه الوقفات:- 1- جاءت الشريعة الغراء المطهرة بحماية العقول والأفكار.فحرمت قراءة كتب الفساد والانحراف والزندقة قال تعالى: (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (26ص) وعن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض الكتب قال فغضب وقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية) حديث حسن أنظر المشكاة والإرواء. وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها ؟ فقال : " أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي " رواه أحمد والبيهقي في كتاب شعب الإيمان وحسنه الألباني .ولما قام صبيغ في عهد عمر رضي الله عنه ببعض الشبهات جلده عمر قال الشاطبي في الاعتصام: حكى ابن وهب قال حدثنا مالك بن أنس قال: جعل صبيغ يطوف بكتاب الله معه ويقول: من يتفقه يفقهه الله من يتعلم يعلمه الله فأخذه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فضربه بالجريد الرطب ثم سجنه حتى إذا خف الذي به أخرجه فضربه فقال: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد قتلى فأجهز على وإلا فقد شفيتني شفاك الله فخلاه عمر.قال ابن وهب: قال مالك: وقد ضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه صبيغا حين بلغه ما يسال عنه من القرآن وغير ذلك .وهذا الضرب إنما كان لسؤاله عن أمور من القرآن لا ينبني عليها عمل .أ.ه ولقد كان السلف الصالح يحذرون من مجالسة أهل الأهواء وما ذلك إلا خوفا من أن يلبسوا على الناس . قال الشاطبي في الاعتصام:وجاء عن الحسن: لا تجالس صاحب بدعة فإنه يمرض قلبك.وعن سفيان الثوري: من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاث: إما أن يكون فتنة لغيره وإما أن يقع بقلبه شيء يزل به فيدخله النار وإما أن يقول والله لا أبالي ما تكلموا به واني واثق بنفسي فمن يأمن بغير الله طرفة عين على دينه سلبه إياه.وعن يحي بن أبي كثير قال: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق آخر.وعن أبي قلابة قال: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمروكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون .وعن إبراهيم قال: لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تكلموهم فإذا أخاف أن ترتد قلوبكم.أ.ه 2- ليحذر كل من كان سببا في إدخال هذا الفساد إلى بلادنا, من شؤم ومغبته هذا الفساد.قال تعالى: (وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (الاعراف86) وقال سبحانه:(أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ) (19هود) وقال:(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ) (النحل88) وقال : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (الحج10) وليعلموا أنهم خاسرون لا محالة وأن عملهم في تباب .قال تعالى: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ )(1محمد) و قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ) (محمد32) 3- الواجب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (110ال عمران) وفي مسلم عن طارق بن شهاب قال: أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة. فقال: قد ترك ما هنالك. فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ». وعن حذيفة عن اليمان : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم. قال أبو عيسى هذا حديث حسن. 4- لا أحد ينكر أهمية القراءة وإدامة النظر في الكتب لكن هذا مربوط بالنافع منها. فقراءة الكتب الباطلة تورث شبها .والشبهة إذا أشربها القلب عسر الخلاص منها.والسلامة لا يعدلها شيء قال ابن القيم: وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه :وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد لاتجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات أو كما قال فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس فيعتقد صحتها وأما صاحب العلم واليقين فانه لا يغتر بذلك بل يجاوز نظره إلى باطنها وما تحت لباسها فينكشف له حقيقتها.أ.ه فاحذر القرب من الشبهات ففي الصحيحين عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه « إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ». 5- على القارئ الكريم استشارة أهل العلم والفضل عند اختيار ما يقرأ حماية لدينه وفكره . 6- ليعلم إن من أمن الوطن تحقيق الأمن الفكري وذلك بحفظ شباب الأمة من دعاة التغريب والعلمنة والإفساد.فالواجب محاربة الدخلاء على المسلمين من أصحاب الأفكار الموبؤة والمتربين في أحضان الغرب الكافر. قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (82الانعام) 7- ونحن – ولله الحمد – نسعى لأمن الوطن وأهله .لا نغفل أن تسويق كتب الزندقة والفحش قد يورث استفزازاً لا يمكن ضبطه, ويورث حنقاً وتصرفات لا تحمد عقباها.وهذا يدل على أن من فتح هذا الباب لا يهمه مصلحة الوطن أمام مقاصده المأفونة التي تملى عليه .والواقع يشهد أن التطرف ما كان إلا لما كثر الفساد والانحلال فجاء التطرف كردة فعل مقابل هذا الانفلات الثقافي . 8- ونحن نسعى لكبح جماح الشهوة وتحذير الناشئة من سموم الفضائيات لا نغفل عما تحمله كثير من الكتب من تأجيج للشهوات .التي صار ضحيتها نحر العفاف وهتك الأعراض وموت الغيرة والميل إلى التشبه بالكفار عبر القصص الهابط والروايات الساقطة .قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (النور19) وأخيرا أختم بهذه الرسائل العاجلة :- * إلى ولاة الأمر وفقهم الله: عقول الأجيال أمانة في رقابكم فارعوها -وأنتم أهل لذلك – قال صلى الله عليه وسلم « ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة »رواه مسلم * إلى العلماء نفع الله بهم:قال ابن القيم في الإعلام: وأي دين وأي
خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان.أ.ه * إلى المحتسبين سددهم الله: قَالَ صلى الله عليه وسلم : مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا.رواه البخاري. * إلى الكتاب والصحفيين أعاذهم الله: وما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسرك في القيامة أن تراه * إلى المحاضرين والمداخلين أعاذهم الله:قال تعالى:( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (18ق) * إلى زوار المعرض هداهم الله:قال تعالى:( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (الاسراء36) * إلى المرأة المسلمة المثقفة حرسها الله:اعلمي وعلمي أن الثقافة والمعرفة لاتعني التبرج والسفور والانكباب على ثقافة الكفار والانفلات من القيم .فتنبهي! * إلى وزير الثقافة والإعلام أصلحه الله :أين من سبقك ؟ . أفْنَاهُمُ الموتُ واسْتبْقَاكَ بَعْدهمو … حَيَّاً فَمَا أقْرَبَ القاصِي من الدانِي * إلى ملاك المكتبات ودور النشر أطاب الله مطاعمهم قال تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) (الاحزاب58) وقال صلى الله عليه وسلم: إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به)صححه الذهبي. وإني أذكر الجميع بالرحيل من الدنيا ولقاء الله فليكن على توبة صادقة وعمل رشيد (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة18) اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واحفظ علينا ديننا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . * المشرف العام على موقع رياض الإسلام

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.